عن طاووس اليماني قال: مررت بالحجر فإذا أنا بشخصٍ راكعٍ وساجدٍ ، فتأملته فإذا هو علي بن الحسين (ع) ، فقلت :
يا نفس !.. رجلٌ صالحٌ من أهل بيت النبوة ، والله لأغتنمنّ دعاءه ، فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته ، ورفع باطن كفيه إلى السماء وجعل يقول :
سيدي !.. سيدي !.. هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءةٌ ، وعيناي بالرجاء ممدودةٌ ، وحقٌّ لمن دعاك بالندم تذللاً أن تجيبه بالكرم تفضلاً .
سيدي !.. أَمن أهل الشقاء خلقتني فأُطيل بكائي ، أم من أهل السعادة خلقتني فأُبشّر رجائي ؟..
سيدي !.. أَلضرب المقامع خلقت أعضائي ، أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ؟..
سيدي !.. لو أنّ عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك ، لكني أعلم أني لا أفوتك .
سيدي !.. لو أنّ عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه ، غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ، ولا ينقص منه معصية العاصين.
سيدي !.. ما أنا وما خطري ؟.. هب لي بفضلك ، وجلّلني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك .
إلهي وسيدي !.. ارحمني مصروعاً على الفراش تقلّبني أيدي أحبتي ، وارحمني مطروحاً على المغتسل يغسلّني صالح جيرتي ، وارحمني محمولاً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي .
قال طاووس : فبكيت حتى علا نحيبي ، والتفت إليّ فقال : ما يبكيك يا يماني ؟!.. أَوَ ليس هذا مقام المذنبين ؟.. فقلت : حبيبي !.. حقيقٌ على الله أن لا يردك ، وجدك محمد (ص) قال : فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفرٌ من أصحابه فالتفت إليهم فقال :
معاشر أصحابي !.. وأوصيكم بالآخرة ولست أوصيكم بالدنيا ، فإنكم بها مستوصون ، وعليها حريصون ، وبها مستمسكون .
معاشر أصحابي !.. إنّ الدنيا دار ممرٍّ والآخرة دار مقرٍّ ، فخذوا من ممرّكم لمقرّكم ، ولا تهتكوا أستاركم عند مَن لا يخفى عليه أسراركم ، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية ؟..
ألم تروا كيف فضح مستورهم ، وأمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم ؟.. صاروا حصائد النقم ومدارج المثلات ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
يا نفس !.. رجلٌ صالحٌ من أهل بيت النبوة ، والله لأغتنمنّ دعاءه ، فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته ، ورفع باطن كفيه إلى السماء وجعل يقول :
سيدي !.. سيدي !.. هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءةٌ ، وعيناي بالرجاء ممدودةٌ ، وحقٌّ لمن دعاك بالندم تذللاً أن تجيبه بالكرم تفضلاً .
سيدي !.. أَمن أهل الشقاء خلقتني فأُطيل بكائي ، أم من أهل السعادة خلقتني فأُبشّر رجائي ؟..
سيدي !.. أَلضرب المقامع خلقت أعضائي ، أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ؟..
سيدي !.. لو أنّ عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك ، لكني أعلم أني لا أفوتك .
سيدي !.. لو أنّ عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه ، غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ، ولا ينقص منه معصية العاصين.
سيدي !.. ما أنا وما خطري ؟.. هب لي بفضلك ، وجلّلني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك .
إلهي وسيدي !.. ارحمني مصروعاً على الفراش تقلّبني أيدي أحبتي ، وارحمني مطروحاً على المغتسل يغسلّني صالح جيرتي ، وارحمني محمولاً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي .
قال طاووس : فبكيت حتى علا نحيبي ، والتفت إليّ فقال : ما يبكيك يا يماني ؟!.. أَوَ ليس هذا مقام المذنبين ؟.. فقلت : حبيبي !.. حقيقٌ على الله أن لا يردك ، وجدك محمد (ص) قال : فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفرٌ من أصحابه فالتفت إليهم فقال :
معاشر أصحابي !.. وأوصيكم بالآخرة ولست أوصيكم بالدنيا ، فإنكم بها مستوصون ، وعليها حريصون ، وبها مستمسكون .
معاشر أصحابي !.. إنّ الدنيا دار ممرٍّ والآخرة دار مقرٍّ ، فخذوا من ممرّكم لمقرّكم ، ولا تهتكوا أستاركم عند مَن لا يخفى عليه أسراركم ، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية ؟..
ألم تروا كيف فضح مستورهم ، وأمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم ؟.. صاروا حصائد النقم ومدارج المثلات ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
تعليق