اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النظرة الشهويّة
وهي النظرة للآخر بشهوة سواء أكان الآخر فتاة أم شابًا، امرأة أم رجلاً، وسواء أكان هذا النظر لوجهه، أم لجسده، أم ليده وما شابه ذلك، ويُمكنني تقسيم هذه النظرات إلى قسمين:
أولها: النظرات الشهويّة العلنيّة
وهي التي نتلمسها في الشوارع، وعند المدارس من بعض غير الملتزمين وضعيفي الأخلاق والدين ، أو ما يُنقل من الناس عمّا يجري في بعض المرافق كالمجمعات والمتنزهات، والقليل من النّاس مَن يتصدّى لهذه المنكرات التي أخذت تتفشّى، ولو وجدت لها مُستنكرًا لما تفشّت، وتزايدت.
ثانيها: النظرات المتسترة
وأشير إلى نوعين منها:
النوع الأول: النظرة الخائنة
وهي التي تسرق النظر دون أنْ يشعر بها أحد، كما قال تعالى عن نفسه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر:19.
وفي الخبر قال عبد الرحمن بن سلمة الحريري: سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن قوله عزّ وجل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)، فقال: ألم ترَ إلى الرّجل ينظر إلى الشيء وكأنّه لا ينظر إليه، فذلك خائنة الأعين).
وتشتد حالة الابتلاء بوجود العوامل المساعدة على النظرات الخائنة، فهناك نظَّارات، ونوافذ زجاجية وما شابه ذلك يُشاهد الإنسان عورات الآخرين وهو خلفها من دون أنْ يشعر الآخرون بنظراته، فهذه نماذج من النظرات الخائنة.
وكيف كان، فقد لا يُميّز النّاس بين ما إذا كانت هذه النظرة بريئة أو خائنة، بل قد لا يشعر النّاس بأنّ فلانًا ينظر نظرة محرّمة، فهو لا ينظر في وجهة نظرهم إلاّ أنّه يسرق نظراته، إلاّ أنّ الله سبحانه يعلم النظرة الخائنة التي نظرت إلى ما لا يحلّ إليها، حتى لو لم يُدركها النّاس.
النوع الثاني: النظرات المتلصصة على بيوت الجيران
وهي من أسوأ النظرات الشهويّة المحرمّة، وقد روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: (مَن اطلع في بيت جاره، فنظر إلى عورة رجل، أو شعر امرأة، أو شيئ من جسدها كان حقًّا على الله أنْ يدخله النّار مع المنافقين الذين كانوا يتّبعون عورات النساء في الدنيا، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله، ويبدي للناس عورته في الآخرة..).
* أضرار النظرة المحرمة :
الضّرر الأول: تلويث النفس
وزراعة الشهوة مصداق من مصاديق هذا التلوث، ففي الخبر، رُوي عن النّبيّ عيسى (عليه السلام) أنّه قال: (إياكم والنظرة، فإنّها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة)، وتعبير الرواية بالزراعة ربما يُشير إلى أنّ النظرة مثل الزرعة، فكما أنّ الزرعة تنمو، وتتجذّر في الأرض، فتثمر بحسب نوع الثمر عند نموها وتجذّرها، فإنّ النظرة كذلك تنمو، وتتجذّر في أعماق القلب، فتثمر الشهوة التي تهوي بالإنسان في مستنقع الرذيلة، والانحراف.
ورُوي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: (وحرّم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج، وإلى غيرهن من النساء لما فيه من تهييج الرّجال، وما يدعو إليه التهييج من الفساد، والدخول فيما لا يحلّ ولا يحمل، وكذلك ما أشبه الشعور...).
وفي مواعظ النّبيّ عيسى (عليه السلام): (مَن نظر إلى امرأة، فاشتهاها فقد زنى بها في قلبه).
الضّرر الثاني: انشغال البال والتفكير
فربما أوجبت النظرة تعلّق القلب بمَن نظر إليه، فينشغل باله، ويُسلب راحته، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (مَن أطلق ناظره أتعب خاطره)، وعنه: (مَن غضّ طرفه أراح قلبه).
