--مقام «قاب قَوسَين أو أدنى».
جاء المعراج موهبةً أخرى عظيمة من الله سبحانه لهذا النبيّ العظيم. وهي في مَراقيها الرفيعة من أسرار الله
المكنونة التي أطلَعَ عليها حبيبَه المصطفّى محمّداً صلّى الله عليه وآله، إذ بلغ فيها رُتبةً غيبيّة ما تجرّأ حتّى جبرئيل ـ
وهو عالِم الملائكة الكبار ـ أن يدنو قيدَ أنمُلة، إذ قال للنبيّ صلّى الله عليه وآله حين كان معه في رحلة العروج: «لو
دنوتُ أنملة لآحترقتُ»..ذلك أنّ مقام جبرئيل عليه السّلام لا يحتمل القرب من المقام الذي بلغه رسول الله صلّى
الله عليه وآله في معراجه العجيب.
عَرَج محمّد صلّى الله عليه وآله في سماوات الله الموّاجة بالأسرار، في ليلة من ليالي مكّة، خلال ساعة واحدة..
عروجاً كاملاً جامعاً للروح والجسد، ثمّ رجع إلى مكّة في أقلّ من طرفة عَين.وكان ذلك له صلّى الله عليه وآله مزيد
قرب ومزيدمواهب سخيّة وعطاء.وكان ذلك للمحجوبين بظلام المادّة المحبوسين وراء أقفال الحسّ فتنةً ومزيدإنكار.
في مَراقي العروج السماويّ المتشعشع الأنوار.وقعت الرؤية.«لقد رأى مِن آياتِ ربِّهِ الكبرى»و«ما كَذَبَ الفؤادُ ما
رأى. أفَتُمارونَهُ على ما يَرى ؟!»:«والنَّجمِ إذا هَوى.ما ضَلَّ صاحبُكم وما غَوى.وما يَنطِقُ عن الهوى. إنْ
هُوَإلاّوَحيٌ يُوحى.علَّمَهُ شديدُالقُوى.ذومِرَّةٍ فاستَوى.وهوبالأُفُق الأعلى.ثُمَّ دَنا فتدلّى.فكانَ قابَ قوسَينِ أوأدنى.
فأوحى إلى عبدِه ماأوحى.ما كَذَبَ الفؤادُ مارأى.أفَتُمارُونَهُ على ما يرى.ولقد رآهُ نَرْلةً أُخرى.عند سِدرَةِ المنتهى.
عندها جَنّةُ المأوى. إذْ يَغشى السِّدرةَ ما يَغشى. ما زاغَ البَصرُ وما طغى. لقد رأى مِن آياتِ ربِّهِ الكبرى».
لقد تحقّق رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ خلال رحلة المعراج القدسيّة ـ في مقامات توحيدية غيبيّة باهرة. نَصّت
الآياتُ الشريفات هذه منها على مقام (الأُفق الأعلى)، ومقام (سِدرة المنتهى)، ومقام (جنّة المأوى).كما نَصّت
على مقام(قاب قوسَين أو أدنى).وهذاالمقام ـأي مقام قاب قوسين ـ هو مقام المُشاهدة القلبيّة التي لا قُربَ أقرب
منهاإلاّ مقام(أوأدنى) الذي تحقّق فيه رسول الله كذلك. هنالك.. عايَنَ ما عاين، وأراه الله جلّ جلاله من
أنوار عظمته ما أراد.
وهذا المعراج الذي حكى النبيُّ للناس بعدئذٍ شيئاً ممّا يمكن أن يحكيه.. إنّما يعبِّر عن الوجه المحمّديّ الصاعد إلى
حضرة الحقّ جلّ وعلا، فبلغ في هذا الوجهِ الوجيهِ ما لم يبلغه أحد قبله، ولا يبلغه أحد بعده.. صلوات الله وسلامه
عليه.وهو يعني ـ مِن ثَمّ ـ مزيد تشريف للأمّة التي تتّبعه وتتّبع منهاجه. وهو في الوقت نفسه عروج حَملَ معه
تشريفاً لمخلوقات الله في السماوات، وهم الذين كانوا يتمنّون أن تطأ الأقدام المحمّديّة المباركة تلك البقاعَ السماويّة
والأصقاع الملكوتيّة، ليحظَوا بمزيد من الفيوضات والبركات. لقد شاهدوا الطَّلعة المحمّديّة النوريّة الغرّاء مشاهدةً
شرَّفتهم إلى الأبد.
