س1/ ما هي أركان الاستغفار؟..
إن الحلقات غير مرتبة ترتيبا منطقيا، الأهم فالأهم، وإلا واقعا حلقة الاستغفار من الحلقات الأولى المهمة في هذا المجال.
إن الاستغفار حقيقة في القلب، وما اللسان إلا يكشف عن هذه الحقيقة، فهو من المعاني القلبية كالتوكل والاستعاذة.. ومن الخطأ التعامل مع هذه المعاني، على أنها مجرد ألفاظا تكرر عددا من المرات باللسان، بدون أن يكون هناك شيئا في القلب!.. فترى البعض يكرر-مثلا-: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ولو كان ساهيا، أو عينه على البشر، ولا يرى في قلبه معنى لهذا اللفظ!.. أو يشاهد في التلفاز منظرا محرما، وهو يقول: (أستغفر الله)!..
إن المعنى إذا لم يكن له وجودا حقيقيا في القلب، لا يتحقق وإن كرر لفظه آلاف المرات.. ولهذا فإن بعض العلماء لا يشترط في تحقيق مفهوم الاستغفار، حتى التلفظ، ويرى بأن الندامة القلبية كافية.
أركان الاستغفار:
أولا: الإحساس بعظمة من يُعصى:
إن الذي يجعل الإنسان يتألم من ارتكابه للذنب، المعرفة بعظمة الذي أذنب في حقه، والمعرفة بكثير آلائه.. فإذا كان التعدي على إنسان من أهل الإنعام والإكرام والتفضل والتودد والتحنن عليه، كالتعدي على الوالدين، ولو كان هذا التعدي سهوا وغفلة؛ كم يكون الألم شديدا؟!.. وكم تكون الندامة عميقة جدا؟!.. بخلاف ما لو كان التعدي على إنسان لا حق له عليه، ولو كان متعمدا لغلبة قوة الغضب عنده.. فإن الندم مختلف في كلا الحالتين، لاستشعار طبيعة العلاقة وعظيم حقه عليه.. فالذي يستشعر العظمة الإلهية، ويخشى الله تعالى، ويرى عظيم إنعامه؛ فإنه إذا وقع في ذنب، يستغفر ويذوب خجلا في استغفاره.
ثانيا: الاحتقار الباطني:
إن بعض المستغفرين، رب العالمين يغدق عليهم من نعمه، ويحبهم، كما يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. (التواب) كثير الرجوع، والذي يكثر الرجوع لابد أن له أخطاء كثيرة.. ولكن لماذا هذا الحب الإلهي لبعض التائبين؟..
إن هذا الحب الإلهي لبعض التائبين، هو لهذه الحقارة، التي يعيشها التائب لنفسه.. فإن احتقار النفس، مع استشعار عظمة الربوبية-هذان الخطان المتوازيان- يولدان رحمة إلهية، وقوة إلهية هائلة.. لأن هذا العبد التائب وهو في عالم المغفرة، ينظر إلى الله تعالى فيخشع لعظمته، وينظر إلى نفسه فيعيش الذل لحقارته.. ويا له من معجون فعال!..
ثالثا: طلب المغفرة بالمعنى الحقيقي:
إن الذي يطلب المغفرة وهو غير عازم على عدم العود، فهذا لا يطلب المغفرة!.. لأن الذي يطلب المغفرة يرى في أعماق وجوده قبح ما فعله، ويعيش التألم والندم.. ولسان حاله، كما يقول الإمام: (إلهي!.. لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون.. ولكن خطيئة عرضت، وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي)..
فكل من يزني ويشرب، يرتاح إلى فعله.. ولكن رب العالمين إذا رأى أن العبد رأى حقارة نفسه، ودناءة عمله، بعد الفراغ من العمل، لا يؤاخذه بما كان عليه من الأنس بالمعصية..
