السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) (1317 هـ - 1413 هـ)
ولادته ونشأته :
ولد السيّد الخوئي سنة ( 1317 هـ ) بمدينة خوي في إيران ، ونشأ وترعرع وسط عائلة دينية ، حيث كان والده السيّد علي أكبر من الشخصيات العلمية البارزة في مدينة خوي ، حيث كان أهاليها ينظرون إليه نظرة إكبار وإكرام .
دراسته :
بعد أن تعلَّم القرآن الكريم ، والقراءة والكتابة في صغره ، سافر إلى مدينة النجف الأشرف سنة ( 1330 هـ ) ، لغرض تلقّي العلم ، وكان معروفاً بذكائه ، وقوّة ذاكرته ، فأكمل دراسة المقدّمات والسطوح عند كبار الأساتذة ، وعندما بلغ عمره الشريف ست عشرة سنة أخذ يحضر دروس البحث الخارج عند أساتذة حوزة مدينة النجف الأشرف البارزين آنذاك كأمثال : الشيخ محمّد حسين النائيني ، والشيخ ضياء الدين العراقي .
ولم يقتصر على دراسة الفقه والأصول ، بل واصل دراسته للعلوم الأخرى ، كعلم الكلام ، والتفسير ، والمناظرة ، والحكمة ، والفلسفة ، والأخلاق ، والسير والسلوك ، والرياضيات ، والحساب الاستدلالي ، والهندسة ، والجبر ، وغيرها من العلوم الأخرى .
اجتهاده :
نال درجة الاجتهاد سنة ( 1352 هـ ) ، وقد بلغ السنة الخامسة والثلاثين من عمره المبارك ، ممّا يدلّ على أهليَّته للاجتهاد في سِنِّ مكبرة ، نسبة لهذه الدرجة الرفيعة ، والمنزلة السامية في الاجتهاد .
وقد أيَّد اجتهاده الكثير من المراجع العظام في حوزة مدينة النجف الأشرف ، كالشيخ محمّد حسين النائيني ، والكمباني ، والشيخ ضياء الدين العراقي ، والشيخ محمّد جواد البلاغي ، والشيخ علي الشيرازي ، والسيّد أبي الحسن الإصفهاني ، وشهدوا له بالتفوّق في نَيل المراتب العلمية الرفيعة .
تدريسه :
قبل أن ينال درجة الاجتهاد ، ولِشِدَّة ذكائه ، كان يواصل دراسته ويدرِّس في نفس الوقت ، وقد قال في هذا الخصوص : عندما أنجزت دراسة الجزأين الأوّل والثاني من كتاب شرح اللمعة الدمشقية ، قمت فوراً بتدريس الجزء الأوّل منها ، فقد كان ماهراً ومُهيمِناً على المادّة الدراسية التي كان يلقيها ، مرتِّباً لِمطالبِ الدرس ، مبتعداً عن الحشو الزائد الذي لا فائدة منه .
وكان يعتمد في بحوثه الاستدلالية على طريقة أساتذته النائيني والعراقي والكمباني ، إضافة إلى آرائه الشخصية ، فيخرج بآراء معاصرة عميقة ودقيقة ، موضِّحاً فيها آراء العلماء السابقين ، كما لم يكن يعتمد على الفلسفة في تدريس علم الأصول ، وكان يعتمد على الأحاديث الشريفة ، والروايات في تدريس الفقه ، وكان يهتمّ اهتماماً كبيراً بأسانيد الأخبار ، وكان يعتبرها الحجر الأساس في توثيق الرواة ، ورجال السند .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر .
2ـ الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم .
3ـ السيّد إبراهيم الأمين .
4ـ الشيخ علي الهمداني .
5ـ الشيخ أبو الفضل الخونساري .
6ـ السيّد أبو القاسم الكوكبي .
7ـ السيّد أحمد المستنبط .
8ـ السيّد موسى الصدر .
9ـ السيّد علي السيستاني .
10ـ الشيخ إسحاق الفياض .
11ـ الشيخ مرتضى البروجردي .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ مساعدة الضعفاء والمحتاجين .
2ـ العفو عن المسيئين .
3ـ بَسَاطة العيش .
4ـ الاهتمام بالوقت واستثمار الفرص .
5ـ التواضع والصبر والتحمّل .
6ـ تهذيب النفس . وفاته :
توفّي السيّد الخوئي ( قدس سره ) في الثامن من صفر 1413 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودُفِن ( قدس سره ) سِرّاً بعد منتصف الليل بمسجد الخضراء بجوار حرم الإمام علي ( عليه السلام )
تعليق