قال /الإمام جعفرالصادق/ع/
(( أَحيوا أمرنا فرحم ألله من أحيا أمرنا ))
وسائل الشيعة/ العاملي/ ج10/ باب 66/
إعداد // مرتضى علي الحلي//
(( بيان معنى ومفهوم إحياءِ أمر أهل البيت المعصومين /ع/))
----------------------------------------------------------
إنطلاقا من قوله تعالى (( لقد كان في قصصهم عِبرَةٌ لأولي الألباب ما كان حديثاً
يُفتَرى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقومٍ يؤمنون))
// سورة يوسف //111//..
يكونُ معنى ومفهوم الإحياء هو الأعتبار بالدرس والمنهج القويم الذي خلّفه لنا الأئمة
المعصومون /ع/ والذي يمكن من خلال إستيحائه وإستيعابه أن نصوغ حاضرنا الأسلامي والأيماني خير وأقوم صياغة تصبُ في صالحنا ومصلحتنا الدينية
بل وحتى الدنيوية.
ولأهمية معنى وقيمة الإحياء لأمرأهل البيت/ع/ أكدّ أئمتنا /ع/ على هذا المضمون وخاصة في قضية الأمام الحسين / والتي هيمنت بقدسيتها الربانية الصادقة والهادفة
على أذهان المؤمنين على مرِّ العصور.
فعن الأمام الصادق/ع/ أنه قال للفضيل بن يسار (( تجلسون وتتحدثون ؟ فقال الفضيل /نعم . /ويقصد الأمام هنا مجالس الوعي والبصيرة الحسينية/
فقال الأمام الصادق/ع/ إنّ تلك المجالس أحبُهّا أحيوا أمرنا فرحم ألله من أحيا أمرنا
فإنّ من جلس مجلسا يُحيى فيه أمرنا لم يَمُت قلبه يوم تموتُ القلوب ))
وهذا الحديث الصحيح ذكره / الشيخ الحر العاملي / في كتابه/وسائل الشيعة/ج10/باب66/..
ونقل الهروي عن الأمام علي الرضا/ع/ أنه قال(( أحيوا أمرنا رحم ألله من أحيا أمرنا قُلتُ (أي الهروي) يا ابن رسول ألله وكيف يُحيى أمركم ؟ قال/ع/ أن يُتَعَلم علومنا ويعلمها الناس فإنّ الناسَ لو علموا محاسن كلامنا تبعونا ))
// إنظر/ بحار الأنوار/ للمجلسي/ج2/ ص/ 30/ الحديث رقم13/
ورُوِيَ عن الأمام الرضا /ع/ أنه قال (( إنّ المُحَرَّمَ شهرٌ كان أهلُ الجاهلية يُحرَّمونَ فيه القتال فإستُحِلَت فيه دمائنا وهُتِكَت فيه حرمتنا وسُبيَت فيه ذرارينا ونسائنا ولم ترع لرسول ألله /ص/ حرمة في أمرنا إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الأنقضاء فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه يحطُ الذنوب العظام ))
//إنظر/ كامل الزيارات / لأبن قولويه/ ج1/ص100/.
فالملحوظ في هذه النصوص المُتقدّمة هو مطلوبية ومحبوبية إحياء أمر أهل البيت /ع/ وهذا الإحياء له صوره المتعدده فتارة يتحقق بعقد المجالس الحسينية الواعية
والصادقة فيُتَدارس فيها فكر وثقافة الحسين /ع/ وعلوم أهل البيت /ع/ عامة
وتعلم أخلاقهم ومناهجهم ومحاسن كلامهم وتطبيقها بإخلاص وترجمتها إلى الناس
حتى يطّلعوا على حقيقة أهل البيت/ع/ وضرورة إتباعهم.
وتارة يتحقق الإحياء القيمي والأخلاقي والديني لأمر أهل البيت /ع/ بالأهتمام بقضية الحسين/ع/ من البكاء الواعي عليه وفهم أهدافه الشريفة والتأكيد على زيارته
إلى الأخذ من فكره ومنهجه العبادي والحياتي العام وتطبيقه في ذواتنا ومجتمعنا
لأنّ الإحياء حياة وحركة ونشاط لابد من أن يُلحَظ وجوده في أوساطنا الفكرية والدينية والدنيوية.
ومن أجل تحقيق حياة إيمانية طيبة في مجتمعنا يجب أن نقوم بعملية ترسيخ الأعتقادات الحقة في ديننا الأسلام العزيز وتدعيم الأخلاق الحسنة وبث روح التوافق
والتآلف بين الناس.
فوعي ومعرفة ودراية مضامين مفهوم إحياء أمر أهل البيت/ع/ يجعلنا في حال أفضل وأحسن عند ألله تعالى في الدنيا والأخرة.
ولأهمية زيارة الأمام الحسين/ع/ والتي هي أرقى مصداق وأوعاه عمليا وسلوكيا
أذكر لكم بعض النصوص الصحيحة عن الأئمة /ع/ في هذا المجال تحفيزا للضمير
الشريف وتقوية لأيماننا بمشروع الحسين/ع/.
فعن الأمام جعفر الصادق/ع/ أنه قال (( لو أنّ أحدكم حجّ دهره ثمّ لم يزر الحسين بن علي/ع/ لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول ألله /ص/ لأنّ حق الحسين/ع/ فريضة من ألله واجبة على كل مسلم)) ./ إنظر/ جامع السعادات / للشيخ النراقي/ ج2/ ص456/
ولاحظ هنا عزيزي المؤمن كيف أنّ الأمام الصادق المعصوم /ع/ ينص على حقانية وحقوقية زيارة الحسين/ع/ فيصفها بأنها فريضة إلهية واجبة على كل مسلم فليس الأمر هنا مختصاً بالمؤمنين. فترك زيارة الحسين/ع/ هو ترك لحق من حقوق رسول ألله /ص/ الذي قال/ص/ ((حسين مني وأنا من حسين ))
ولأجل الوفاء لحق رسول ألله /ص/ في أهل بيته /ع/ علينا أن نتمسك بزيارتهم الخالصة والعارفة ونُحي ذكريات ولاداتهم ومناسباتهم وشهاداتهم إحياءً ناضجا ومُثمرا.
وعن الأمام الصادق/ع/ أيضا أنه قال(( من زار قبرالحسين/ع/ يوم عاشوراء عارفا بحقه كان كمن زار ألله في عرشه ))/1/
وعنه /ع/ ((من زار الحسين/ع/ وجبت له الجنة )) /2/
الحديث/1/ و/2/ يُراجع في كتاب/إقبال الأعمال/ للسيد علي بن طاووس / المتوفي سنة 664/ للهجرة الشريفة.
وقال الأمام علي الرضا /ع/ (( إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته وإنّ من تمام الوفا بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا
بما رغَّبوا فيه كان أئمته شفعاءه يوم القيامة )) / إنظر/كتاب/ جامع السعادات/ للشيخ النراقي/ج2.
وهنا يتضح مفهوم ومعنى الإحياء جليا وصراحة بحيث يجعل الأمام الرضا /ع/ التشيع والولاء للأئمة المعصومين /ع/ عهداً معهودا فيجب الوفاء به لأئمتنا الذين مضوا ولأمام وقتنا المهدي/ع/ عجّل ألله فرجه الشريف.
فزيارة قبورالأئمة المعصومين/ع/ يجب أن تكون عن رغبة إيمانية في ذات المؤمن
وتصديقا منه لما تركوا من سُنّة حسنة وسديدة تنفع في الدنيا والأخرة.
وهذه النصوص التي مرَّ ذكرها هي مصاديق حقيقية فعلا لمودة قُربى نبينا محمد/ص/ إن تم تطبيقها والألتزام بها عمليا وأخلاقيا ودينيا .
والمؤيد القرآني لذلك صريح جدا في هذا الشأن.
حيثُ يقول تعالى (( قُل لاأسألكم عليه أجرا إلاّ المودة ُ في القربى )) / الشورى/23/
ومودة أهل البيت /ع/ الذين هم قُربى رسول ألله /ص/ هي الإحياء الحقيقي للرسالة الألهية الخالدة رسالة الأسلام العزيز .
(( مواصفات الأنسان المؤمن المُحيّ لأمر أهل البيت/ع/ حقا ))
قبل ذكر موصفات المؤمنين الموالين لأهل البيت/ع/ لابُدّ من ضرورة أن يعرف
كل إنسان مؤمن سيرة من يتبع ويوالي حتى يتسنى له إمكان متابعته عمليا ودينيا
وانا هنا سأذكر نصوصا صحيحة وعظيمة القيمة والمنهج لا للتبرك فحسب بل للتأسيس عليها في بيان منهاج إحياء أمر الأسلام كله المتجسد بأمر أهل البيت/ع/
وضرورة الأخذ منها وفعلها ميدانا لأنّ سنّة المعصومين هي سنّة إقتداء وتطبيق
لا مجرد معرفة نظرية .
وإليك عزيزي المؤمن النصوص الشريفة التالية.
/1/ عن المفضّل قال / قال أبوعبد ألله الصادق/ع/ (( إيّاكَ والسَّفلة فإنما شيعة عليٍ
من عفّ بطنه وفرجه وإشتدّ جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيتَ أولئك فإولئك شيعةُ جعفر)) /1/ إصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص233/.
فالأمام جعفر الصادق /ع/ الذي أوصانا بإحياء أمرهم /ع/ وضع لنا منهاجا أخلاقيا
وعمليا للسير عليه بصورة تقوائية صادقة.
فالخطوة الأولى لمنهاجه /ع/ هي التركيز على عفة البطن ويقصدُ بها إجتناب أكل المال الحرام والمشبوه والمغصوب وغيرها كشرب المحرمات وأكلها .
فإذا عفّت البطن صلُحت سريرة الأنسان وصار سويا .
والخطوة الثانية والمهمة هي ( المحافظة على عفة الفرج) وهذه ركيزة أكدها القرآن الكريم مرارا وجعلها من صفات المؤمنين حتى قال عنهم سبحانه (( والذين هم لفروجهم حافظون )) /أية /5/ المؤمنون.
ويقصد /ع/ بعفة الفرج هو إجتناب الزنا المُحرّم وكل ما يتصل بالسلوكيات الجنسية المُحرمة شرعا.
والخطوة الثالثة ( هي إشتداد جهاد المؤمن في عبادته) ويقصد به جهاد النفس وتهذيبها وصيانتها بتقوى ألله تعالى وهذا الجهاد هو الجهاد الأكبر على ما عبّرعنه الرسول /ص/ حينما رجع من إحدى الغزوات فقال/ص/ عُدنا من الجهاد الأصغر(أي جهاد العدو) وبقي علينا (الجهاد الأكبر) .
وفعلا جهاد النفس هو الجهاد الأكبر لأنّ النفس آمّارةٌ بالسوء إلاّ ما رحِمَ ربي.
فمن قَدِرَ على حفظ وتربية ذاته فهو على تربية وهداية غيرها أقدر أما من عجز عن إصلاح نفسه فهو عن غيرها أعجز.
إما الخطوة الرابعة وهي ( العمل لخالقه) وهذه فقرة تُشير إلى ضرورة إخلاص النية والعمل قٌربة لله تعالى والأبتعاد عن الرياء والمظاهر الزائفة لأنّ (( لكل إمرىء ما نوى)) (( وإنما الأعمال بالنيات )) و(( نية المؤمن خيرٌ من عمله ))
وحتى يوم القيامة يُحاسب الناسُ على قدر نياتهم (( يوم تُبلى السرائر ))
والخطوة الخامسة هي (( رجاء الثواب وخوف العقاب ))
ويقصد الأمام جعفر الصادق /ع/ بالرجاء / هو ذلك المفهوم النفساني التقوائي المُشتمل على الشوق والعشق لله تعالى ولثوابه الكريم وهذا الرجاء إذا أرتكز في بقعة
الذات المؤمنة منح صاحبه قسطا وافرا من إمكانية لقاء ألله تعالى والعمل بإ خلاص له.
أما ( الخوف من العقاب) فهو أمر ضروري يجب تحققه في شخصياتنا لأنّ خشية ألله تعالى تجعل الأنسان المؤمن على حذر من أمره تجاه ربه سبحانه ((ويُحذركم ألله نفسه)).
وهذان المُرتكزان ( الرجاء + الخوف) يُمثلان حقيقة التوازن الوجداني في شخصية
المؤمن ولأهمية هذه الحقيقة التقوائية أكدت الأحاديث الشريفة على ضرورة الأتصاف بها (( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا
حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو )).
وفي حديثٍ آخرعن الأمام محمد الباقر /ع/ أنه قال (( يا جابر/أحد أصحابه/ لاتَذهَب بكَ المذاهب حسبُ الرجل أن يقول أحُبَّ عليا/ع/ وأتولاه ثم لايكون مع ذلك فعّالا ؟
فلوقال إنّي أحبُّ رسول ألله /ص/ فرسول ألله خير من علي ثم لا يتّبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبّه إياه شيئا )) إنظر/ أصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص72/.
وهذا الحديثُ الشريف هو الأخريؤكد على ضرورة ولزوم التطبيق الفعلي للمناهج
السليمة والقويمة للرسول /ص/ وللمعصومين /ع/ لأنّ الحبّ يقتضي العمل والفعل
حقيقةً (( إن كنتم تُحبون ألله فإتبعوني يُحببكم ألله ))
(( ما آتاكمُ الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا )).
(( التولي والتبري فرعان من فروع الدين وضرورتان لإحياء أمر أهل
البيت /ع/ ))
========================================
والمقصود بالتولي هو ولاية ألله تعالى ورسوله /ص/ والأئمة المعصومين/ع/ وأوليائهم ويتحقق هذا التولي بمعرفتهم وطاعتهم عمليا .
وفي ذلك الشأن قال الأمام محمدالباقر/ع/ (( ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن الطاعة للأمام بعد معرفته أما لو أنّ رجلاً قام ليلة وصام
نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ ألله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على ألله حق في ثوابه ولا كان من أهل الأيمان))
// أصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص19/.
فإذن قيمة الإحياء الحقيقي لأمر أهل البيت /ع/ تكمُن في ولاية ألله ورسوله والمعصومين وأتباعهم إيماناً بهم وطاعة لهم .
فهنا في هذا الحديث الشريف يكون المدار في قبول الأعمال أو رفضها من قبل ألله تعالى وفق ولاية الأنسان المؤمن لأوليائه أوعدم ولايته لهم فإن والاهم قبَلَ ألله تعالى أعماله وإن ترك ولايتهم ما كان من أهل الأيمان.
ولأهمية التولي في العقيدة الأسلامية وخاصة ولاية أهل البيت /ع/ أذكر لكم حديثا
يروى عن الرسول/ص/ أنّ إعرابيا سأله يارسول ألله هل للجنة من ثمن ؟
قال/ص/ نعم .
قال الإعرابي / وما ثمنها ؟ قال الرسول/ص/ (( لاإله إلاّ ألله .. يقولها العبدُ مخلصا بها؟
قال الإعرابي : وما أخلاصها ؟ قال النبي محمد/ص/ العملُ بما بُعُثتُ به في حقه وحبُّ أهل بيتي .
قال الإعرابي : فداك أبي وأمي وإنّ حبَّ أهل البيت لمِن حقها ؟
قال/ص/ إنّ حبّهم لأعظمُ حقها . 1/
/1/إنظر /سفر إلى الملكوت/ للسيد عباس نور الدين / ص 189/.
أما التبري: فهوالترك القلبي والفعلي للكافرين والظالمين والفاسقين وعدم إتباع مناهجهم وسلوكياتهم وأفكارهم الضارة بالدين والمجتمع .
والتبري حقيقة هو تخلي عملي عن الرذائل الأخلاقية والفكرية والذنوب والمعاصي
وإذا ما إستطعنا تفعيل ثقافة التولي وتحلينا بالفضائل الأخلاقية الحسنة وفعلنا الطاعات وعملنا الصالحات فإننا قطعا سنكون مُحيين حقيقين لأمر أهل البيت /ع/
وبجنبها التبري من كل سوء ومن كل عدو لله ولرسوله وللمعصومين .
كل ذلك سيصبُ في صلاح ذواتنا وصلاح حياتنا الأجتماعية والدينية.
فالتولي والتبري هو روح ولبُ التقوى النفسية والسلوكية.
فلذا إحياء أمر أهل البيت/ع/ هو من التقوى القلبية والعملية واقعا
حيثُ قال ألله سبحانه (( ومن يُعظِم شعائر ألله فإنها من تقوى القلوب))/ 34/ الحج/
(( إنّما يتقبلُ أللهُ من المتقين )) / 27/ المائدة.
(( إن أوليائه إلاّ المتقون )) /34/ الأنفال.
والقرآن الكريم عزز مفهوم التولي والتبري في نصوصه الشريفة بشكل واضح وصريح ففي قوله تعالى يتبين لنا الأمرُ جليا حيث قال سبحانه
(( إنما وليكم ألله ورسوله والذين آمنوا الذين يُقيمون الصلاة ويُؤتون الزكاة وهم راكعون)) /55/ المائدة.
(( ومن يتولَّ ألله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزبَ ألله هم الغالبون)) 56/المائدة.
(( ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين إتخذوا دينكم هُزوا ولعبا من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا ألله إن كنتم مؤمنين )) 57/ المائدة/
فهذه الأيات الثلاث والتي وردت في سورة المائدة وفي سياق واحد تُدلل وبصورة
جلية جدا على لزوم تولي ألله تعالى ورسوله /ص/ والأئمة المعصومين/ع/
وتُطمئن الموالين المؤمنين بالغلبة في الحياة الدنيا والأخرة .
وتحذر في نفس الوقت ناهيةً عن موالاة المُستهزئين بديننا الحق والكفار المعادين لنا
والخطاب في هذه الآيات خاص للمؤمنين فيجب الألتفات لذلك في حياتنا الإيمانية بشكل دائم وعدم الغفلة عن تعاليم القرآن الكريم.
==============================================
(( المُحصِّلات والمردودات القيمية من إحياء أمر أهل البيت /ع/ ))
(( إحياء أمر الأمام الحسين /ع/ هوإحياء أمر أهل البيت/ع/ ))
إنّ الظفرَ والإمساك بالنتيجة أوالغاية أمرٌ مهم جداً في حياة الأنسان الواعي بشكل عام فكلنا يسعى لتحقيق أهدف مخصوصة قد رسمها في ذهنه كالنجاح في الدراسة مثلا أو الوصول إلى قصد ما يبغيه .
وأقدس غاية في حياتنا الإيمانية هو تحقيق رضا ألله تعالى ورسوله والمعصومين/ع/
وخاصة رضا الأمام الحسين/ع/ الذي عبّرفي يوم عاشوراء في قوله /ع/(( رضا ألله رضانا أهل البيت ))
وعلى هذا الأساس القيمي والأيماني الذي يؤكّد على أنّ رضا ألله تعالى يتحقق برضا المعصوم/ع/ لابُدّ لنا تحصيل القدرالمُتَيَقَن من رضا الإمام الحسين/ع/ وقطعاً أنّ الإمام الحُسين /ع/ سيرضى عنا إن تمسكنا وإعتبرنا بمنهجه الشريف منهج الحرية والكرامة الإنسانية.
ويتحقق تمسكنا الواعي بمنهج الحسين/ع/ بفهمنا العلمي لأهداف نهضة عا شوراء
وإتخاذها محطة للوقوف على إصلاح أنفسنا ومجتمعنا بشكل دوري من كل عام
فإحياء عاشوراء الحسين /ع/ يعني إحياء الفكر الحروالإرادة الصُلبة وتقويم السلوك
ورفض التسلط البشري .
فالإنسان المؤمن يجب أن يكون حُرّا في طاعته لله ولمنهجه السديد , ولايكون عبدا لشهواته أولرغبات الآخرين السيئة.
وكما قال الإمام علي/ع/ (( لاتكن عبدَ غيركَ وقد خلقك أللهُ حُرّا))
إنّ نهضة الحُسين/ع/ تفرض علينا مسؤولية أخلاقية وعقدية وإيمانية من باب الوفاء
بالعهد بيننا وبين ولاية أئمتنا/ع/ فولايتهم عهدُ مُقدّس عهده ألله تعالى لنا
(( وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا))
وأصدق مسؤولية هنا هي تحمل الإمانة التكليفية على مستوى ذاتنا أو مجتمعنا
(( كلكم مسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته))
فمن إلتزام السير على الصراط المُستقيم والثبات عليه والوصول إلى نهايته وهي لقاء ألله تعالى ورسوله والمعصومين ورجاء رحمته وغفرانه, كل تلك المفردات هي مسؤولية مفروضة علينا في عالم الحياة الدنيا عالم الإمتحان والإختبار.
والحمدُ لله ربّ العالمين.
27/ذوالحجة الحرام/1431/للهجرة.
: مرتضى علي الحلي :
تعليق