بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعظ الإمام الباقر عليه السلام جابرا الجعفي , وكان من خاصة شيعته , مواعظ فيها سعادة الدارين وما يفتقده كل عاقل , وسندرجها مع الإيضاح :
1- (( تخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض )) . " التفويض هنا هو إيكال الأمور كلها صغيرها وكبيرها إلى الله وعدم طلب ما لم يرده سبحانه. "
حيث أن رغبات الإنسان لا تنتهي وحيث أن عالم المادة محدود مليء بالمنغصات ولا يصل الإنسان فيه إلى واحد من الألف من رغباته, فإن الإستقرار الحقيقي للبشر محال قطعاً, اللهم إلا إذا وصل بنور المعرفة إلى مقام " التفويض " أي يتخلى عن رغبات نفسه ولا يريد إلا ما أراده له الله العالم والحكيم ويقنع بما يحصل عليه ويرضى ولا يتحسر على ما فاته كما تقدم . و في الحديث النبوي المشهور: (( أول العلم معرفة الجبار وآخر العلم تفويض الأمر إليه ))
يا حافظا فاعمل لأجل الله **** تسعد بعيشك من عطاء الله
2- (( واطلب راحة البدن بإجمام القلب )) . كلما كان الإنسان حريصاً على الدنيا وازداد سعيه للوصول إلى الآمال والأهواء فسيتجلى ذلك حرماناً له من نعمة الطمأنينة وهدوء الأعصاب, وهذا يترك آثاره السلبية على جهازه الهضمي وسائر أجهزته فيربكها ويتعب الجسد ولا علاج لراحة الجسد وسلامته أفضل من إجمام القلب باجتناب التشتت بين الآمال والأهواء .
3- (( وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخطأ )) . غير خافٍ أن كل نكبة وشقاء يحل بالإنسان فهو من آثار الذنوب, وإذا تأملت في أحوال الأشخاص الذين يبتلون بأمراض الحرص, البخل, الحسد, الحقد, الكبر, سوء الظن وحب الدنيا يتضح لك هذا الأمر بكل جلاء أية آلام يحملها هؤلاء, وأي شقاء وعذاب يعانون, بحيث يصل الأمر بهم إلى الرضا بالموت .
4- (( وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات )) . و إن خير وسيلة للوصول إلى رقة القلب إنما هي ذكر الله , و خاصة في حال السجود . وقد روي ما مضمونه أن من سجد لله في مكان لا يراه فيه أحد , وذكر الله وبكى , توجع منه الشيطان .
كما يروى عن الإمام الباقر عليه السلام ما مؤداه : ــ أقرب ما يكون العبد إلى الله , إذا بكى وهو ساجد ــ . و يقول تعالى في القرآن المجيد : { .. واسجد واقترب } .
5- (( واستجلب نور القلب بدوام الحزن )) . أي أن أفضل سبل الوصول إلى إنارة القلب هي دوام الحزن والمراد به هو طلب نور اليقين كالأم التي ضلّ عنها ابنها العزيز وقلبها دائماً معه يبحث عنه ويعمل للعثور عليه كذلك ينبغي أن يكون المؤمن يبحث دائماً عن نور اليقين ويفتش عنه وكل همه الوصول إليه وما دام لم يصل فهو لا يعرف الإستقرار أبداً وهذه الحالة علامة من هو من أهل الآخرة كما أن علامة من هو من أهل الدنيا أنه إذا وصل إلى بغيته المادية اطمأن ولا يبقى في قلبه أي حزن أو غم إلا الوصول إلى هوى آخر من أهوائه : { وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا } ( سورة يونس /7 )
6- (( وتحرّز من إبليس بالخوف الصادق )) . أي أن الشخص الذي يخاف حقيقةً من الله تعالى ويحترق بنار الخوف, لا يمكن أبداً أن يغويه الشيطان... وفي نهاية المطاف لن تضره نيران الشياطين .
القلب السليم
للسيد عبد الحسين دستغيب
للسيد عبد الحسين دستغيب
و صلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
منقول
تعليق