الضّرر الثالث: صناعة المشاكل الاجتماعيّة
(من أطلق طرفه جلب حتفه)، ذلك لأنّ النظر قد يقود إلى ما لا يُحمد عقباه، فمضافًا لهذه المحرّمات قد يدخل في خلافات، ومحرمات أخرى يندم عليها حينئذ، ويتمنى لو أنّه لم يقم بما قام، ولن ينفعه حينئذ ندمه، أو اسفه.
الضّرر الرابع: صناعة العذاب النفسيّ
روي عن عليّ (عليه السلام): (كم نظرة جلبت حسرة).
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (كم من نظرة أورثت حسرة طويلة)، حيث تسلبه النظرة راحة البال، وهدوء الضمير، لتدخله في متاهة العذاب النفسيّ، والتّوتر الفكريّ.
الضّرر الخامس: الوقوع في شرك الشيطان
روي عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: (العيون مصائد الشيطان).
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (النّظر سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة).
فالنظرة الشّهوانيّة مصيدة وسلاح بيد عدوّ الله إبليس، وهذا السلاح قاتل، ونسبة الأذى في هذا السّلاح مضاعفة، فهو بالإضافة لكونه سهمًا خطيرًا، فإنّه مسموم أيضًا، فهو إنّما يخترق القلب؛ ليسلبه معنويّته، وصفاءه، وطهره.
الضّرر السادس: موجب لغضب الله وعقابه
وهناك العديد من الروايات المرويّة عن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) في هذا الشأن، منها: (اشتدّ غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها).
ومنها: (مَن ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النّار إلاّ أنْ يتوب، ويرجع).
ومنها: (.. ومَن ملا عينيه من امرأة حرامًا حشاهما الله يوم القيامة بمسامير من نار، وحشاهما نارًا حتى يقضي بين الناس، ثم يؤمر به إلى النار).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النظرة الشهويّة
وهي النظرة للآخر بشهوة سواء أكان الآخر فتاة أم شابًا، امرأة أم رجلاً، وسواء أكان هذا النظر لوجهه، أم لجسده، أم ليده وما شابه ذلك، ويُمكنني تقسيم هذه النظرات إلى قسمين:
أولها: النظرات الشهويّة العلنيّة
وهي التي نتلمسها في الشوارع، وعند المدارس من بعض غير الملتزمين وضعيفي الأخلاق والدين ، أو ما يُنقل من الناس عمّا يجري في بعض المرافق كالمجمعات والمتنزهات، والقليل من النّاس مَن يتصدّى لهذه المنكرات التي أخذت تتفشّى، ولو وجدت لها مُستنكرًا لما تفشّت، وتزايدت.
ثانيها: النظرات المتسترة
وأشير إلى نوعين منها:
النوع الأول: النظرة الخائنة
وهي التي تسرق النظر دون أنْ يشعر بها أحد، كما قال تعالى عن نفسه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر:19.
وفي الخبر قال عبد الرحمن بن سلمة الحريري: سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن قوله عزّ وجل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)، فقال: ألم ترَ إلى الرّجل ينظر إلى الشيء وكأنّه لا ينظر إليه، فذلك خائنة الأعين).
وتشتد حالة الابتلاء بوجود العوامل المساعدة على النظرات الخائنة، فهناك نظَّارات، ونوافذ زجاجية وما شابه ذلك يُشاهد الإنسان عورات الآخرين وهو خلفها من دون أنْ يشعر الآخرون بنظراته، فهذه نماذج من النظرات الخائنة.
وكيف كان، فقد لا يُميّز النّاس بين ما إذا كانت هذه النظرة بريئة أو خائنة، بل قد لا يشعر النّاس بأنّ فلانًا ينظر نظرة محرّمة، فهو لا ينظر في وجهة نظرهم إلاّ أنّه يسرق نظراته، إلاّ أنّ الله سبحانه يعلم النظرة الخائنة التي نظرت إلى ما لا يحلّ إليها، حتى لو لم يُدركها النّاس.
