من وصايا أمير المؤمنين(عليه السلام)
قال كميل بن زياد النخعي :
أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
فأخرجني إلى الجَبَّان (أي: إلى الصحراء) ، فلما أَصْحَرَ تنفس الصُّعَدَاء(أي: تنفَّس تنفُّساً ممدودًا طويلاً) ، ثم قال:
يا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ ! إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ (أي:أواني، والأوعية: جمع وعاء) فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا (أي:أحفظها )، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ؛
اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ(أي:متألِّه عارف بالله ، و شريعته ، و يعمل بموجبها )، وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ (أي:إذا أتم علمه نجا) ، وَ هَمَجٌ(أي: حمقى لا نظام لهم و لا عقول)، رَعَاعٌ(أي: سفلة أراذل)، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ( أتباع كل مَن نعق وصاح بصوت عالٍ، وبعبارة أخرى: أتباع الدعايات الإعلامية لكل مَنْ ذاع صيته واشتهر ، لا يميزون بين الحق والباطل ، والصدق والكذب) يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ(أي: مع كلّ تيَّار)، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ( فهم ، يتبعون كل داع ويعتقدون بكل مدع، ويصغون إلى كل صوت، ولو كان لراعي الأغنام والمواشي، المنهمك في غواشي الجهالة والضلالة).
في كلامه (عليه السلام) المتقدم نكت بلاغية عديدة منها:
قوله : (إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ)، وهذا هو التشبيه البليغ، فكما أن الإناء يحفظ الأشياء فكذلك العقل يحفظ العلم، وغيره.
ومنها قوله (عَالِمٌ)، و(مُتَعَلِّمٌ)، و( هَمَجٌ رَعَاعٌ)، فأفرد القسم الأول والثاني من الناس، وجمع القسم الثالث إيماءً إلى قلة العلماء الربانيين، والمتعلمين على سبيل النجاة، وكثرة القسم الثالث، وهم أكثر الناس.
قال كميل بن زياد النخعي :
أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
فأخرجني إلى الجَبَّان (أي: إلى الصحراء) ، فلما أَصْحَرَ تنفس الصُّعَدَاء(أي: تنفَّس تنفُّساً ممدودًا طويلاً) ، ثم قال:
يا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ ! إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ (أي:أواني، والأوعية: جمع وعاء) فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا (أي:أحفظها )، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ؛
اَلنَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ(أي:متألِّه عارف بالله ، و شريعته ، و يعمل بموجبها )، وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ (أي:إذا أتم علمه نجا) ، وَ هَمَجٌ(أي: حمقى لا نظام لهم و لا عقول)، رَعَاعٌ(أي: سفلة أراذل)، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ( أتباع كل مَن نعق وصاح بصوت عالٍ، وبعبارة أخرى: أتباع الدعايات الإعلامية لكل مَنْ ذاع صيته واشتهر ، لا يميزون بين الحق والباطل ، والصدق والكذب) يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ(أي: مع كلّ تيَّار)، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ اَلْعِلْمِ وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ( فهم ، يتبعون كل داع ويعتقدون بكل مدع، ويصغون إلى كل صوت، ولو كان لراعي الأغنام والمواشي، المنهمك في غواشي الجهالة والضلالة).
النكتة البلاغية
في كلامه (عليه السلام) المتقدم نكت بلاغية عديدة منها:
قوله : (إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ)، وهذا هو التشبيه البليغ، فكما أن الإناء يحفظ الأشياء فكذلك العقل يحفظ العلم، وغيره.
ومنها قوله (عَالِمٌ)، و(مُتَعَلِّمٌ)، و( هَمَجٌ رَعَاعٌ)، فأفرد القسم الأول والثاني من الناس، وجمع القسم الثالث إيماءً إلى قلة العلماء الربانيين، والمتعلمين على سبيل النجاة، وكثرة القسم الثالث، وهم أكثر الناس.
تعليق