فقراء ولكن
في منطقة بائسة وتحت سقف غرفة صغيرة في خربة وجدران هذه الغرفة من الطين .... ارتفاعها لايتجاوز المترين ...تعيش فيها عائلة تتالف من رجل وزوجته ولهما طفلان ولد وبنت بعمر الزهور ....لايوجد في هذه الغرفة كهرباء ولا ماء غير خزان صغير يملاه بالماء رب العائلة كل صباح من انبوب ماء مكسور قرب الخربة .....هذه الغرفة هي موطنهم العزيز الذي يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء القارس وهذه العائلة سعيدة بحياتها ولديهم قناعة برزقهم الذي يجلبه والدهم كل مساء بعد معانات ذلك اليوم برمته من مشاكل وجهد قد انهك جسده النحيل الضعيف ....ذلك الرجل كبير في السن ....هذه المعانات تتكرر كل يوم ومرت الايام وطاقة ذلك الرجل تضعف كل يوم وعندما يذهب الى مكان تجمع العمال لااحد يسال عنه ويرجع الى البيت بائسا حزينا لاحول ولاقوة له .... زوجته وابناءه يسالونه عن طعام او شراب يسد رمق جوعهم فلا يرد عليهم بكلام غير انه يلزم الصمت .....الحزن والاسى قد ملأ وجهه المتجعد...بدات الحياة تتعقد على هذه العائلة واخذ الحزن ينسدل عليهم بعد ان كان الفرح والسرور يملأ تلك الغرفة الصغيرة الخالية من التلفزيون والراديو ولا يعلمون مايجري حولهم من احداث سياسية او اجتماعية او غير ذلك ولا علاقة لهم بالحكم سواء كان جمهوريا او ملكيا همهم الوحيد العيش بسلام وامان في هذه الخربة التي لايعلمون بملكيتها لاي جهة تعود ورصيدهم في الدنيا هو حب الله ورسوله والايمان بالله واليوم الاخر..... عائلة متعففة رغم فقرها وقساوة الحياة ومعانات المعيشة الصعبة ....
وفي لحظة حزن اخذ رب العائلة يفكر بالعمل المنفرد لكي يوفر لقمة العيش لعائلته المسكينة فراودته فكرة ان يعمل في مهنة ربما هي غير مرغوبة للكثير من الناس ولكن فكر بها لانه مضطر لكبر سنه وضعف بدنه
.....هذه المهنة هي تفريغ مخازن المياه الثقيلة في البيوت فاخذ صفيحتان من المعدن وربطهما بحبل وعمود من الخشب ووضعه على رقبته واخذ يجوب في الشوارع ويتلفظ بكلمات تدل على انه يعمل منظف لمخازن المياه الثقيلة وذات يوم وفي الشتاء وكان البرد قارسا لم يستطع ان يخرج للعمل وبينما هو جالس امام المدفاة النفطية التي لايملكون غيرها .....فهي تحميهم من برد الشتاء وكذلك يستخدمونها للطبخ .....ففي تلك اللحظة تضاربت الافكار في مخيلته كيف يوفر لقمة العيش التي اصبحت امنيته الوحيدة في الحياة ....وبعد برهة من الصمت لهذه العائلة الحزينة كانهم اموات لااحد يتكلم ونظراتهم تتوجه الى وجه ذلك الرجل البائس انفجرت زوجته بالبكاء وبصوت عالي وبدات توجه اللوم الى زوجها وتتذمر منه فاجابها بصوت خافت وهادىء ياامراة الذنب ليس ذنبي فالجو بارد والمطر قد اخذ ينهمر بغزارة وطاقتي الجسدية لاتساعدني على الخروج للعمل في هذا اليوم فازداد غضب الزوجة واخذت بالمدفاة النفطية ورمتها عليه وقالت له اخرج واجلب لنا الطعام فابناءنا جياع ......فشبت النار في جسد ذلك الرجل المسكين وابناءه ينظرون اليه والبكاء والعويل قد ملأ تلك الغرفة البائسة وزوجته تنظر اليه وهو يحترق فاخذتها الشفقة والرافة على زوجها بعد فاقت من غضبها فاحتظنت زوجها لكي تخلصه من النار الملتهبة فاحترقت معه ونقلا الى المستشفى بعد ذلك الاب والام وبعد فترة قليلة تعافت الزوجة وخرجت من المستشفى وبقي الزوج راقدا في السرير داخل الردهة الخاصة بالحروق وابناءه المساكين جالسين الى جانب السرير طيلة تلك الفترة ...... وكانت الحروق التي لحقت بجسد ذلك المسكين البائس بالغة وخطرة ولا يستطيع ان يحرك ساكنا وهو في السرير غير نظراته الحزينة الى ابنائه وصوته الخافت الهادىء فيه مسحة كبيرة من الحزن ......
وفي يوم من الايام تكلم ابنه معه وقال له ياوالدي لو خرجت من المستشفى هل تشتري لي دراجة هوائية فقال له والده نعم يابني ان شاء الله اشتري لك عن قريب بعد ان اخرج من المستشفى
...... ادعي لي يابني بالشفاء العاجل ان شاء الله واخذ الطفل البريء برفع راسه الى السماء وبسط يديه وقال يالله اشفي لنا والدنا ودعه يخرج بسلام وصحة وعافية يارب والدموع تنهال من عينيه وبكى الاب بكاء شديد حيث ابكى كل الذين في الردهة ...وبعدها اخذ الاب يفكر بجدية كيف يخرج من المستشفى ويذهب الى العمل ويلبي رغبة ابنه المدلل ..... فحاول ان ينهض من السرير والقروح قد ملات جسده من شدة الحريق وبعد ان وقف على ساقيه قال لابناءه اعينوني على المشي كي اخرج فخرج من الردهة الخاصة بالحروق وحينما وصل الى باب المستشفى ارجعه موظف الاستعلامات وقال له يارجل من اخرجك من الردهة فقال له انا اريد ان اخرج فقد سئمت من الرقود فيها وارجعه ذلك الموظف الى سريره ولكن......فقد دخلت جرثومة الى جسده ولوثت جروحه وبعد ان تم فحصه من قبل الطبيب المختص اتضح ان دمه قد تسمم اثناء تعرضه الى الهواء الطلق .....
وبعد يوم من تلك الحالة انتقل ذلك الرجل المسكين البائس الى رحمة الله الذي لايملك غير حب الله....لن يستطع تلبية رغبة ولده الصغير المدلل بشراء دراجة له
.....هكذا عاش ....وهكذا فارق الحياة ...وترك عائلته تحت رحمة الله.........هكذا يعيش الكثير من العوائل في العالم تحت مستوى الفقر فهل من معين او ناصر لتلك العوائل.
مما راق لي
في منطقة بائسة وتحت سقف غرفة صغيرة في خربة وجدران هذه الغرفة من الطين .... ارتفاعها لايتجاوز المترين ...تعيش فيها عائلة تتالف من رجل وزوجته ولهما طفلان ولد وبنت بعمر الزهور ....لايوجد في هذه الغرفة كهرباء ولا ماء غير خزان صغير يملاه بالماء رب العائلة كل صباح من انبوب ماء مكسور قرب الخربة .....هذه الغرفة هي موطنهم العزيز الذي يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء القارس وهذه العائلة سعيدة بحياتها ولديهم قناعة برزقهم الذي يجلبه والدهم كل مساء بعد معانات ذلك اليوم برمته من مشاكل وجهد قد انهك جسده النحيل الضعيف ....ذلك الرجل كبير في السن ....هذه المعانات تتكرر كل يوم ومرت الايام وطاقة ذلك الرجل تضعف كل يوم وعندما يذهب الى مكان تجمع العمال لااحد يسال عنه ويرجع الى البيت بائسا حزينا لاحول ولاقوة له .... زوجته وابناءه يسالونه عن طعام او شراب يسد رمق جوعهم فلا يرد عليهم بكلام غير انه يلزم الصمت .....الحزن والاسى قد ملأ وجهه المتجعد...بدات الحياة تتعقد على هذه العائلة واخذ الحزن ينسدل عليهم بعد ان كان الفرح والسرور يملأ تلك الغرفة الصغيرة الخالية من التلفزيون والراديو ولا يعلمون مايجري حولهم من احداث سياسية او اجتماعية او غير ذلك ولا علاقة لهم بالحكم سواء كان جمهوريا او ملكيا همهم الوحيد العيش بسلام وامان في هذه الخربة التي لايعلمون بملكيتها لاي جهة تعود ورصيدهم في الدنيا هو حب الله ورسوله والايمان بالله واليوم الاخر..... عائلة متعففة رغم فقرها وقساوة الحياة ومعانات المعيشة الصعبة ....