وإن التائب الذي يعود إلى الله تعالى بهذه الندامة الباطنية، وبهذه الحالة من طلب المغفرة، لا فقط يرفع عنه كدر العمل، بل يعطى نور التوبة.. وهناك فرق بين أن تذهب الظلمة، وبين أن يأتي النور!..
ومن هنا رأينا كيف أن بعض التوابين تحولوا إلى كبار العبّاد والأولياء.. لأن هؤلاء أخذوا تطعيما ضد العجب والرياء!.. والذي لا يعجب ولا يرائي، فقد تخلص من فخين عظيمين للشياطين!.. فهو لا يرائي، لأنه يرى عظمة الله تعالى، ويرى حقارة نفسه.. ولا يعجب، لأنه يذكر سالف أيامه وعمله.. ولهذا فهذا الإنسان، حقيقة على طريق السلامة والنجاة.
إلا أنه ينبغي الحذر، فليس كل مذنب يوفق للتوبة!.. فإن البعض تسول له نفسه بالتمادي في المعاصي، ما دام باب التوبة مفتوحا، وأن الله غفور رحيم، يحب التوابين!.. ولكن الله تعالى بصير بالعباد ولا يخادع، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}!..
أولا: الذنب المتكرر من السنخ الواحد، هذا أمره خطير، وقد لا يغفر، لأنه يعتبر إصرار على المعصية.. ومن المعلوم أنه لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار.
وثانيا: إن الله تعالى يحب التائب الذي هو في طريق الطهارة الروحية: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. فهناك فرق بين إنسان يرتكب المعاصي، وغافل عن تهذيب نفسه؛ وإنسان آخر يحاول تهذيب نفسه، وإن ضعف يوما وعاود ارتكاب المعصية..
فالإنسان المريض الذي يهمل العلاج، هذا حاله سيزداد سوءا مع الأيام.. أما الإنسان المعترف بأنه مبتلى بأشد أنواع المرض، وأنه فيه خمسون مرضا مثلا، ويذهب كل يوم إلى أطباء مختصين للعلاج.. فهذا إنسان متطهر، وفي طريق سلامة الجسم، أو على الأقل في طريق التقليل من شدة خطر هذه الأمراض..
فكذلك الإنسان الذي يسعى أن يعالج الخطايا والذنوب، فهو في طريق القرب إلى الله تعالى، وقطعا هذا محبوب عند الله تعالى.
س2/ كيف يجعل المؤمن لنفسه، محطة استغفار ثابتة، في حياته اليومية؟..
هذا السؤال جيد!.. لأنه من المناسب جدا، بعد التكلم عن أي مفهوم من المفاهيم، ذكر بعض الآليات والوصايا العملية، ليعلم الإنسان ماذا يعمل، بعد هذه المعرفة النظرية.
أولا: أن يغتسل الإنسان غسلا بداعي التوبة، ويصلي ركعتين بداعي التوبة-ونقول: (بداعي التوبة)، حتى لا نشرّع شيئا، ويكون العمل برجاء المطلوبية- في جوف الليل باعتبار أنه وقت المناجاة، وساعة السحر أقرب للإجابة..
ثم يسجد، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد، ويستغفر سبعين مرة.. ويكرر الاستغفار اليونسي المعروف، والذي وعد القرآن العامل به بالاستجابة: {لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}..
وبالنسبة لعدد مرات تكرار الذكر، لم أر نصا روائيا لعدد معين.. ولسنا مضطرين للتنديد بهذه الأرقام الغير المأثورة، ولكن في نفس الوقت لا نروج لها كثيرا.. ولكن يمكن أن نقول: أن يكرر الذكر بمقدار ما يشتهي، ومقدار مزاجه.. ومن المعلوم أن نبي الله يونس (ع) ما ذكره ألف مرة، وقد يكون ذكره مرة واحدة، ولكن بالحالة اليونسية.
