
وقال الطبرسي في قوله تعالى
" قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن " أي استمع القرآن طائفة من الجن وهم جيل رقاق الأجسام، خفية (3) على صورة مخصوصة بخلاف صورة الانسان والملائكة، فإن الملك مخلوق من النور، والانس من الطين، والجن من النار " فقالوا " أي الجن بعضها لبعض: " إنا سمعنا قرآنا عجبا " العجب ما يدعو إلى التعجب منه لخفاء سببه وخروجه عن العادة (4) " يهدي إلى الرشد " أي الهدى " فآمنا به " أي بأنه من عند الله " ولن نشرك " فيما بعد " بربنا أحدا " فنوجه العبادة إليه، وفيه دلالة على أنه (صلى الله عليه وآله) كان مبعوثا إلى الجن أيضا، وأنهم عقلاء مخاطبون، وبلغات العرب عارفون، وأنهم يميزون بين المعجز وغير المعجز، وأنهم دعوا قومهم إلى الاسلام وأخبروهم بإعجاز القرآن وأنه كلام الله تعالى.
(٣) في المصدر: خفيفة.
(٤) في المصدر: زيادة لم يوردها المصنف وهي: وخروجه عن العادة في مثله، فلما كان القرآنقد خرج بتأليفه المخصوص عن العادة في الكلام وخفى سببه عن الأنام كان عجبا لا محالة، وأيضا فإنه مباين لكلام الخلق في المعنى والفصاحة والنظام، لا يقدر أحد على الاتيان بمثله، وقد تضمن أخبار الأولين والآخرين وما كان وما يكون أجراه الله على يد رجل أمي فاستعظموه وسموه عجبا.
اترك تعليق: