أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
يالله إعذرني لم اتابع في بداية الامر باقي القصة لكن اليوم الحمد لله تابعت باقي الصقة ونفس الابداع والتألق ونفس الاسلوب الجميل شكرا لكِ جعله الله في ميزان حسناتكِ
أخذ الحسين عليه السلام يغسل جسد أخيه الحسن بمساعدة أخوته وكان أبا الفضل يصب الماء وهم يبكون، كانت دموع الحسين عليه السلام كالسيل تجري دون توقف وهو يقول : ( أخي أبا محمد هل تخليت عني ؟؟ أنا عضيدك الحسين وشقيقك !!) فرفع يده عن جسد أخيه الحسن ووضعها على جهه وأخذ يجهش بالبكاء فأقترب منه العباس عليه السلام ووضع يده على كتفه وأخذ يهدئ من روعه ،فأكمل الحسين عليه السلام تغسيل أخيه الحسن وهو يخاطبه : (أخي أبا محمد هل تذكر في زمان جدنا عندما كنا نتقاتل لنرى من منا أكثر قوة فذهبنا لجدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليحكم بيننا فأمرنا أن نتكاتب فمن كان منا خطه أحس تكون قوته أكثر هل تذكر ماذاأمرنا بعد أن رأى ماكتبناه (فأغمض الحسين عينيه ونزلت دموع حارقة من مقلتيه لتذكره حنان جده محمد صلى الله عليه وآل وسلم ) أرسلنا إلى أبونا علي عليه السلام ليحكم بيننا ومن ثم أرسلنا أبونا علي لأمنا فاطمة عليها السلام لتحكم بيننا فأبت أن تكسر قلب أحدنا وقطعت قلادتها التي كانت ترتديها وتحتوي على سبع لؤلؤات وقالت لنا بأن من يجمع أكثر لؤلؤات يكون خطه أحسن فتكون قوته أكثر فأخذت أنت ثلاث لؤلؤات وأخذت أنا ثلاث لؤلؤات والؤلؤة الأخيرة قسمها جبرئيل عليه السلام بجناحه ولكل منا أخذ نصفا (فبكى الحسين عليه السلام وأكمل.....) ريتهم جميعا كانوا حاظرين لينظروا ماذا حل بك يا أبن أمي (ثم سكت قليلا وهو يبكي ثم أخذ يكلم جسد أخيه الحسن ويذكره بالماضي على عهد جده وأمه وأبيه عليهم السلام وهو يبكي ودموعه ملئت وجهه ولحيته) هل تذكر يا أبا محمد عندما ...... وهل تذكر .....وهل تذكر ...... (حتى إنتهى عليه السلام من تغسيله وأخوته ينصتون إليه ويبكون على حاله وعندما أراد أن يكفنه) والآن ترحل عني وتتركني !!!؟؟؟) فأجهش بالبكاء ثم وضع شفتيه الشريفتين على رأس أخيه الحسن وأخذ يقبله قبلة الوداع الممزوجة بدموع الحزن والآسى على الفراق ثم غطى وجه الحسن بالكفن وأتم تكفينه ، ثم حمل الهاشميين الحسن عليه السلام ودموع الفراق لم تفارق أعينهم والحزن والأسى مصاحبهم على فراقة وذهبوا بجثمانه الطاهر إلى قبر جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليجدد به العهد كما أوصى ، فمنعوهم القوم فغضب أبي الفضل العباس عليه السلام وحمل سيفة عندما رآى السهام ترشق نعش أخيه الحسن ، فناداه الحسين عليه السلام : ( أنتظر أخي أبا الفضل إلى أين وما أنت صانع بهذا ؟؟(وهو يشير إلى السيف) ) فإلتفت العباس إلى الحسين ثم أرسل بنظره إلى السيف وقال والغضب يصب من عينيه : ( سيدي أبا عبدالله أريد أن أنتقم من هؤلاء القوم بهذا ( وهو يرفع سيفة )) فقال له الحسين : ( أخي عباس أغمد سيفك فليس هذا يومك ولم يحن وقتك بعد بل يومك في أرض العراق في كربلاء لنصرتي وكفالة عيال الهاشميين ونسائهم ، ولقد أوصاني أخي الحسن أن لانريق قطرة دم ) فأغمد العباس عليه السلام سيفة طاعتا وإحتراما لأخيه الحسين ولوصية أخيه الحسن ، فحملوا الهاشميين النعش الطاهر وتوجه به نحو البقيع كما أوصاهم الحسن عليه السلام ، فأبعدوا التراب وإذا بقبر محفور ملحود فنزل الحسين عليه السلام إلى القبر وأخذ يرفع يده ليحمل جسد أخيه الحسن ليواريه الثرى فرأه كالنقنفذ من السهام والدماء حولت كفنه الأبيض إلى أحمر فأنزل الحسين يده وغطى وجهه وأجهش بالبكاء وقال في عالي صوته : ( ياجداه يا رسول الله هل ترى ما فعل القوم بريحانتك وصاحب حوضك ) فرفع يده عن وجهه ووضع ذراعه على تراب قبر أخيه الحسن ووضعوجهه على ذراعه وأجهش بالبكاء ، فسالت دموع الهاشميين وقال أبو الفضل : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وبعد مضي وقت من البكاء والعويل رفع الحسين رأسه وقال : ( أعطوني جسد أبن أمي ) ورفع يده فأنزل الهاشميين الحسن وأخذه الحسين ووضعه في لحده وفتح الكفن عن وجهه وأخذ ينظر إليه : ( سأشتاق إليك يانور عيني الا لعنة الله على من ظلمك ولا أنالهم الله شفاعة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة ولا رضي الله عنهم أجمعين أخي أبا محمد أستودعك الله ( فسالت دمعة حارقة من عيني أبا عبدالله لذكر الوداع ) وأبلغ سلامي لجدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمي فاطمة عليها السلام وأبي علي عليه السلام وأبلغهم كذلك شوقي لهم ) فقبل رأس الحسن للمرة الأخيرة وبكى وخرج من القبر وهو يكفكف دموعه بكمة ، ثم أهالوا التراب على قبره ثم جلس الحسين على قبره وقرأ ماتيسر من القرآن هو ومن معه من الهاشميين ، ثم قام الهاشميين وعادوا إلى الفاطميات وكان أول من قام بإستقبالهم زينب وأم كلثوم عليهما السلام اللذان كنا تنتظران عند الباب وهن في بكاء وحزن ونحيب فأول مانظروا إلى الهاشميين قادمين أسرعت زينب وأم كلثوم جاريات إليهم فسبقت أم كلثوم زينب وإنكبت في أحضان أخيها الحسين وأجهشت بالبكاء فضمها الحسين إلى صدره بقوى وأخذ يبكي بحزن وأسى أما زينب فألقت بنفسها في أحضان أخيها أبي الفضل وهي الأخرى أجهشت بالبكاء فطوقها أبي الفضل بكفيه ودموعه تجري فرفعت زينب عليها السلام رأسها إلى أخيها أبي الفضل وقالت له هل دفنتموه ؟؟؟ فأشاره برأسه (نعم) ودموعه تجري ، فلطمت زينب وجهها وصاحت : ( وا أخاه واحسناه ) فجلست على الأرض وأخذت تضع التراب على رأسها فذهبت لها أم البنين عليها السلام واحتضنتها وهي تنادي : ( واولده وامصيبتاه ) أما أم كلثوم فدفنت رأسها في حجر الحسين وصاحت : ( وا أخاه واحسناه ) فضمها الحسين بصمت وقبل رأسها هو مطوقها بيد واحده وهي واضعه رأسها على كتفه وتبكي ثم مضى بها وهي على هذه الحاله إلى أم البنين وزينب اللتان اعتلت أصواتهم بالبكاء والنحيب فأمسك الحسين بأم البنين وأحتضنها إلى صدره بكفه الأخرى وقال لها : ( أماه كفى إهدئي فلقد قطعتم قلبي ) ثم نظر إلى زينب التي نزل إليها أبي الفضل وإحتضنها وقال لها الحسين : ( أخيه زينب كفى فوالله قطعتم قلبي يعز علي أن أراكم بهذه الحاله فلا تزيدوني كربا فوق فقد أخي الحسن ) فضم الحسين أم البنين وأخته أم كلثوم عليهم السلام بقوة إلى صدره وهم يبكون ، وزينب دفنت رأسها في صدر أبي الفضل وهو ضمها بقوة وأخذو يبكون على كلام الحسين وفراق الحسن ، وضل بني هاشم تلك اليله في بكاء ونحيب وحزن شديد لفقد السبط الأكبر وريحانة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة الحسن المجتبى عليه السلام ......
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا راضيا مرضيا بما أعطاه الله بدار البقاء
تعليق