إذن، إن من المناسب هذا العمل للتائب: الغسل والصلاة برجاء المطلوبية، ثم السجود والاستغفار سبعين مرة، والذكر اليونسي بحالة تقرب من حالة يونس في بطن الحوت.
ثانيا: بعد هذه الحركة، ينبغي أن يعزم الإنسان على أن تكون له محطات استغفار ثابتة.. وهناك ثلاث محطات للاستغفار:
بعد صلاة العصر، الاستغفار -كما هو الوارد- سبعين مرة.
وفي الصلاة الواجبة، بين كل سجدتين.. فعندما يقول: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه)، ليكن متوجها بقلبه، لا مجرد لقلقة لسان فحسب.. فهذه محطة جيدة للاستغفار، كونها بين سجدتين، وفي فريضة، وبعدد الركعات.
وفي جوف الليل، الاستغفار في صلاة الليل.
فلو أن الإنسان التزم باستغفار صلاة الليل، واستغفار صلاة العصر، والاستغفار بين السجدتين، والاستغفار في الأوقات العامة كلما ارتكب معصية أو رأى قساوة في قلبه؛ فهل يبقى عليه ذنب؟..
البعض يقول: أنه ما الداعي للاستغفار، إذا كان هو ليس له ذنب، ليس بصاحب كبائر، ولا صاحب صغائر.. فيستغفر من أي شيء؟..
الجواب: إن الاستغفار ليس بالضرورة أن يكون من الذنب، وإنما للتقصير في حق العبودية.. لو أن خادما نام زيادة عن اللزوم، ألا يشعر بالخجل من سيده، وعندما يراه يعتذر منه؟.. وإن هو لم يرتكب مخالفة، وإن كان في هذه الفترة لم يأمره بأمر، ولم يحتج إليه في شيء، إلا أنه يرى نفسه مقصرا، وكان من المفروض أن يكون بين يديه.
وعليه، إن الاستغفار أيضا للتقصير، ومن الغفلات، ومن ساعات السهو عن المولى تعالى؛ وهي كثيرة في حياتنا.
إن الحلقات غير مرتبة ترتيبا منطقيا، الأهم فالأهم، وإلا واقعا حلقة الاستغفار من الحلقات الأولى المهمة في هذا المجال.
إن الاستغفار حقيقة في القلب، وما اللسان إلا يكشف عن هذه الحقيقة، فهو من المعاني القلبية كالتوكل والاستعاذة.. ومن الخطأ التعامل مع هذه المعاني، على أنها مجرد ألفاظا تكرر عددا من المرات باللسان، بدون أن يكون هناك شيئا في القلب!.. فترى البعض يكرر-مثلا-: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ولو كان ساهيا، أو عينه على البشر، ولا يرى في قلبه معنى لهذا اللفظ!.. أو يشاهد في التلفاز منظرا محرما، وهو يقول: (أستغفر الله)!..
إن المعنى إذا لم يكن له وجودا حقيقيا في القلب، لا يتحقق وإن كرر لفظه آلاف المرات.. ولهذا فإن بعض العلماء لا يشترط في تحقيق مفهوم الاستغفار، حتى التلفظ، ويرى بأن الندامة القلبية كافية.
أركان الاستغفار:
أولا: الإحساس بعظمة من يُعصى:
إن الذي يجعل الإنسان يتألم من ارتكابه للذنب، المعرفة بعظمة الذي أذنب في حقه، والمعرفة بكثير آلائه.. فإذا كان التعدي على إنسان من أهل الإنعام والإكرام والتفضل والتودد والتحنن عليه، كالتعدي على الوالدين، ولو كان هذا التعدي سهوا وغفلة؛ كم يكون الألم شديدا؟!.. وكم تكون الندامة عميقة جدا؟!.. بخلاف ما لو كان التعدي على إنسان لا حق له عليه، ولو كان متعمدا لغلبة قوة الغضب عنده.. فإن الندم مختلف في كلا الحالتين، لاستشعار طبيعة العلاقة وعظيم حقه عليه.. فالذي يستشعر العظمة الإلهية، ويخشى الله تعالى، ويرى عظيم إنعامه؛ فإنه إذا وقع في ذنب، يستغفر ويذوب خجلا في استغفاره.
