إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بركات قيام الليل و ممارسة الأذكار بين الطلوعين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بركات قيام الليل و ممارسة الأذكار بين الطلوعين


    لقد اهتم القرآن الكريم بقيام الليل والسحر وطلوع الفجر إلى طلوع الشمس بشكل خاص, فأقسم المولى تعالى بالفجر وبصلاة الليل, فقال عزوجل: (والفجر وليال عشر, والشفع والوتر, والليل إذا يسر, هل في ذلك قسم لذي حجر).
    وقد توج المولى قسمه بجملة : (هل في ذلك قسم لذي حجر) والحجر هو العقل, فمن كان له عقل يدرك هذا القسم الجليل لله سبحانه وتعالى وأهميته.
    فالقسم بالفجر, وبالليالي العشر, وبصلاة الليل المشتملة على ركعتي الشفع, وركعة الوتر, ومجمل الليل الساري يحظى باهتمام الباري تعالى.

    وهناك آيات كثيرة تتعرض لأوقات السحر الذي هو قلب الليل , والوقت الذي يسبق طلوع الفجر.
    قال تعالى: (والليل إذا عسعس, والصبح إذا تنفس).
    وفي مكان آخر من القرآن المجيد تقرأ: (والليل إذا أدبر, والصبح إذا أسفر) وهي إشارة إلى آخر قسم من الليل أي السحر الذي هو قبل طلوع الفجر, أما الصبح إذا أسفر فهو كناية عن الوقت السابق لطلوع الشمس.

    إن الصلاة وممارسة الأذكار قبل الطلوعين لها أثر عجيب وعظيم وفائدة قصوى في صلاح هذه الأمة المرحومة, وقد تعرض القرآن الكريم لهذه المسألة بشكل مثير, وحدد لها الثواب الجزيل والمقام المحمود ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ).
    في هذه الآية المباركة يحدد الباري تعالى لنا الصلوات الخمس التي تجب علينا من أول الظهر إلى نصف الليل أربعة صلوات هي : الظهر, العصر, المغرب والعشاء, ومن ثم يقول: (وقرآن الفجر) عانياً بها صلاة الصبح التي يكون أجرها وثوابها مساوياً لجميع تلك الصلوات الأربع لكونها في أول الوقت بين الطلوعين , أما صلاة الليل فلها آيات لوحدها إضافة إلى ذكرها مع الآيات المتعرضة للصلوات الخمس.

    قال تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك,عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً), إن هذه الآية المباركة تبين لنا بكل وضوح وصراحة المقام المحمود الذي يمكن أن يسعد به الإنسان بإقامته لهذه النافلة التي تكتمل بها الصلوات الخمس لينال أعلى المراتب والدرجات في الدنيا والآخرة بعد أن يتمكن من ترويض نفسه التي تميل بطبعها للراحة والدعة.

    فمن أراد أن يحظى بإرادة قوية , ونفوذ كلمة في المجتمع وعزة وجلال وحل للمعضلات والنائبات فليقم هذه الصلاة في قلب الليل والناس نيام, وهذا ماأثبته علماء النفس العصريون أيضاَ.
    قال رسول الله(ص): (إن العبد إذا خلا بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه ....ثم يقول لملائكته: (ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم والبطالون لا هون, والغافلون نيام, اشهدوا أني غفرت له)
    وقال (ص) ايضاً : ( من رزق صلاة الليل من عبد أو امة قام لله عزوجل مخلصاً فتوضأ وضوءاً سابغاً وصلى لله عزوجل بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كل صف مالا يحصي عددهم إلا الله تبارك وتعالى أحد طرفي كل صف بالمشرق والآخر بالمغرب , فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات)

    فمن أراد الحياة الدنيا فليهتم بهذا البحث الذي يتطرق لصلاة الليل ليفوز بسعادتها ومن أراد الحياة الآخرة فليمعن النظر في هذا البحث الذي يهتم بأفضل القوى التي تأتيه من خارج بدنه لتصل عنان السماء: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا).
    إن الحالة التي يعيشها الإنسان في قلب الليل الدامس بنظر علماء النفس وعلماء الأخلاق وبنظر القرآن والروايات المتواترة حالة مساهمة لأي بناء النفس الإنسانية ولا يمكن إدراك هذه الحالة إلا للذين عاشوها لخصوصيتها.

