متابعه
لازلت بانتظار ساعة الفرحة
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
انتظار الخطوبة اذاب قلبي - تاليف سيد جلال الحسيني
تقليص
X
-
رد الزائر
- اقتباس
- تعليق
-
الفصل 14
(لا نجاة كالتقوى)
فقال صديقي الدكتور : لا لا ابدا لا اترك الجامعة ؛ان شاء الله اتوب بعد تخرجي من الجامعة .
قلت له : فكيف ان متّ قبلها؟؟ قال عسى الا اموت
وسالني قائلا: ان خرجت من الجامعة ماذا ستعمل؟ ؛ فلابد انك ستفتقر وانا اكون طبيبا غنياً .
سبحان الله ..... كونوا بالله تعالى واثقين يقول سبحانه:
*وَمَنْ يَتقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(الطلاق)
ان هذا الرجل اكمل دراسته؛ وانا كما ستاتي القصة هجرت الجامعة ؛ وجرني مقدراتي الى ان اصبحت تاجرا ؛ والطبيب يعمل في احدى المستوصفات وحيث ان راتبه كان لايكفيه ؛ اتاني في بعض الاحيان ليقترض مني؛ انا الذي كان يعزيني ان تركت الجامعة سافتقر!!
وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ [1]
وذهبت الى صديقي الاخر وهو كان من المتدينين فلما اخبرته بفتوى السيد قال الحمد لله رب العالمين ؛ نعم اما انا فلا اغالط نفسي ان الجامعة تثيروني كثيرا ؛ وانني سوف اتخذ قراري الحاسم في الامر لاني اخاف الله رب العالمين ؛وتعجبت حيث انه مباشرة ترك الجامعة وذهب ليبيع المواد المنزلية في الكاظمية ....
وجئت الى الثالث وسالته وكان معي صريحا .
فاجابني : قائلا
اتمنى لويظهر الامام عليه السلام ويقيم عليّ الحدّ ليرتاح ضميري لان مجيئي للجامعة واقعا سفر معصية ولكنني ساستمر على دراستي لاني اخاف من والديّ واخواني ..
الان وبعد ان سمعت جواب سماحة المرحوم السيد رحمة الله عليه وجواب اصدقائي وضحت لي الصورة وبان لي تكليفي الشرعي؛وتعجبت من ذلك الصديق وايمانه ؛ كيف
ترك الجامعة وهو مبتسم وغبطته لايمانه ؛ لانه مباشرة بعد ان سمع فتوى السيد ترك الجامعة
[1] الزمر: 74.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الفصل 13
(إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها)
المرحلة الثانية :
ان اسال اصدقائي عن حالاتهم لكي اعلم هل انني طبيعي في ما يجيش في صدري من هذه الازمات النفسية؟.
واول من ذهبت اليه صاحبنا المُتمتع وقلت له: اخي هل تعلم ان صديقنا الشاب الجميل الهادئ المؤدب المرحوم كريم مات قبل ايام ؟
قال نعم .
قلت له: هل تعلم ان هذا الموت ايضا مكتوب علينا ؟؟
قال نعم .
قلت له اسالك سؤال ان كنت واقعا تخاف من الموت فصارحني بما ساسألك ؛ لانني اشعروكانني انسان منحرف لا اخاف المعاد! والا لماذا انتم تدرسون وكأن هذه البنات امامكم جمادات او اشجار صامتة!! وانا في هذا الاضطراب المخيف الموحش ؟؟
ثم قلت له: راجعت في تفسير هذه الاية القرانية الكريمة :
إِنَّ الَّذينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصيراً [1]
و قال أبو عبد الله عليه السلام معناه إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها.[2](انتهى)
ويقول الله سبحانه بعدهذه الاية :
كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [3]
اذاً لماذا لا تهجر وتمتثل امر القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام هل لانك تخاف الموت فكل نفس ستذوق الموت ام تخاف على رزقك :
وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ [4]
واعلم بان الله سبحانه قد وعد ووعده الحق بان من يجاهد نفسه ليس الا لرضا ربه فهو يهديه السبيل كما في اخر اية من سورة العنكبوت :
وَ الذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ [5]
نعم يا دكتور الا ان تقول ان الجو الجامعي لم يؤثر عليّ فهذا الامر يخصك وكما قال الله سبحانه :
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصيرَةٌ (14)(القيامة)
وانما كلامي مع من هو مثلي ولا يكذب على ربه ويكون صريح مع نفسه وانه تعالى :
وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ (16)(ق)
فاجئني صديقي قائلا:
صَدِقني انا في اشد ازمة نفسية واعترف لك والله شهيد على ما اقول باني اعتقد ان سفري للكلية سفر معصية!!!