ثانيا: الاحتقار الباطني:
إن بعض المستغفرين، رب العالمين يغدق عليهم من نعمه، ويحبهم، كما يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. (التواب) كثير الرجوع، والذي يكثر الرجوع لابد أن له أخطاء كثيرة.. ولكن لماذا هذا الحب الإلهي لبعض التائبين؟..
إن هذا الحب الإلهي لبعض التائبين، هو لهذه الحقارة، التي يعيشها التائب لنفسه.. فإن احتقار النفس، مع استشعار عظمة الربوبية-هذان الخطان المتوازيان- يولدان رحمة إلهية، وقوة إلهية هائلة.. لأن هذا العبد التائب وهو في عالم المغفرة، ينظر إلى الله تعالى فيخشع لعظمته، وينظر إلى نفسه فيعيش الذل لحقارته.. ويا له من معجون فعال!..
ثالثا: طلب المغفرة بالمعنى الحقيقي:
إن الذي يطلب المغفرة وهو غير عازم على عدم العود، فهذا لا يطلب المغفرة!.. لأن الذي يطلب المغفرة يرى في أعماق وجوده قبح ما فعله، ويعيش التألم والندم.. ولسان حاله، كما يقول الإمام: (إلهي!.. لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون.. ولكن خطيئة عرضت، وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي)..
فكل من يزني ويشرب، يرتاح إلى فعله.. ولكن رب العالمين إذا رأى أن العبد رأى حقارة نفسه، ودناءة عمله، بعد الفراغ من العمل، لا يؤاخذه بما كان عليه من الأنس بالمعصية..
وإن التائب الذي يعود إلى الله تعالى بهذه الندامة الباطنية، وبهذه الحالة من طلب المغفرة، لا فقط يرفع عنه كدر العمل، بل يعطى نور التوبة.. وهناك فرق بين أن تذهب الظلمة، وبين أن يأتي النور!..
ومن هنا رأينا كيف أن بعض التوابين تحولوا إلى كبار العبّاد والأولياء.. لأن هؤلاء أخذوا تطعيما ضد العجب والرياء!.. والذي لا يعجب ولا يرائي، فقد تخلص من فخين عظيمين للشياطين!.. فهو لا يرائي، لأنه يرى عظمة الله تعالى، ويرى حقارة نفسه.. ولا يعجب، لأنه يذكر سالف أيامه وعمله.. ولهذا فهذا الإنسان، حقيقة على طريق السلامة والنجاة.
إلا أنه ينبغي الحذر، فليس كل مذنب يوفق للتوبة!.. فإن البعض تسول له نفسه بالتمادي في المعاصي، ما دام باب التوبة مفتوحا، وأن الله غفور رحيم، يحب التوابين!.. ولكن الله تعالى بصير بالعباد ولا يخادع، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}!..
أولا: الذنب المتكرر من السنخ الواحد، هذا أمره خطير، وقد لا يغفر، لأنه يعتبر إصرار على المعصية.. ومن المعلوم أنه لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار.
وثانيا: إن الله تعالى يحب التائب الذي هو في طريق الطهارة الروحية: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. فهناك فرق بين إنسان يرتكب المعاصي، وغافل عن تهذيب نفسه؛ وإنسان آخر يحاول تهذيب نفسه، وإن ضعف يوما وعاود ارتكاب المعصية..
فالإنسان المريض الذي يهمل العلاج، هذا حاله سيزداد سوءا مع الأيام.. أما الإنسان المعترف بأنه مبتلى بأشد أنواع المرض، وأنه فيه خمسون مرضا مثلا، ويذهب كل يوم إلى أطباء مختصين للعلاج.. فهذا إنسان متطهر، وفي طريق سلامة الجسم، أو على الأقل في طريق التقليل من شدة خطر هذه الأمراض..