جاء المعراج موهبةً أخرى عظيمة من الله سبحانه لهذا النبيّ العظيم. وهي في مَراقيها الرفيعة من أسرار الله
المكنونة التي أطلَعَ عليها حبيبَه المصطفّى محمّداً صلّى الله عليه وآله، إذ بلغ فيها رُتبةً غيبيّة ما تجرّأ حتّى جبرئيل ـ
وهو عالِم الملائكة الكبار ـ أن يدنو قيدَ أنمُلة، إذ قال للنبيّ صلّى الله عليه وآله حين كان معه في رحلة العروج: «لو
دنوتُ أنملة لآحترقتُ»..ذلك أنّ مقام جبرئيل عليه السّلام لا يحتمل القرب من المقام الذي بلغه رسول الله صلّى
الله عليه وآله في معراجه العجيب.
عَرَج محمّد صلّى الله عليه وآله في سماوات الله الموّاجة بالأسرار، في ليلة من ليالي مكّة، خلال ساعة واحدة..
عروجاً كاملاً جامعاً للروح والجسد، ثمّ رجع إلى مكّة في أقلّ من طرفة عَين.وكان ذلك له صلّى الله عليه وآله مزيد
قرب ومزيدمواهب سخيّة وعطاء.وكان ذلك للمحجوبين بظلام المادّة المحبوسين وراء أقفال الحسّ فتنةً ومزيدإنكار.
في مَراقي العروج السماويّ المتشعشع الأنوار.وقعت الرؤية.«لقد رأى مِن آياتِ ربِّهِ الكبرى»و«ما كَذَبَ الفؤادُ ما
رأى. أفَتُمارونَهُ على ما يَرى ؟!»:«والنَّجمِ إذا هَوى.ما ضَلَّ صاحبُكم وما غَوى.وما يَنطِقُ عن الهوى. إنْ
هُوَإلاّوَحيٌ يُوحى.علَّمَهُ شديدُالقُوى.ذومِرَّةٍ فاستَوى.وهوبالأُفُق الأعلى.ثُمَّ دَنا فتدلّى.فكانَ قابَ قوسَينِ أوأدنى.
فأوحى إلى عبدِه ماأوحى.ما كَذَبَ الفؤادُ مارأى.أفَتُمارُونَهُ على ما يرى.ولقد رآهُ نَرْلةً أُخرى.عند سِدرَةِ المنتهى.
عندها جَنّةُ المأوى. إذْ يَغشى السِّدرةَ ما يَغشى. ما زاغَ البَصرُ وما طغى. لقد رأى مِن آياتِ ربِّهِ الكبرى».
لقد تحقّق رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ خلال رحلة المعراج القدسيّة ـ في مقامات توحيدية غيبيّة باهرة. نَصّت
الآياتُ الشريفات هذه منها على مقام (الأُفق الأعلى)، ومقام (سِدرة المنتهى)، ومقام (جنّة المأوى).كما نَصّت
على مقام(قاب قوسَين أو أدنى).وهذاالمقام ـأي مقام قاب قوسين ـ هو مقام المُشاهدة القلبيّة التي لا قُربَ أقرب
منهاإلاّ مقام(أوأدنى) الذي تحقّق فيه رسول الله كذلك. هنالك.. عايَنَ ما عاين، وأراه الله جلّ جلاله من
أنوار عظمته ما أراد.
وهذا المعراج الذي حكى النبيُّ للناس بعدئذٍ شيئاً ممّا يمكن أن يحكيه.. إنّما يعبِّر عن الوجه المحمّديّ الصاعد إلى
حضرة الحقّ جلّ وعلا، فبلغ في هذا الوجهِ الوجيهِ ما لم يبلغه أحد قبله، ولا يبلغه أحد بعده.. صلوات الله وسلامه
عليه.وهو يعني ـ مِن ثَمّ ـ مزيد تشريف للأمّة التي تتّبعه وتتّبع منهاجه. وهو في الوقت نفسه عروج حَملَ معه
تشريفاً لمخلوقات الله في السماوات، وهم الذين كانوا يتمنّون أن تطأ الأقدام المحمّديّة المباركة تلك البقاعَ السماويّة
والأصقاع الملكوتيّة، ليحظَوا بمزيد من الفيوضات والبركات. لقد شاهدوا الطَّلعة المحمّديّة النوريّة الغرّاء مشاهدةً
شرَّفتهم إلى الأبد.
تعليق