النوع الثاني: النظرات المتلصصة على بيوت الجيران
وهي من أسوأ النظرات الشهويّة المحرمّة، وقد روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: (مَن اطلع في بيت جاره، فنظر إلى عورة رجل، أو شعر امرأة، أو شيئ من جسدها كان حقًّا على الله أنْ يدخله النّار مع المنافقين الذين كانوا يتّبعون عورات النساء في الدنيا، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله، ويبدي للناس عورته في الآخرة..).
* أضرار النظرة المحرمة :
الضّرر الأول: تلويث النفس
وزراعة الشهوة مصداق من مصاديق هذا التلوث، ففي الخبر، رُوي عن النّبيّ عيسى (عليه السلام) أنّه قال: (إياكم والنظرة، فإنّها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة)، وتعبير الرواية بالزراعة ربما يُشير إلى أنّ النظرة مثل الزرعة، فكما أنّ الزرعة تنمو، وتتجذّر في الأرض، فتثمر بحسب نوع الثمر عند نموها وتجذّرها، فإنّ النظرة كذلك تنمو، وتتجذّر في أعماق القلب، فتثمر الشهوة التي تهوي بالإنسان في مستنقع الرذيلة، والانحراف.
ورُوي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: (وحرّم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج، وإلى غيرهن من النساء لما فيه من تهييج الرّجال، وما يدعو إليه التهييج من الفساد، والدخول فيما لا يحلّ ولا يحمل، وكذلك ما أشبه الشعور...).
وفي مواعظ النّبيّ عيسى (عليه السلام): (مَن نظر إلى امرأة، فاشتهاها فقد زنى بها في قلبه).
الضّرر الثاني: انشغال البال والتفكير
فربما أوجبت النظرة تعلّق القلب بمَن نظر إليه، فينشغل باله، ويُسلب راحته، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (مَن أطلق ناظره أتعب خاطره)، وعنه: (مَن غضّ طرفه أراح قلبه).
الضّرر الثالث: صناعة المشاكل الاجتماعيّة
(من أطلق طرفه جلب حتفه)، ذلك لأنّ النظر قد يقود إلى ما لا يُحمد عقباه، فمضافًا لهذه المحرّمات قد يدخل في خلافات، ومحرمات أخرى يندم عليها حينئذ، ويتمنى لو أنّه لم يقم بما قام، ولن ينفعه حينئذ ندمه، أو اسفه.
الضّرر الرابع: صناعة العذاب النفسيّ
روي عن عليّ (عليه السلام): (كم نظرة جلبت حسرة).
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (كم من نظرة أورثت حسرة طويلة)، حيث تسلبه النظرة راحة البال، وهدوء الضمير، لتدخله في متاهة العذاب النفسيّ، والتّوتر الفكريّ.
الضّرر الخامس: الوقوع في شرك الشيطان
روي عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: (العيون مصائد الشيطان).
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (النّظر سهم من سهام إبليس مسموم، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة).
فالنظرة الشّهوانيّة مصيدة وسلاح بيد عدوّ الله إبليس، وهذا السلاح قاتل، ونسبة الأذى في هذا السّلاح مضاعفة، فهو بالإضافة لكونه سهمًا خطيرًا، فإنّه مسموم أيضًا، فهو إنّما يخترق القلب؛ ليسلبه معنويّته، وصفاءه، وطهره.
الضّرر السادس: موجب لغضب الله وعقابه
وهناك العديد من الروايات المرويّة عن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله) في هذا الشأن، منها: (اشتدّ غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها).
ومنها: (مَن ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النّار إلاّ أنْ يتوب، ويرجع).
ومنها: (.. ومَن ملا عينيه من امرأة حرامًا حشاهما الله يوم القيامة بمسامير من نار، وحشاهما نارًا حتى يقضي بين الناس، ثم يؤمر به إلى النار).
تعليق