بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
من اجمل الدروس التي نأخذها من واقعة الطف بصورة عامة ومن الامام الحسين بصورة خاصة هو درس
:: الإخلاص في العبودية ::
الإخلاص : هو تخليص العمل من الشوائب كلها كثيرها وقليلها والمخلص هو صاحب العمل المحض للتقرب به الى الله وحده والاخلاص ضد الرياء فهو من المراتب العالية التي لايصل اليها إلا من حاز على درجة كبيرة ومتقدمة من الإيمان وصاحب الورع والموحّد الحقيقي .
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:-
الإخلاص بجميع فواضل الأعمال وهو معنى افتتاحه القبول : وتوقيعه الرضاء, وإن قل عمله ومن لم يتقبل منه فليس بمخلص وإن كثر عمله اعتبار بآدم عليه السلام وإبليس عليه اللعنة وعلامة القبول : وجود الإستقامة ببذل كل محاب مع إصابة علم كل حركة وسكون , والمخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به , العلم والأعمال والعامل والمعمول بالعمل لأنه إذا ذلك فقد أدرك الكل , وإذا فاته الكل وهو تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الأول :
هلك العاملون إلا العابدون وهلك العابدون إلا العالمون وهلك العالمون إلا الصادقون وهلك الصادقون إلا المخلصون وهلك المخلصون إلاالمتقون وهلك المتقون إلا الموقنون وإن الموقنين لعلى خلق عظيم .
وقال الله تعالى
( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
فإن المخلص يعمل بجهد وبعجد العمل يشعر بالتقصير من عمله ويكون خجلاً من رب العزة ويكون في حالة خوف وقلق لكون عمله مقبول او مردود ولايعجب بعمله ويصيبه الفخر بل يكون على مستوى من التقوى يؤهله ليكون مخلصاً في عمله .
ولو تابعنا انفسنا وراجعناها وحاسبناها وجدنا إن مسألة الاخلاص في العبودية بعيدة كل البعد عنا لأنا نحي الدنيا وكنا عبّادا لها واحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله في ذم الدنيا واهلها كثيرة منها :
:: من اصبح والدنيا اكبر همه فليس من الله في شيء ::
اي ان عمله يكون مشوباً وليس خالصاً لله بل ان حب الله وحب الدنيا نقيضان لايجتمعان في قلب امرئ ابدا فكيف يمكن لمن احب الدنيا ان يخلص لله بل كيف يمكن لمن قل ذكر الله على لسانه وغفل ان يكون مخلصاً في عمله ...
ولو عدنا بالنظر الى واقعة الطف وجدناها تمثل حياة كاملة مختصرة او مصغرة تحمل في ايامها ولياليها :: ساعاتها :: كل انواع الاخلاق النبيلة وقد جسدت كل المبادئ التي تقتضيها الحياة الكريمة ، فمن يريد التحلّي بالفضائل عليه مراجعة احداث الطف واخذ الدرس منها فكل فضيلة نرى قمتها في الطف كــ : (( الإيثار - طاعة الله - الصبر - الوفاء - العمل الخالص - التضحية .... )) .
ولذا بقيت واقعة الطف خالدة ولن تفنى ابداً لأنها كانت مبنية اساساً على حب الله والاخلاص له لا ابقاها الله ، وكذلك كل من يخلص لله عمله لابد ان يظهر الله هذا العمل امام الناس ليتعلموا منه درسا ولو بعد حين حتى لو كان العمل مخفيا وقد فعله الانسان بينه مابين الله فلابد ان يظهره الله ويخلده مادام خالصاً له تعالى .
كما ان الله يؤجر الانسان على مقدار اخلاصه في عمله ، ولكن هنا نأتي لنقول : انه ليس من الصعب على الانسان ان يعمل ، ولكن من الصعب عليه ابقاء العمل خالصاً لله .
فقد يصاب بحالة من الغرور والعُجُب بعد اتمام العمل اذاً المسألة ليست بالسهلة لأن الشيطان يستعمل معه مكائد كثيرة وطرق ملتوية لاينجُ منها إل من كان لديه توفيقاً من الله ليتجنبها .
واذا ذهب الاخلاص في العمل ذهبت ثمرة العمل وضاعت .
********
قد نجد بعض الناس ممن يؤدون اعمالهم بصورة حسنة امام الناس ويقولون في قرارة انفسهم هذا ليس رياءاً وانما احاول ان اجعلهم يتعلمون مني كيف يعملون او ادلهم على العمل الصالح .
ولكن عمل كهذا يحتاج الى ايمان كبير جداً كي لايشوبه شيء من مكائد الشيطان فعلى الانسان ان يختبر نفسه ليرى هل يحسن من عبادته في خلوته ؟ ام يفعل ذلك فقط امام الناس كي يقتدوا به ؟
فان وجد انه لا يظهر الصورة الجيدة للعمل في خلوته فهذا يعني انه يعمل بالرياء الخفي وهذا من آفات الاخلاص ، فهو لم يقصد الرياء بذلك ولكنه كان قصده ان يتأسى به الملأ ، فليراجع نفسه وليتأكد انه لايختلف لديه العمل في الخلوة وتكون نيته خالصه ...
**********
اما الآفة الثانية للإخلاص فهي الرياء
وهو اجلى واوضح آفات الاخلاص وهو ان يعمل الانسان لغير الله امام الناس فيصلي امام من يلومه على ترك الصلاة كي يتخلص من كلامه ، أو يتصدق امام من يتهمه بالبخل ، أو يذهب لطلب العلم للحصول على الجاه ومنزلة طلاب العلم بين الناس ...ألخ .
وفي هذه الحالة يكون العمل بالاضافة الى بطلانه عملاً حراماً ويؤثم فاعله عليه لأنه يكون إشراكاً بالله بسبب العمل لغير الله وهو شرك واضح ، وقد لانعرف هذا الانسان من اول مرة بأنه مرائي بل عند الاحتكاك به ومعرفته شيئاً فشيئاً تعرف حقيقته ولكنه يعرف نفسه جيداً ويعلم بما يفعله لأن الريائ من الخبائث القلبية في قلب الانسان .
***********
اما الآفة الثالثة وهي درجة شرك خفية جداً
هي
تحسين العبادة في الخلوة مقدّمة لتحسينها امام الناس
فمثلاً يخشع في صلاته في الخلوة ويروض نفسه على ذلك كي يفعل ذلك امام الناس ويكون متعوداً على ذلك حينها .
ولإكتشاف ذلك عليه ان يرى هل ان صلاته امام الناس كصلاته مختلياً اي ان خشوعه وخضوعه في صلاته امام الناس هل تكون بدون ان يشعر بوجود الناس امامه ام يراعي وجودهم ؟ فإن كان كذلك فلينتبه كي لايكون بعيداً عن الإخلاص .
*********
الآفة الرابعة وهي الطآمة
تنبيه الشيطان للإنسان بأن يخشع ولايشرد ذهنه وان يُقبِل على الله بقلب خاشع لدرجة قد يبكي الانسان في صلاته من خشية الله ويستشعر عظمة الله وخشيته وكبريائه وهذا كله امام الناس .
ولكن كيف يعرف ان هذا فخ شيطاني ؟
يعرف ذلك عندما لايجد هذه الحالة عندما يصلي في خلوته فيشرد ذهنه ويحاول الشيطان ابعاده عن مضمون الصلاة فعلى الشخص ان يتنبه الى هذه الخاطرة الشيطانية ويحاول ان يتخلص منها .
أمّا لو كان يحدث ذلك الخشوع معه في الخلوة فهذا يعني انه انسان مؤمن خالص العمل لله تعالى وهو دليل على قوة الإيمان .
وهنيئاً لمن يصل الى هذه الدرجات ..
إذن
الاخلاص هو ما اذا عملت عملاً لاتحب ان يحمدك عليه احد وان ذم عملك لاتهتم لذلك لأنك تعلم ان عملك لله وليس لمن مدحه او ذمه .
وتذكر ان الاخلاص لايكون الا عندما نخلص انفسنا من حب الدنيا وحب النفس فالعبودية لله مضادة تماماً لعبودية النفس والهوى .