وفي لحظة حزن اخذ رب العائلة يفكر بالعمل المنفرد لكي يوفر لقمة العيش لعائلته المسكينة فراودته فكرة ان يعمل في مهنة ربما هي غير مرغوبة للكثير من الناس ولكن فكر بها لانه مضطر لكبر سنه وضعف بدنه
.....هذه المهنة هي تفريغ مخازن المياه الثقيلة في البيوت فاخذ صفيحتان من المعدن وربطهما بحبل وعمود من الخشب ووضعه على رقبته واخذ يجوب في الشوارع ويتلفظ بكلمات تدل على انه يعمل منظف لمخازن المياه الثقيلة وذات يوم وفي الشتاء وكان البرد قارسا لم يستطع ان يخرج للعمل وبينما هو جالس امام المدفاة النفطية التي لايملكون غيرها .....فهي تحميهم من برد الشتاء وكذلك يستخدمونها للطبخ .....ففي تلك اللحظة تضاربت الافكار في مخيلته كيف يوفر لقمة العيش التي اصبحت امنيته الوحيدة في الحياة ....وبعد برهة من الصمت لهذه العائلة الحزينة كانهم اموات لااحد يتكلم ونظراتهم تتوجه الى وجه ذلك الرجل البائس انفجرت زوجته بالبكاء وبصوت عالي وبدات توجه اللوم الى زوجها وتتذمر منه فاجابها بصوت خافت وهادىء ياامراة الذنب ليس ذنبي فالجو بارد والمطر قد اخذ ينهمر بغزارة وطاقتي الجسدية لاتساعدني على الخروج للعمل في هذا اليوم فازداد غضب الزوجة واخذت بالمدفاة النفطية ورمتها عليه وقالت له اخرج واجلب لنا الطعام فابناءنا جياع ......فشبت النار في جسد ذلك الرجل المسكين وابناءه ينظرون اليه والبكاء والعويل قد ملأ تلك الغرفة البائسة وزوجته تنظر اليه وهو يحترق فاخذتها الشفقة والرافة على زوجها بعد فاقت من غضبها فاحتظنت زوجها لكي تخلصه من النار الملتهبة فاحترقت معه ونقلا الى المستشفى بعد ذلك الاب والام وبعد فترة قليلة تعافت الزوجة وخرجت من المستشفى وبقي الزوج راقدا في السرير داخل الردهة الخاصة بالحروق وابناءه المساكين جالسين الى جانب السرير طيلة تلك الفترة ...... وكانت الحروق التي لحقت بجسد ذلك المسكين البائس بالغة وخطرة ولا يستطيع ان يحرك ساكنا وهو في السرير غير نظراته الحزينة الى ابنائه وصوته الخافت الهادىء فيه مسحة كبيرة من الحزن ......
وفي يوم من الايام تكلم ابنه معه وقال له ياوالدي لو خرجت من المستشفى هل تشتري لي دراجة هوائية فقال له والده نعم يابني ان شاء الله اشتري لك عن قريب بعد ان اخرج من المستشفى
...... ادعي لي يابني بالشفاء العاجل ان شاء الله واخذ الطفل البريء برفع راسه الى السماء وبسط يديه وقال يالله اشفي لنا والدنا ودعه يخرج بسلام وصحة وعافية يارب والدموع تنهال من عينيه وبكى الاب بكاء شديد حيث ابكى كل الذين في الردهة ...وبعدها اخذ الاب يفكر بجدية كيف يخرج من المستشفى ويذهب الى العمل ويلبي رغبة ابنه المدلل ..... فحاول ان ينهض من السرير والقروح قد ملات جسده من شدة الحريق وبعد ان وقف على ساقيه قال لابناءه اعينوني على المشي كي اخرج فخرج من الردهة الخاصة بالحروق وحينما وصل الى باب المستشفى ارجعه موظف الاستعلامات وقال له يارجل من اخرجك من الردهة فقال له انا اريد ان اخرج فقد سئمت من الرقود فيها وارجعه ذلك الموظف الى سريره ولكن......فقد دخلت جرثومة الى جسده ولوثت جروحه وبعد ان تم فحصه من قبل الطبيب المختص اتضح ان دمه قد تسمم اثناء تعرضه الى الهواء الطلق .....
وبعد يوم من تلك الحالة انتقل ذلك الرجل المسكين البائس الى رحمة الله الذي لايملك غير حب الله....لن يستطع تلبية رغبة ولده الصغير المدلل بشراء دراجة له
.....هكذا عاش ....وهكذا فارق الحياة ...وترك عائلته تحت رحمة الله.........هكذا يعيش الكثير من العوائل في العالم تحت مستوى الفقر فهل من معين او ناصر لتلك العوائل.
مما راق لي
تعليق