بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي حمده حدما كثيرا
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد واله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى على محمد وال محمد
عنوان البحث
العلماء ورثة الانبياء
قال سبحانه ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
ولنسلط الضوء على الحديث الشريف
العلماء ورثة الانبياء
الحمد لله كما ينبغي حمده حدما كثيرا
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد واله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى على محمد وال محمد
عنوان البحث
العلماء ورثة الانبياء
قال سبحانه ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
ولنسلط الضوء على الحديث الشريف
العلماء ورثة الانبياء
فمن الواضح انه ليس كلما ذكرت الروايات كلمة ( العلماء ) فالمقصود بها عامة العلماء بل أكثر الروايات التي تتطرق إلى مدح العلماء وعلو منزلتهم وأنهم أفضل البشر بعد الأنبياء، فالمقصود من هكذا روايات هم علماء آل محمد وهم الأئمة المعصومين (ع) وهم الراسخون في العلم المذكورين في الاية (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) (النساء:162 ومن البديهي انه لا يعقل أن يكون فقيه غير معصوم قابل للخطأ والانحراف أفضل من نبي من أنبياء بني إسرائيل (ع) كنبي الله موسى (ع) أو نبي الله عيسى (ع) روح الله ، فمهما بلغ الإنسان من الكمال دون العصمة لا يفضل على الذي يمتلك ا وعن الصادق (ع) ( إن علياً كان عالماً وإن العلم يتوارث و لن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أوما شاء الله )) الكافي ج : 1 ص248 ومعنى الحديث إن الإمام علي (ع) هو وارث رسول الله وذريته من بعده هم العلماء يرث بعضهم الأخر (ع) حتى انتهت الوراثة إلى مولانا صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن (مكن الله له في الأرض) فهو وارث الأنبياء والمرسلين (ع) لا فلان ولا اشباهم كما يدعون ومن كلام للإمام الرضا ع مع أحد أصحابه نأخذ منه مقدار الحاجة (( ... أفتدري من السفهاء؟ فقلت : لا يا ابن رسول الله . فقال: هم قصاص من مخالفينا و تدري من العلماء؟ فقلت :لا يا ابن رسول الله. قال: فقال: هم علماء آل محمد (ع) الذين فرض الله عز و جل طاعتهم و أوجب مودتهم))) ... )) معاني الأخبار ص 180)) وأذكر لكم بعض أقوال العلماء في هذه الرواية (( العلماء ورثة الأنبياء: عن المحقق الخوئي في مصباح الفقاهة ج3 ص289 ، ذكر كلاماً طويلاً حول هذه الرواية وابطال حملها على العلماء بمعنى أن يكون لهم ما للأنبياء فقال : (( .... بل يمكن أن يراد من تلك الأخبار كون المراد من العلماء هم الأئمة والأوصياء ( عليهم السلام ) لكونهم هم العلماء بالمعنى الحقيقي ، فمع دلالة تلك الأخبار على كون العلماء ورثة الأنبياء عن التصرف في أموالالناس وأنفسهم فلا دلالة فيها لكونها ثابتة للفقيه أيضاً ، فنعم الدليل الحاكم قوله عليه السلام : نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون . إذن فيمكن دعوى أن كلما ورد فيالروايات من ذكر العلماء فالمراد منهم الأئمة ( عليهم السلام ) إلا إذا كانت قرينة على الخلاف ...)) وقال أيضاً في كتاب الصوم ج2 : ( ماغيرها مما تمسك به في المقام مثل ما ورد من أن مجاري الأمور بيد العلماء بالله أوأن العلماء ورثة الأنبياء ونحو ذلك، فهي بأسرها قاصرة السند أو الدلالة كما لا يخفى فلا تستأهل البحث) وعن محمد سعيد الحكيم في كتابه مصباح المنهاج -التقليد-ص199 ، بعد ذكره لحديث (( العلماء ورثة الأنبياء )) و(( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )) فقال معلقاً عليهما : (( بل لعلهم عليهم السلام هم المعنيون من بالحديث الأول والثاني لأنهم هم العلماء الحقيقيون الذين اخذوا من الأنبياء ما عندهم كما يناسبه ما في خبر أبي البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ ذَاكَ أَنَّالْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَ لَا دِينَاراً وَ إِنَّمَا أَوْرَثُواأَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ ، فمن اخذ بشيء من منها فقد اخذ حظا وافرا ،فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ، فان فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وعن السيد أحمد الخونساريفي كتابه منية الطالب ج2ص232 - تقرير بحث النائيني - قال : مجاري الأمور بيدالعلماء و العلماء ورثة الأنبياء ونحو ذلك من الأخبار الواردة في علو شأن العالم ،فمن المحتمل قريباً كون العلماء فيها هم الأئمة عليهم السلام. الشيخ محمد حسين الأصفهاني في حاشيته على المكاسب ج2 ص385 قال تعليقاً علىحديث العلماء ورثة الأنبياء وغيره : ( ..... ويندفع: بأن المحتمل قوياً بأن يراد بالعلماء الأئمة عليهم السلام م كما ورد عنهم عليهم السلام (( َنَحْنُ الْعُلَمَاءُ وَ شِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ وَ سَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ ) معأن الخبر المتضمن للإرث يعين الموروث وهو العلم كما في المتن. ومن هنا نلخص بان الحديث يكون لديه اوجه من خلال التحقيقات المبينه اعلاه ومن هنا يجب ان نبحث الحديث الشريف وان نستدلل بهذا الاستدلال ان الحديث المذكور لا يشمل العلماء بدليل يشمل ال محمد عليهم السلام هناك اختلاف بين علوم الأنبياء والعلماء من عدة جهات: 1- علم الأنبياء واقعي في حين علم العلماء ظاهري. 2- ان لدى الأنبياء من العلوم ما لا توجد عند العلماء، مثل أن بعضهم يعلم منطق الطير وتسخر له الرياح وتطوى له الأرض وبعضهم يعلم كيف يبرأ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى وغير ذلك كثير من أنواع العلوم. 3- ان وراثة العلماء للأنبياء ووراثة العلماء للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) من حيث المقدار نسبي أي أن العلوم التي يرثها العلماء هي بعض علوم الأنبياء ولم يرث كل علم الأنبياء إلا ائمة أهل البيت (عليهم السلام). اذن كل هذه الاختلافات تجعل علم العلماء لا يصل إلى جعلهم أفضل من الأنبياء (عليهم السلام). هذا فضلاً على أن العلم هو أحد الكمالات وهناك كمالات اخرى يتمتع بها الأنبياء (عليهم السلام) كالعصمة التي تكشف عن درجة التقوى العالية التي يتحلى بها الأنبياء وان أكرمكم عند الله أتقاكم. ومن هنا نصل الى حقيقة ان العلماء المذكورين في الحديث ليس المقصود بهم العلماء الربانيين بل هم علماء ال محمد عليهم السلام الا وهم المعصومين عليهم السلام الفقير لله عمار الطائي 19شعبان 1432 |
تعليق