فكذلك الإنسان الذي يسعى أن يعالج الخطايا والذنوب، فهو في طريق القرب إلى الله تعالى، وقطعا هذا محبوب عند الله تعالى.
س2/ كيف يجعل المؤمن لنفسه، محطة استغفار ثابتة، في حياته اليومية؟..
هذا السؤال جيد!.. لأنه من المناسب جدا، بعد التكلم عن أي مفهوم من المفاهيم، ذكر بعض الآليات والوصايا العملية، ليعلم الإنسان ماذا يعمل، بعد هذه المعرفة النظرية.
أولا: أن يغتسل الإنسان غسلا بداعي التوبة، ويصلي ركعتين بداعي التوبة-ونقول: (بداعي التوبة)، حتى لا نشرّع شيئا، ويكون العمل برجاء المطلوبية- في جوف الليل باعتبار أنه وقت المناجاة، وساعة السحر أقرب للإجابة..
ثم يسجد، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد، ويستغفر سبعين مرة.. ويكرر الاستغفار اليونسي المعروف، والذي وعد القرآن العامل به بالاستجابة: {لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}..
وبالنسبة لعدد مرات تكرار الذكر، لم أر نصا روائيا لعدد معين.. ولسنا مضطرين للتنديد بهذه الأرقام الغير المأثورة، ولكن في نفس الوقت لا نروج لها كثيرا.. ولكن يمكن أن نقول: أن يكرر الذكر بمقدار ما يشتهي، ومقدار مزاجه.. ومن المعلوم أن نبي الله يونس (ع) ما ذكره ألف مرة، وقد يكون ذكره مرة واحدة، ولكن بالحالة اليونسية.
إذن، إن من المناسب هذا العمل للتائب: الغسل والصلاة برجاء المطلوبية، ثم السجود والاستغفار سبعين مرة، والذكر اليونسي بحالة تقرب من حالة يونس في بطن الحوت.
ثانيا: بعد هذه الحركة، ينبغي أن يعزم الإنسان على أن تكون له محطات استغفار ثابتة.. وهناك ثلاث محطات للاستغفار:
بعد صلاة العصر، الاستغفار -كما هو الوارد- سبعين مرة.
وفي الصلاة الواجبة، بين كل سجدتين.. فعندما يقول: (أستغفر الله ربي وأتوب إليه)، ليكن متوجها بقلبه، لا مجرد لقلقة لسان فحسب.. فهذه محطة جيدة للاستغفار، كونها بين سجدتين، وفي فريضة، وبعدد الركعات.
وفي جوف الليل، الاستغفار في صلاة الليل.
فلو أن الإنسان التزم باستغفار صلاة الليل، واستغفار صلاة العصر، والاستغفار بين السجدتين، والاستغفار في الأوقات العامة كلما ارتكب معصية أو رأى قساوة في قلبه؛ فهل يبقى عليه ذنب؟..
البعض يقول: أنه ما الداعي للاستغفار، إذا كان هو ليس له ذنب، ليس بصاحب كبائر، ولا صاحب صغائر.. فيستغفر من أي شيء؟..
الجواب: إن الاستغفار ليس بالضرورة أن يكون من الذنب، وإنما للتقصير في حق العبودية.. لو أن خادما نام زيادة عن اللزوم، ألا يشعر بالخجل من سيده، وعندما يراه يعتذر منه؟.. وإن هو لم يرتكب مخالفة، وإن كان في هذه الفترة لم يأمره بأمر، ولم يحتج إليه في شيء، إلا أنه يرى نفسه مقصرا، وكان من المفروض أن يكون بين يديه.
وعليه، إن الاستغفار أيضا للتقصير، ومن الغفلات، ومن ساعات السهو عن المولى تعالى؛ وهي كثيرة في حياتنا.
تعليق