واننا حينما نكون في المختبر ويامرني الاستاذ بان أقيس ضغط زميلتي فحينما تخرج يدها لقياس الضغط اصعق و اكاد ان اموت من... ولكن مااصنع؟؟
وهل بعد هذا العمر المديد من الدرس اترك كل شيئ؟؟
وتصوّر اذا كان كل انسان يتاثر بالجو الجامعي يخرج منه فكيف سيكون مصير الجامعات وهل ندعها بيد الفساق والفجرة؟
فقلت له: ان الحل الوحيد هو ان نتزوج لكي نبتعد عن هذه الاجواء ونشتغل بالدرس ؛ ثم هذا الحكم الذي اجاب به سماحة السيد يشمل كل انسان يجد من نفسه بينه وبين الله تعالى المطلع على السرائر بانه يعصي الله بشهوته التي تلح عليه ؟
وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى [6]
فيجب ان ينجي نفسه ؛ وليس من مهامه ان يحرق نفسه ليضيئ للاخرين ؛ ولا يمكن ان يتاسف للجامعات ويبقى فيها بينما هو يقر بانها سبب لمعصية الله تعالى :
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَميعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [7]
و عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ:
يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّي مُبْتَلًى بِالنِّسَاءِ فَأَزْنِي يَوْماً وَ أَصُومُ يَوْماً فَيَكُونُ ذَا كَفارَةً لِذَا؟؟
فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام : إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَنْ يُطَاعَ وَ لا يُعْصَى فَلا تَزْنِ وَ لا تَصُمْ فَاجْتَذَبَهُ أَبُو جَعْفَرٍعليه السلام إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا زَنةَ تَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَ تَرْجُو أَنْ تَدْخُلَ الجَنةَ.[8]
زن: أبو زنة: كنية القرد
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قَالَ: يُطَاعُ فَلا يُعْصَى يُذْكَرُ فَلا يُنْسَى يُشْكَرُ فَلا يُكْفَرُ.[9]
[1]النساء : 97
[2] بحار الأنوار: ج 19 ص 35.
[3]العنكبوت : 57
[4] العنكبوت: 60.
[5] العنكبوت: 69.
[6] طه: 7.
[7] المائدة: 105.
[8] الكافي: ج 5 ص 541.
[9] وسائل الشيعة: ج 15 ص 235.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
[QUOTE=وردة الأحساء;194115]متابعين
وننتظر بفارق الصبر فصل الخطوبة التي اذابت قلبكم ننتظر ساعة الفرحه!![/QUOTE]
شكرا لمتابعتكم
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
رد الزائرمتابعين
وننتظر بفارق الصبر فصل الخطوبة التي اذابت قلبكم ننتظر ساعة الفرحه!!
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الفصل 12
(مراحل قبل الهجرة )
وبعد هذه المحاسبة قررت ان اتبع المراحل التالي :
المرحله الاولى :
اذهب الى النجف الاشرف واسأل سماحة السيدمحمد باقر الصدر رحمة الله عليه عن حكم من يذهب الى مكان مختلط ويعلم مننفسه انه يتاثر بها من الناحية الجنسية فهل تعتبر سفرته سفر معصية؟
وحينما ذهبت الى سماحته سالته قائلا :
سيدنا: انا اذهب الى الجامعة في بغداد ونحن في القاعة 45 بنت و40 شاب واكثر البنات يظهرن بمظاهر خليعة والجو الجامعي في كليتنا هو جو مشحون بعدم العفة؛
"وانا اتاثر بذلك الجو"
فهل يجوز ان استمر بدراستي ولم يبق سوى سنة واحدة لاكمال دراستي؟؟؟
ام يجب عليّ ان اضحي من اجل حفاظ ديني بتركي للدراسة في الجامعة؟؟
قال السيد رحمة الله عليه واسكنه الفسيح من جنته :
ان كنت تشعر بان ذهابك الى هناك يؤثر عليك من ناحية الشهوة فان سفرك يعتبر سفر معصية.
حينما سمعت اجابة سماحة السيد رحمه الله فرحت كثرا لانني ما كان يهمني اي الامرين افتى لي به وانما كان يهمني معرفة تكليفي الشرعي ؛ وقد روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا حتى يشاورالله تبارك و تعالى قلنا و كيف يشاوره؟
قال: يستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه فإذا بدأ بالله تعالى أجرى الله الخيرة على لسان من أحب من الخلق.[1]
وهذه احدى معاني الاستخاره الواردة عنهم عليهم السلام ,وهو ان يجعل الله سبحانه خيرته لك على لسان غيرك
ومن شرائط الاستخارة ان يكون الطرفان في نيتك متساويين؛ الفعل والترك فلا يهمك على اي طرفيك وقعت كما ورد
عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما أبالي إذا استخرت الله على أي طرفي وقعت و كان أبي يعلمني الاستخارة كما يعلمني السور من القرآن.[2]
والان حينما عرفت تكليفي الشرعي ساعلم ان كنت عاصيا ام مطيعا لوضوح الحق فيما انا فيه لان ابغض شيئ عندي ان اكذب على نفسي واخدعها .
