اخي العزيز
عمار الطائي
اسعد الله قلوبكم وامتعها
بالخير دوماً
أسعدني كثيرا ضيافتي في هذه الصفحه المفعمة بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافية
لكم خالص احترامي
قبل ان اتناول الحديث حول المرأة المسلمة ومدى ارتباطها بالزهراء وابنتها الحوراء "ع" ابدأ بمقدمة مبسطة تبين بعض الحقائق التي تعانيها المرأة في زماننا الحالي .
المقدمة :
هناك من يعتقد ان احكام الشريعة المحمدية هي من حولت المرأة المسلمة الى عنصر جامد معطل ، بفعل القيود والضوابط التي شلت حركتها وخمدت تطلعاتها كفرد في المجتمع ، ونرد عليهم بأن هذا افتراء لا صحة فيه ، فالشواهد التاريخية غنية بالمواقف البطولية التي سطرتها المرأة في بداية عهد الاسلام ، لازمت الرجل في حروبه ورخاءه ، فهي الممرضة والمداوية وهي من تأجج حماس المقاتلين في الحرب ، ويكفي فخرا انها بايعة الرسول "ص" كما بايعه الرجل ، وبقيت على كذلك على مر الدهور ولا ننسى موقف بنت الهدى الجهادي ، تلك المرأة التي زلزلت عرش الطاغية صدام بفكرها وثباتها .
وهكذا سارت على خطى كربلاء نساء الثورة الإيرانية ، وقفن صف لصف الرجل في الجبهة غير مكترثات بالأخطار ، يشجعن أولادهن وأزواجهن على الجهاد صارخات " يا حسين أنت من علمنا الحرية "
واليوم وامام مرأى العالم تقف امرأة المقاومة اللبنانية في حرب تموز على شاشة التلفاز تفتخر يتقديم ابناؤها الأربعة .
كما انا للفتاة البحرينية نصيب لا يستهان به ، تقف امام جيش العدو السعودي تقدم له وردة سلام ليقابلها بقذف القنابل على أعزاءها وهي غير مكترثة بجنونه الطائش
هكذا تكون المرأة عندما تتخذ زينب "ع " سراجها والطف طريقها فتنير البشرية بنور دربها .
س1: كم هو حضور الزهراء والحوراء "ع" في ثقافة المرأة اليوم ؟
ج1: حديثي هنا عن المجتمع البحراني .
ما أن تأتي وفاة الزهراء "ع" وايام العشرة من محرم الحرام الا واكتظت المآتم بالنساء ، حيث لا تبقى أي انثى في منزلها الا ما نذر ، الجميع بمراحل عمرهن يتجهن للمأتم ، وهن مكتسيات بالسواد ، وتلتزم اغلب الفتيات بلبس العباءة الزينبية متخلية عن عباءة كتفها ، فالمأتم له حرمة ،هكذا ترى الفتاة البحرانية ، اما في باقي ايام السنة ولعل اغلبها وخاصة ايام المناسبات العائلية فأنها تبتعد عن الزهراء "ع" ، فتقيم حفلة زفافها في ارقى الصالات ، ولا يهم أن يكون سعر الفستان باهظ ما دام من انتاج المصممة الفلانية ، ولا يقتصر الامر على العروس فحسب انما اهلها واهل العريس اصبحن ينافسونها في كل ما تقتنيه في تلك الليلة .
اما عن حجابها فأنها اسيرة العابثين كل يوم تضعه بطريقة مختلفة كالرقطاء التي تبدل جلدها .
وحتى لا اظلم احد فهناك من هي باقية على خطى الزهراء ملتزمة بالعباءة الزينبية ، وكما يقال فلو خليت لخربت ، الا أن الاعم الغالب ما هو على نهج طريق مموج يحتاج إلى تقويم .
وقبل أن اختم كلامي ، اوجه حديثي لكل ام ارتضت الاسلام ديننا ومحمد وعترته الطاهرة "ع" ائمة ، ايمانا منها بأنهم مصدر السعادة الحقيقية
ايتها الام الحنون ........ ارسمي طريق السعادة لكِ ولاسرتكِ ولا يكون ذلك الا بالسير على الصراط المستقيم ، فالستر والعفاف والحجاب الزينبي سلاح مضاد للثقافات المغايرة ، يحمي مجتمعا برمته ، أوليس الام مدرسة لكل الشعوب كما قال شوقي :
الام مدرسة اذا اعددتها ....... اعددت شعبا طيب الاعراقِ
س2: هل المرأة في ثقافتها ، في قيمها ، في عرفها ، في انماط سلوكها هل اعطت للزهراء والحوراء "ع" حضور يذكر ؟ بمعنى آخر هل نلتمس في ثقافة المرأة شيئا من ثقافة الزهراء والحوراء "ع" ؟
ج2: نحن في زمن العولمة لا نعاني من تداخل الثقافات وامتزاجها فحسب ، انما هناك ما هو اخطر ، وهو الغزو الثقافي المقصود ، الذي وجد ليسلب المرأة المسلمة قيمها ومبادئها ، فمن خلال المرأة كونها العنصر الفعال والمؤثر على كل فئات المجتمع ، حاول أن يحبط من سلوكها وقيمها فباتت اسيرة لأهواء المغرضين مسلوبة الارادة .
وكلنا يعلم مآرب الاستشراق والمستشرقين اللذين قاموا بدراسة المجتمع الاسلامي دراسة وافية استطاعوا من خلالها ضرب المرأة المسلمة بعقر دارها ، ولتوضيح ما اقصد .
الكل يعلم أن من معالم المرأة المسلمة هو حجابها ، فزين لها الغرب طريقة لبس الحجاب ، فتارة نجدها تستخرج خصلات شعرها ، وتارة اخرى تنفخ شعرها من الخلف وكأنه سنام جمل او رأس شيطان ، واخرى تكتفي بربط شعرها بخرقة وتزين ذلك باخراج حلقات اذنها . اما العباءة فهي اشبه بفستان سهرة .
فهذا الضعف الانثوي له اسباب ودوافع اعتقد من اهمها غياب الوازع الديني ، لذا يجب ان يتصدي لهذا الضعف كل المعنيين بصناعة جيل واعي من خلال روح الفريق لكل من رجال الدين ومبلغين وتربويين ومثقفين واعلاميين جميعهم تحت راية الفريق الواحد .
خلاصة :
في زمن التغريب للمرأة المسلمة نحن باجة إلى احضار الصديق الزهراء وا الحوراء"ع" كنموذج للارتقاء بالمرأة ، فمن المخزي أن تبحث نساءنا المسلمات عن قدوات مستعارة خالية من القيم كالممثلات الخليعات .
فقد عمل الغرب جاهدا على اسقاط المرأة المسلمة في احضان القيم الهابطة ، وللاسف انجرفت بعض النساء المسلمات في سيل تلك الافكار الخاوية .
ومن المؤلم حقا أن تستجيب دولة مسلمة ارضاءا لحلفاءها الغرب لمشاريع هدامة ، مثل ما حدث في بلادي عندما حاولت اصدار قانون الاحوال الشخصية ، ظننا منها حماية المرأة والدفاع عنها من خلاله ولولا تصدي رجال الدين من الطائفة الشيعية واصحاب الفكر لهذا القانون ولولا حركتهم المباركة في توعية الشعب ، لأصبح مجتمعنا ينهل من براثين الجهل والتخلف . نحن لسنا ضد ما هو جديد ما دام لا يتعارض مع قيمنا ومبادئنا بل ضد ما يشوها ويحاول جاهدا مسحها من واقعنا .
تعليق