وضع هذه المقولة في قلبك
:: إما الله و إما النفس ::
*************
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
من اجمل الدروس التي نأخذها من واقعة الطف بصورة عامة ومن الامام الحسين بصورة خاصة هو درس
:: الإخلاص في العبودية ::
الإخلاص : هو تخليص العمل من الشوائب كلها كثيرها وقليلها والمخلص هو صاحب العمل المحض للتقرب به الى الله وحده والاخلاص ضد الرياء فهو من المراتب العالية التي لايصل اليها إلا من حاز على درجة كبيرة ومتقدمة من الإيمان وصاحب الورع والموحّد الحقيقي .
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:-
الإخلاص بجميع فواضل الأعمال وهو معنى افتتاحه القبول : وتوقيعه الرضاء, وإن قل عمله ومن لم يتقبل منه فليس بمخلص وإن كثر عمله اعتبار بآدم عليه السلام وإبليس عليه اللعنة وعلامة القبول : وجود الإستقامة ببذل كل محاب مع إصابة علم كل حركة وسكون , والمخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به , العلم والأعمال والعامل والمعمول بالعمل لأنه إذا ذلك فقد أدرك الكل , وإذا فاته الكل وهو تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الأول :
هلك العاملون إلا العابدون وهلك العابدون إلا العالمون وهلك العالمون إلا الصادقون وهلك الصادقون إلا المخلصون وهلك المخلصون إلاالمتقون وهلك المتقون إلا الموقنون وإن الموقنين لعلى خلق عظيم .
وقال الله تعالى
( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
فإن المخلص يعمل بجهد وبعجد العمل يشعر بالتقصير من عمله ويكون خجلاً من رب العزة ويكون في حالة خوف وقلق لكون عمله مقبول او مردود ولايعجب بعمله ويصيبه الفخر بل يكون على مستوى من التقوى يؤهله ليكون مخلصاً في عمله .
ولو تابعنا انفسنا وراجعناها وحاسبناها وجدنا إن مسألة الاخلاص في العبودية بعيدة كل البعد عنا لأنا نحي الدنيا وكنا عبّادا لها واحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله في ذم الدنيا واهلها كثيرة منها :
:: من اصبح والدنيا اكبر همه فليس من الله في شيء ::
اي ان عمله يكون مشوباً وليس خالصاً لله بل ان حب الله وحب الدنيا نقيضان لايجتمعان في قلب امرئ ابدا فكيف يمكن لمن احب الدنيا ان يخلص لله بل كيف يمكن لمن قل ذكر الله على لسانه وغفل ان يكون مخلصاً في عمله ...
ولو عدنا بالنظر الى واقعة الطف وجدناها تمثل حياة كاملة مختصرة او مصغرة تحمل في ايامها ولياليها :: ساعاتها :: كل انواع الاخلاق النبيلة وقد جسدت كل المبادئ التي تقتضيها الحياة الكريمة ، فمن يريد التحلّي بالفضائل عليه مراجعة احداث الطف واخذ الدرس منها فكل فضيلة نرى قمتها في الطف كــ : (( الإيثار - طاعة الله - الصبر - الوفاء - العمل الخالص - التضحية .... )) .
ولذا بقيت واقعة الطف خالدة ولن تفنى ابداً لأنها كانت مبنية اساساً على حب الله والاخلاص له لا ابقاها الله ، وكذلك كل من يخلص لله عمله لابد ان يظهر الله هذا العمل امام الناس ليتعلموا منه درسا ولو بعد حين حتى لو كان العمل مخفيا وقد فعله الانسان بينه مابين الله فلابد ان يظهره الله ويخلده مادام خالصاً له تعالى .
كما ان الله يؤجر الانسان على مقدار اخلاصه في عمله ، ولكن هنا نأتي لنقول : انه ليس من الصعب على الانسان ان يعمل ، ولكن من الصعب عليه ابقاء العمل خالصاً لله .
فقد يصاب بحالة من الغرور والعُجُب بعد اتمام العمل اذاً المسألة ليست بالسهلة لأن الشيطان يستعمل معه مكائد كثيرة وطرق ملتوية لاينجُ منها إل من كان لديه توفيقاً من الله ليتجنبها .
واذا ذهب الاخلاص في العمل ذهبت ثمرة العمل وضاعت .
********
قد نجد بعض الناس ممن يؤدون اعمالهم بصورة حسنة امام الناس ويقولون في قرارة انفسهم هذا ليس رياءاً وانما احاول ان اجعلهم يتعلمون مني كيف يعملون او ادلهم على العمل الصالح .
ولكن عمل كهذا يحتاج الى ايمان كبير جداً كي لايشوبه شيء من مكائد الشيطان فعلى الانسان ان يختبر نفسه ليرى هل يحسن من عبادته في خلوته ؟ ام يفعل ذلك فقط امام الناس كي يقتدوا به ؟
فان وجد انه لا يظهر الصورة الجيدة للعمل في خلوته فهذا يعني انه يعمل بالرياء الخفي وهذا من آفات الاخلاص ، فهو لم يقصد الرياء بذلك ولكنه كان قصده ان يتأسى به الملأ ، فليراجع نفسه وليتأكد انه لايختلف لديه العمل في الخلوة وتكون نيته خالصه ...
**********
اما الآفة الثانية للإخلاص فهي الرياء
وهو اجلى واوضح آفات الاخلاص وهو ان يعمل الانسان لغير الله امام الناس فيصلي امام من يلومه على ترك الصلاة كي يتخلص من كلامه ، أو يتصدق امام من يتهمه بالبخل ، أو يذهب لطلب العلم للحصول على الجاه ومنزلة طلاب العلم بين الناس ...ألخ .
وفي هذه الحالة يكون العمل بالاضافة الى بطلانه عملاً حراماً ويؤثم فاعله عليه لأنه يكون إشراكاً بالله بسبب العمل لغير الله وهو شرك واضح ، وقد لانعرف هذا الانسان من اول مرة بأنه مرائي بل عند الاحتكاك به ومعرفته شيئاً فشيئاً تعرف حقيقته ولكنه يعرف نفسه جيداً ويعلم بما يفعله لأن الريائ من الخبائث القلبية في قلب الانسان .
***********
اما الآفة الثالثة وهي درجة شرك خفية جداً
هي
تحسين العبادة في الخلوة مقدّمة لتحسينها امام الناس
فمثلاً يخشع في صلاته في الخلوة ويروض نفسه على ذلك كي يفعل ذلك امام الناس ويكون متعوداً على ذلك حينها .
ولإكتشاف ذلك عليه ان يرى هل ان صلاته امام الناس كصلاته مختلياً اي ان خشوعه وخضوعه في صلاته امام الناس هل تكون بدون ان يشعر بوجود الناس امامه ام يراعي وجودهم ؟ فإن كان كذلك فلينتبه كي لايكون بعيداً عن الإخلاص .
*********
الآفة الرابعة وهي الطآمة
تنبيه الشيطان للإنسان بأن يخشع ولايشرد ذهنه وان يُقبِل على الله بقلب خاشع لدرجة قد يبكي الانسان في صلاته من خشية الله ويستشعر عظمة الله وخشيته وكبريائه وهذا كله امام الناس .
ولكن كيف يعرف ان هذا فخ شيطاني ؟
يعرف ذلك عندما لايجد هذه الحالة عندما يصلي في خلوته فيشرد ذهنه ويحاول الشيطان ابعاده عن مضمون الصلاة فعلى الشخص ان يتنبه الى هذه الخاطرة الشيطانية ويحاول ان يتخلص منها .
أمّا لو كان يحدث ذلك الخشوع معه في الخلوة فهذا يعني انه انسان مؤمن خالص العمل لله تعالى وهو دليل على قوة الإيمان .
وهنيئاً لمن يصل الى هذه الدرجات ..
إذن
الاخلاص هو ما اذا عملت عملاً لاتحب ان يحمدك عليه احد وان ذم عملك لاتهتم لذلك لأنك تعلم ان عملك لله وليس لمن مدحه او ذمه .
وتذكر ان الاخلاص لايكون الا عندما نخلص انفسنا من حب الدنيا وحب النفس فالعبودية لله مضادة تماماً لعبودية النفس والهوى .
وضع هذه المقولة في قلبك
:: إما الله و إما النفس ::
*************
تعليق