فـــي الســـؤال ذٌلّ .....
اليك أخي الكريم ...
ارفعْ يديك ما استطعت الى ربِّك واطلب منه حاجتاتك، ولا تُرِق ماء وجهك عند اللؤماء من أجل لقمة العيش
واعلم أنّ لباس السلطان ـ وإن كان عزيزاً ـ أهون من لباسِ البائسين الخلق المهترىء الذي نكتسيه.
وطعام الأغنياء المُرفَّقين ـ وإن كان لذيذاً ـ ألذُّ منه الكسرة اليابسة التي نتناولها.
أيها العزيز لاتضطرب لقلّة الدراهم، ولاتبع دينك بدُنياك، ففي يوم الجزاء العزّة للدين لا للدينار، وبالدين الرُّقيّ لا بالدِّينار.
قال الحكماء: لو كان ماءُ الحياة يباع بماء الوجه لما اشتراه العالِم، فالموت بالمرض خيرٌ من الحياة بالذلّة.
فعن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «ليس الغني عن كثرة العروش، وإنما الغني غني النفس» وقال (صلى الله عليه وآله وسلم)لأعرابي طلب منه موعظةً: «إذا صلّيت فصلِّ صلاة مودّع، ولا تحدثن بحديث تعتذر منه غداً، واجمع اليأس عما في أيدي الناس».
وقال الامام الصادق (عليه السلام): «شيعتنا مَن لايسأل الناس، ولو ماتَ جوعاً».
وقال (عليه السلام): «ثلاث هن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولايته للامام من آل محمّد(عليهم السلام)»
وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ: «يا أبا ذرّ إيّاك والسؤال فإنّه ذُلٌّ حاضرٌ، وفقرٌ متعجّلٌ، وفيه حسابٌ طويل يوم القيامة»
وروي عن أمير المؤمنين علي ـ عليه السّلام ـ قوله: «السؤال يُضعف لسان المتكلِّم، ويكسر قلب الشجاع، ويقف الحرُّ العزيز موقف العبد الذليل، ويُذهب بهاء الوجه، ويمحق الرزق» و«التقرّب الى الله ـ تعالى ـ بمسألته وإلى الناس بتركها»
عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: «طلب الحوائج الى الناس استلاب للعزّة ومذهبةٌ للحياء، واليأس مما في أيدي الناس عزٌ للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر».
إلهي اَسْألُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ وَنَفاذِ مَشِيَّتِكَ، اَنْ لا تَجْعَلَني لِغَيْرِ جُوْدِكَ مُتَعَرِّضاً، وَلا تُصَيِّرَني لِلْفِتَنِ غَرَضاً، وَكُنْ لي عَلَى الاَْعْداءِ ناصِراً، وَعَلَى الَْمخازي وَالْعُيُوبِ ساتِراً، وَمِنَ الْبَلاءِ واقِياً، وَعَنِ الْمَعاصي عاصِماً بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
تعليق