هذه المرحله الاولى ؛من معرفة تكليفي الشرعي.
[1] فتح الأبواب: ص138.
[2] فتح الأبواب: ص 147.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
رد الزائرصحيح كلامك اختي ام الفواطم
متابعين سيدنا
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
بالتأكيد ان للمراقب أسبابه الوجيهة في حذف فصل معين...وبارك الله بك سيدنا
أنك واصلت الكتابة لنا وأجرك على ابا الفضل العباس سلام الله عليه
وأحب أن اعلق على الفصل 11
مما يحدث في زماننا الآن في بعض اسر مجتمعنا هو رفض تزويج البنت او الشاب
لا بحجة سوى بأنه أو أنها لابد أن يكملوا دراستهم!!!
وهل الزواج يعيق شبابنا عن الدراسة؟
وهل حث النبي وأهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام على الزواج في سن مبكرة خاصة للبنات باطلاً
أن ما يحدث اليوم من انحراف في سلوك الشباب معظمه مما يحدث من تعطيل زواج البنت والولد الى سن متأخرة لاسباب واهية
مما لابد لاسرنا خاصةالآباء والامهات من توفير التسهيلات لزواج اولادهم وبناتهم
وتشجيع زواج ابناءهم في سن مبكرة
لكي لا يحدث الفساد وتفشي ظاهرة العنوسة وغيرها من المشكلات كما نراه اليوم في أغلب المجتمعات العربية
متابعين معكم سيدنا ننتظر بقية القصة بشوق
وصلَّ الله على محمد وآل محمد
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
الفصل 11
(رضا امامك عنك )
فقلت في نفسي:
(رحم الله الوالد الطيب) انه لم يكن له انس باجواء الجامعة حيث لم يكن زارها او اطلّ على نافذتها حيث قال لي :
الا ترى اصدقاءك فيالجامعة كلهم يدرسون ومشغولون في الدرس فلماذا لاتقتدي بهم وتترك ذكر الزواج ؟؟؟.
وله كل الحق لانه كان على طهارة الجوهر بعيد عناجوائنا الملوثة ؛ والذي بعد عن اجواء الجامعة صعب جدا ان يفهمنا ويفهم همومنا .
قلت لوالدي :
يا والدي وانت تعيش في صدورهم وتعلم ما يدور في قلوبهم ؟؟ ؛
واستحي منك ان اخبرك بحقائق ما يدور في نفسي ؛ ان المؤمن في جهاده مع نفسه يعيش ازمات نفسية تتارجح بين رضى الله وسخطه ؟؟
الم يقل امير المؤمنين عليه السلام في صفات المؤمن:
الكافي 2 230 باب المؤمن و علاماته و صفاته .....
"...نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ أَتْعَبَ نَفْسَهُ لآِخِرَتِهِ فَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِه..."
ياوالدي : ليس المهم بناء صرح الدنيا وان فسدت الاخرة.
الم يقل جدي الحسين عليه السلام؟؟؟:
النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون
والله سبحانه يقول :
قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقتَرَفتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَ اللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقينَ(التوبة)[1]
وفي الحديث :
عَنْ يُونُسَ عَنْ سَلامٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنِ الإِيمَانِ؟
فَقَالَ: الإِيمَانُ أَنْ يُطَاعَ اللهُ فَلا يُعْصَى.[2]
ثم يا والدي : الاتفرح باني صريح معك وابوح لك بما يجري في قلبي؟! .
وبعد ان انتهى كلامي مع الوالد رحمه الله تعالى رجعت افكر في مصيبتي فقلت مع نفسي ؛:
انوالدي لا ينام في قبري؛ واهم شيئ ان اكون صادقا مع نفسي وانا اعرف بها من غيري ؛ وان تجاهلت ما اعلم منها فلا ينفعني تجاهلي!!!
والقرآن الكريم يقول :
بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلقَى مَعَاذِيرَهُ[3]
ثم ان هذه الاية صريحة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواعَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [4]
فان الانسان لايضره ضلالة الاخرين ان هو عرف الهدى ؛
كما قال الامام الرضا عليه السلام لاحد اصحابه باسم يونس بن عبد الرحمان في هذه الرواية:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَخِيهِ جَعْفَرٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام وَ عِندَهُ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَأَوْمَأَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام إِلَى يُونُسَ ادْخُلِ الْبَيْتَ فَإِذَا بَيْتٌ مُسْبَلٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَتَحَرَّكَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ
فَدَخَلَ الْبَصْرِيُّونَ فَأَكْثَرُوا مِنَ الْوَقِيعَةِ وَ الْقَوْلِ فِي يُونُسَ وَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام مُطْرِقٌ حَتَّى لَمَّا أَكْثَرُوا فَقَامُوا وَ وَدَّعُوا وَ خَرَجُوا فَأَذِنَ يُونُسَ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ بَاكِياً
فَقَالَ:
جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنِّي أُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَ هَذِهِ حَالِي عِنْدَ أَصْحَابِي!
فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام :
يَا يُونُسُ:فَمَا عَلَيْكَ مِمَّا يَقُولُونَ إِذَا كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً ؟
يَا يُونُسُ: حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ اتْرُكْهُمْ مِمَّا لَا يَعْرِفُونَ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُكَذَّبَ [يُكَذَّبَ] عَلَى اللَّهِ فِي عَرْشِهِ
يَا يُونُسُ: وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ الْيُمْنَى دُرَّةٌ ثُمَّ قَالَ النَّاسُ بَعْرَةٌ أَوْ بَعْرَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ دُرَّةٌ هَلْ يَنْفَعُكَ شَيْئا
ً فَقُلْتُ لَا فَقَالَ: هَكَذَا أَنْتَ
يَا يُونُسُ: إِذَا كُنْتَ عَلَى الصَّوَابِ وَ كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً لَمْ يَضُرَّكَ مَا قَالَ النَّاسُ.[5]
ولكني بعد رجوعي عن الوالد بدأت ....
بمحاسبة نفسي لان في المحاسبة يتبين العيب من الصواب ؛وامير المؤمنين عليه السلام يقول:
حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرهب و تدركوا عنده الرغب***
وقال : حاسبوا أنفسكم بأعمالها طالبوها بأداء المفروض عليها و الأخذ من فنائها لبقائها وتزودوا و تأهبوا قبل أن تبعثوا[6]
ومن الاسالة التي طرحتها على نفسي هي:
هل واقعا انا متأثرمن الجوالجنسي بحيث يصعب عليّ مقاومتها؛ واخاف ان اقع بسببها في معصية الله سبحانه؟؟
وهل هذه القضية تشملني انا ؛ ام ان الاخرين لهم نفس المصيبة ولكنهم يتغافلون اوغافلين ؟؟؟ .
ولو تغافلت عن حقيقة ما انا فيه وتابعت دراستي؛ولكن جاءني ملك الموت قبل ان اتم دراستي في الجامعة ؛ كما مات قبل ايام صديقي في الكاظمية ودفناه في النجف الاشرف وهو شاب جدا جميل لم يصل للعشرين من عمره ؛
فهل انا معذورعند الله سبحانه؟
او ان والدي يخلصني في الاخرة ان عصيت ربي ؟؟
والله سبحانه يقول : فَإِذَانُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلايَتَسَاءَلُونَ(المؤمنون)
وورد في تفسيرها :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ : فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لايَتَساءَلُونَ فَإِنَّهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ يَفْتَخِرُبِالأَنْسَابِ قَال َالصَّادِقُ عليه السلام :
لا يَتَقَدَّمُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَدٌ إِلابِالأَعْمَالِ وَ الدَلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله :
يَا أَيُّهَاالنَّاسُ: إِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَإِنَّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ أَلا إِنَّكُمْ وُلْدُ آدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ وَ الهِ لَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ أَطَاعَ اللَّهَ خَيْرٌ مِنْ سَيِّدٍ قُرَشِيٍّ عَاصٍ لِلَّه وَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ
قَالَ بِالأَعْمَالِ الحَسَنَةِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ قَالَ مِنَ الأَعْمَالِ السيئَةِ فَأُولئِكَ الذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ قَالَ:
أَيْ تَلْهَبُ عَلَيْهِمْ فَتُحْرِقُهُمْ وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ أَيْ مَفْتُوحِي الْفَمِ مُسْوَدِّي الْوَجْهِ[7]
عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال سمعت الرضا عليه السلام يقول :
من أحب عاصيا فهو عاص و من أحب مطيعا فهو مطيع و من أعان ظالما فهو ظالم و من خذل عادلا فهو ظالم إنه ليس بين الله و بين أحد قرابة و لا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله صلى الله عليه واله لبني عبد المطلب ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم و أنسابكم قال الله تعالى فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُون[8]
[1] بحار الأنوار: ج 44 ص 382.
[2] الكافي: ج 2 ص 33.
[3] القيامة: 14، 15.
[4] المائدة: 105.
[5] بحار الأنوار: ج 2 ص 65.
[6] غررالحكم: ص 236.
[7] بحار الأنوار: ج 7 ص 239.
[8] عيون أخبارالرضا(عليه السلام): ج 2 ص 235
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
اترك تعليق: