أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أشكرك كثيراً على هذا السؤال الذي قد يجهل جوابه كثير من الناس .
وأود قبل ذلك أن أذكر تعريف المرتد .
فالمرتد هو من أنكر ضرورة من ضرورات الدين باختياره من غير شبهة , كإنكار وجوب الصلاة , أو الاستهانة بالمصحف أو نحوه من المقدسات .
ثم قبل الإجابة عن سؤالكم الأول أود تصحيح تساؤلكم الذي يقسم المرتد ثم الإجابة عنه :
أخي الفاضل :
اعلم بأن الفقهاء قد قسموا المرتد الى قسمين :
1 - المرتد الفطري : وهو من انعقدت نطفته وكان أحد أبويه مسلما ثم كفر
وحكمه ــ إن كان رجلاً ــ أنه يقتل في الحال وتعتد امرأته من حين الارتداد عدة الوفاة ويقسم ميراثه بين ورثته ولا تسقط الاحكام المذكورة بالتوبة .
2 - المرتد الملّي : وهو من انقدت نطفته وكان كلا أبويه كافرين .
وحكمه انه يستتاب فان تاب فهو وإلا قتل وينفسخ نكاحه لزوجته فتبين منه ان كانت غير مدخول بها وتعتد عدة الطلاق من حين الارتداد ان كانت مدخولا بها ولا تقسم أمواله إلا بعد الموت بالقتل أو بغيره وإذا تاب ثم ارتد ففي وجوب قتله من دون استتابة في الثالثة أو الرابعة إشكال بل الاظهر عدم القتل .
وأما المرأة المرتدة فلا تقتل ولا تنتقل أموالها عنها إلى الورثة إلا بالموت وينفسخ نكاحها فإن كانت مدخولا بها اعتدت عدة الطلاق وإلا بانت بمجرد الارتداد وتحبس ويضيق عليها وتضرب أوقات الصلاة حتى تتوب فان تابت قبلت توبتها ولا فرق بين أن تكون عن ملة أو عن فطرة .
للإجابة عن هذا السؤال الأول نحتاج الى تقديم مقدمة , فنقول :
إن الله تبارك وتعالى هو الذي شرّع قوانين الاسلام وهو تعالى حكيم , والحكيم لا يفعل العبث و هو أيضاً لا يُخطأ , لذا فإنه لابد أن يكون وراء كل فعل يفعله هناك حكمة معينة , ومصلحة أو مصالح معينة , ونحن قد نجهل هذه الحكمة , وقد نهتدي الى جزء منها أو قد نتصوّر ذلك , ولكن عدم علمنا بتلك الحكمة أو المصلحة لا يعني عدم وجودها ما دمنا نؤمن بأن الشارع حكيم .
أما بخصوص سؤالكم , فإننا نحاول الإجابة على قدر ما تصل اليه عقولنا القاصرة , فنقول :
مع إن الإسلام هو دين شفقة ورحمة , ولكنه في نفس الوقت لا بد أن يكون فيه في بعض الموارد جانب من الشدّة والحزم , لئلا يسمح للإنهازيين والنفعيين والمتلونين باستغلال أحكامه وقوانينه والاحتيال عليها وعلى المسلمين , لذا فلا بد من رادع يردع كل من تسوّل له نفسه العبث بقوانينه .
لذا جعل قتل المرتد لردع من يريد التلاعب على المسلمين بالدخول تارة في الاسلام ثم الخروج منه ثم الدخول والخروج وهكذا ,
كذلك لكي لا تكون حجة لمرتكبي المعاصي سهولة الادعاء بالخروج من الاسلام , فمثلاً من يقبض عليه وهو مرتكب لكبيرة عليها عقوبة معينة , فلكي يتخلص منها يدّعي أنه خرج من الاسلام ومن حقه فعل هذه المحرّمات .
تعليق