    إننا نبقى في العادة يقظين يومياً حتى الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة وهذا يعد أول الليل ومن انشغل به بعبادة كمن أنشغل بها في وسط النهار, وأول النهار وأول الليل لايعطي شيئاً للإنسان إذا قيس بتلك العبادة التي تكون آخر الليل أو بالأحرى في وقت السحر وان نقطة تاثير اليقظة في آخر الليل ملموس حتى لو كان بدون عبادة.
    ولذا نقرأ أن إحدى مستحبات ليالي الإحياء أن يكون الفرد صاحياً أو يقظاً طوال الليل حتى لو كان ذلك بلا عمل أو ممارسة عبادية.

    وتقرأ في الروايات التأكيدات الكثيرة لصحوة الإنسان بين الطلوعين ولو بلا ممارسة لصلاة الليل لكون البقاء بلا نوم بين الطلوعين أو في آخر وقت من الليل مفيداً جداً للإنسان من ناحية نفسية ومفيد جداً في إيجاد نشاط خاص حيث يساعد في رفع الحزن والهم والاضطراب من النفس البشرية.
    إن الكثير من الأجلاء يسعون للنوم في أول الليل ليقوموا في آخره وإن الغالبية العظمى منهم يأجلون مطالعاتهم إلى آخر الليل لينشغلوا بالعبادة بين الطلوعين ثم يمارسوا قراءة القرآن بعد صلاة الفجر ويقال : إن الدعاء مستجاب بين الطلوعين وإن قراءة القرآن حينها مؤثرة جداً وتترك أثرها الإيجابي على الروح البشرية ومن لم يستطع أن يتعبد في ذلك الوقت الحساس ينبغي له أن ينجز ما لديه من أعمال كأن يكون مطالعة أو ما شابه ذلك لكي يحظى بالتأثيرات التي ترافق ذلك الوقت المبارك.
    لقد كان الرسول (ص) والأئمة من أهل بيته عليهم السلام ينامون أول الليل ليصحوا في آخره .

    وصلاة الليل تتكون من إحدى عشرة ركعة, تكون النية في الثمانية الأولى منها على أنها صلاة الليل وتكون ركعتين ركعتين.
    أما الركعتان التي تلي الثماني الأولى , فهي مل يصطلح عليها بصلاة الشفع التي تسبق الركعة الأخيرة المسماة الوتر, ويستحب الدعاء فيها لأربعين مؤمناً حياً كان أو ميتاً , وتكرار كلمة العفو (300) مرة, ويفضل قراءة بعض الأدعية بعد الإنتهاء من صلاة الوتر.

    إن الممارس لصلاة الليل يشعر بالتعب أول الأمر ثم يتعود هذه الصلاة لتضحى ملكة في حياة الفرد المؤمن وينبغي للمصلي مراعاة التعب الجسمي في الوقت الذي يحاول فيه تقوية روحه , ويمكن تشبيه هذه الحالة بحالة الحصان الجامح فلو اردنا الآستفادة من الحصان الجامح علينا أن نلجم فمه في الوقت الذي نراعي فيه مسألة غذائه وسقيه وراحته.
    إن القيام لصلاة الليل بالنسبة للمبتدئين يجب أن يكون بشكل مختصر جداً حتى يمكن ترويض النفس للنهوض في الساعة الآخيرة من الليل قبل اذان الفجر والقيام بها على أتم وجه وقد تطرق القرآن الكريم لهذه النقطة فقال عزوجل: (ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا).

    أما بالنسبة للصلاة في أول الوقت فقد قال الإمام الباقر عن جده رسول الله (ص) أنه قال: (أعلم أن أول الوقت أبداً أفضل , فعجل بالخير ما استطعت ,وأحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه العبد وإن قل).
    قال الإمام الصادق (ع) عن جده عن رسول الله (ص) أنه قال: (لكل صلاة وقتان :أول وآخر فأول الوقت أفضله وليس لأحد أن يتخذ آخر الوقتين وقتاً إلا من علة وإنما جعل آخر الوقت للمريض والمعتل ولمن له عذر وأول الوقت رضوان الله وآخر الوقت عفو الله).

    إن القيام بالليل يحظى بأهمية خاصة في القرآن المجيد,وأن أول طلوع الفجر مهم وكذا آخر الليل,من خلال تعرض القرآن له في عدة أماكن, وأنه يذهب بالغم والهم ويزيد الإنسان قوة ونشاطاً, ليتمكن من الانتصار على النفس الأمارة بالسوء, وقد لا يتمكن الفرد من إنجاز ذلك مع تهيؤ جميع وسائل ذلك القيام, مثل وضع ساعة توقيت أو النوم مبكراً أو غير ذلك من الأمور والوسائل التي تساعد على ذلك النهوض.

    وعدم الإمكانية في ممارسة ذلك القيام يرجع بالأساس إلى أن هذا التوفيق لا يحظى به إلا من أراد القرب مخلصاً من الباري تعالى وقد مثله البعض بمثل الكبريت الأحمر النادر الوجود, إضافة إلى عمل الخطايا والمعاصي , وأكل المال الحرام,لتأثيرها الفاعل في الحيلولة دون هذا القيام, قال الإمام الصادق(ع) : (لا تدع قيام الليل ,فإن المغبون من حرم قيام الليل).
    فالأعمال بشكل إجمالي لها تأثير مباشر في النهوض في قلب الليل وما تقوم به في النهار ينعكس سلباً أو إيجابا علينا ليعمنا أو ليساعدنا في إقامة صلاة الليل التي يقول بعض العلماء على أنها مكملة للصلاة الواجبة.

    قال الإمام الباقر(ع): (جاء رجل إلى أمير المؤمنين علياً(ع) فقال : إني قد حرمت الصلاة بالليل ,فقال : قيدتك ذنوبك).
    وقال الإمام الصادق(ع): (إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل ,وإن العمل السيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم).
    وقال أيضاً(ع): (إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل)

    إن صلاة الليل تمنح الإنسان لقباً في عالم الملكوت الأعلى إذا واظب على ممارستها, وهذا اللقب هو " المتهجد".
    فالرجل أو المرأة اللذان يحظيان بهذا اللقب في عالم الملكوت تعينهم الملائكة بأمر الباري تعالى في كثير مما استعصى من أمور وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى ذلك في الآية المباركة التي جاء فيها: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة).
    قال رسول الله(ص): قال الله تعالى: (.....إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده, فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي, فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً مني له وإبقاء عليه ,فينام حتى يصبح وهو ماقت لنفسه ,زار عليها ,ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب, فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله,فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاء عن نفسه,عند حد التقصير, فيتباعد مني عند ذلك , وهو يظن أنه يقترب إلي).
    وقال رسول الله (ص) أيضاً(ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فنام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه وكتب له اجر ما نوى)
    sigpic



    يامنتقم

    انتقم لشعب البحرين من ظالميه


  • #2
    الاخ الفاضل العطار .. جعلكم الله تعالى ممن يتهجد بالليل لله تعالى ونسألكم الدعاء بالتوفيق للقيام بالليل

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة العجرشي مشاهدة المشاركة
      الاخ الفاضل العطار .. جعلكم الله تعالى ممن يتهجد بالليل لله تعالى ونسألكم الدعاء بالتوفيق للقيام بالليل

      الاخ العزيز العجرشي

      شكرا لكم هذه الدعوات الطيبة


      وفقتم لكل خير
      sigpic



      يامنتقم

      انتقم لشعب البحرين من ظالميه

      تعليق


      • #4
        سهر الليل في طاعة الله ربيع الأولياء وروضة السعداء..

        تعليق


        • #5
          عزيزي لا يجوز الصلاة عل النبي في حرف واحد (ص) الإمام عليه السلام يقول لا تتشبهو بأعدائنا .
          التعديل الأخير تم بواسطة المرتجى; الساعة 19-06-2024, 10:09 AM.

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ضيف مشاهدة المشاركة
            عزيزي لا يجوز الصلاة عل النبي في حرف واحد (ص) الإمام عليه السلام يقول لا تتشبهو بأعدائنا .


            أخي الضيف الكريم . السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
            الأفضل هو ذكر (صلى الله عليه وآله) أو (عليه السلام) على المعصوم من نبي أو إمام ، ولكن لا إشكال بذكر (ص) أو (ع) للإختصار ، وليس هو من باب التشبه بالأعداء كما ورد في الروايات .

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X