(الإمام جعفر الصادق( عليه السلام) رجلُ التأصيل والتأسيس المعرفي والعلمي في الإسلام )
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد وآله المعصومين.
ولد الامام الصادق /ع /في المدينة المنورة في 17 ربيع الاول سنة 83 للهجرة .
وادرك /ع /جدة الامام السجاد /ع/ وتربى في حضن ابيه الباقر /ع/ وعنه اخذ علوم الشريعة الاسلامية ومعارف الدين القويم .
شكّل الامام الصادق /ع/ مع آبائه الطاهرين /ع /من قبله حلقه متواصلة ومترابطة ومتفاعلة هدفها واحد وادوارها مختلفة تبعا للظروف .
وأوضح/ع/ هذه الحقيقة المعرفية بقوله:
((حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل . ))
إنظر/الكافي/الكليني/ج1/ص53.
حَملَ الامام الصادق /ع /الاسلام بنقائه وصفائه الاصيل كما نزل على رسول الله/ ص/
ولذا قصده العلماء من كل مكان يبغون علمه ويرجون فضله حتى جاوز عدد تلاميذه الألاف .
ويشهد ابو حنيفة النعمان بذلك في قولته الشهيرة ::
(لولا السنتان لهلك النعمان )
/إنظر/الخلاف/الطوسي/ج1/ص33.
يعني لولا دراسته عند الإمام الصادق /ع /لهلك .
بل أنّ اغلب المذاهب الاسلامية تأسست على أيدي فقهاء درسوا على يد الإمام الصادق /ع/
على ما يذكر التاريخ ولكن المسلمين إتخذوا فقهائهم أئمة مذاهب فإتبعوهم بذلك وتركوا إستاد الفقهاء والعلماء (الامام جعفر بن محمد الصادق )/ع / .
وإليك عزيزي القارىء شهادة اخرى من زعيم مذهب المالكية (مالك بن انس ) ونقلها لنا (إبن تيمية) المشهور ببغضه لأهل البيت /ع/
وذكرها في كتابه (التوسل والوسيلة) /ص 52 /.
يقول ابن تيمية قال مالك بن انس:
( ولقد كنتُ أرى جعفر بن محمد الصادق /ع/
وكان كثير التبسم فإذا ذُكر عنده النبي اصفر لونه وما رأيته يُحدّث عن رسول الله إلاّ عن طهارة .ولقد إختلفتُ اليه زمانا طويلا فما كنتُ
أراه إلاّ على ثلاث خصال /إما مصليا وإما صامتا وإما يقرأ القرآن ولايتكلم بما لايعنيه وكان من العلماء والعُبّاد الذين يخشون الله تعالى)
.وفي قول مالك بن انس زعيم المالكية :
(ولقدإختلفتُ اليه زمانا طويلا)
تصريح منه بدراسته فعلا وتعلمه عند الامام الصادق /ع / .
وبفعل وجود الإمام الصادق/ع/ في وقته تميّز عصره بالنهوض والتطور الفكري والسياسي .
فالإمام/ع/ وظّفَ فترة إمامته الحقة ربانيا والتي استمرت قرابة نصف قرن بدأً من شهادة أبيه الباقر/ع/ سنة 114/للهجرة الى سنة شهادته هو /ع/ سنة 148 للهجرة.
وبذل جهده في تأصيل القواعد والمتبنيات الفكرية والعقدية والفقهية والشرعية وحتى العقلانية والأخلاقية
في المنظومة الأسلامية الأصيلة.
والى يومنا هذا يعتمد العلماء والفقهاء والفلاسفة المعاصرون من المسلمين وغيرهم على المخزون المعرفي والعلمي للإمام الصادق/ع/.
ومن أبرز ما تميّز به عصره /ع/ هو ظهور التنوع البشري جنسا وثقافة وحضارةً وفكرا.
وخاصة بعد إتساع الفتوحات الأسلامية فتنوعت الثقافات والآداب وظهرت حركة ترجمة الكتب المتبادلة من والى المسلمين .
ومن هنا حشّد الإمام الصادق /ع/كل طاقاته العلمية والفكرية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي سمح به بنو العباس في الساحة الفكرية آنذاك وخاصة تيارات الزندقة والملاحدة الشهيرة في التاريخ .
والتاريخ وثّق الحوارات والمناظرات الفكرية والفلسفية بين الإمام الصادق/ع/ والتيارات المضادة فكرا للأسلام وبين كيف تغلب الإمام/ع/ فكريا وجدليا على تلك التيارات
وبفعل ما قام به الإمام الصادق/ع/ في وقته وصل إلينا الدين الحق وبقي الفكر الحق متمثلا بمذهب أهل البيت/ع/ وأتباعهم .
مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف.
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد وآله المعصومين.
ولد الامام الصادق /ع /في المدينة المنورة في 17 ربيع الاول سنة 83 للهجرة .
وادرك /ع /جدة الامام السجاد /ع/ وتربى في حضن ابيه الباقر /ع/ وعنه اخذ علوم الشريعة الاسلامية ومعارف الدين القويم .
شكّل الامام الصادق /ع/ مع آبائه الطاهرين /ع /من قبله حلقه متواصلة ومترابطة ومتفاعلة هدفها واحد وادوارها مختلفة تبعا للظروف .
وأوضح/ع/ هذه الحقيقة المعرفية بقوله:
((حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل . ))
إنظر/الكافي/الكليني/ج1/ص53.
حَملَ الامام الصادق /ع /الاسلام بنقائه وصفائه الاصيل كما نزل على رسول الله/ ص/
ولذا قصده العلماء من كل مكان يبغون علمه ويرجون فضله حتى جاوز عدد تلاميذه الألاف .
ويشهد ابو حنيفة النعمان بذلك في قولته الشهيرة ::
(لولا السنتان لهلك النعمان )
/إنظر/الخلاف/الطوسي/ج1/ص33.
يعني لولا دراسته عند الإمام الصادق /ع /لهلك .
بل أنّ اغلب المذاهب الاسلامية تأسست على أيدي فقهاء درسوا على يد الإمام الصادق /ع/
على ما يذكر التاريخ ولكن المسلمين إتخذوا فقهائهم أئمة مذاهب فإتبعوهم بذلك وتركوا إستاد الفقهاء والعلماء (الامام جعفر بن محمد الصادق )/ع / .
وإليك عزيزي القارىء شهادة اخرى من زعيم مذهب المالكية (مالك بن انس ) ونقلها لنا (إبن تيمية) المشهور ببغضه لأهل البيت /ع/
وذكرها في كتابه (التوسل والوسيلة) /ص 52 /.
يقول ابن تيمية قال مالك بن انس:
( ولقد كنتُ أرى جعفر بن محمد الصادق /ع/
وكان كثير التبسم فإذا ذُكر عنده النبي اصفر لونه وما رأيته يُحدّث عن رسول الله إلاّ عن طهارة .ولقد إختلفتُ اليه زمانا طويلا فما كنتُ
أراه إلاّ على ثلاث خصال /إما مصليا وإما صامتا وإما يقرأ القرآن ولايتكلم بما لايعنيه وكان من العلماء والعُبّاد الذين يخشون الله تعالى)
.وفي قول مالك بن انس زعيم المالكية :
(ولقدإختلفتُ اليه زمانا طويلا)
تصريح منه بدراسته فعلا وتعلمه عند الامام الصادق /ع / .
وبفعل وجود الإمام الصادق/ع/ في وقته تميّز عصره بالنهوض والتطور الفكري والسياسي .
فالإمام/ع/ وظّفَ فترة إمامته الحقة ربانيا والتي استمرت قرابة نصف قرن بدأً من شهادة أبيه الباقر/ع/ سنة 114/للهجرة الى سنة شهادته هو /ع/ سنة 148 للهجرة.
وبذل جهده في تأصيل القواعد والمتبنيات الفكرية والعقدية والفقهية والشرعية وحتى العقلانية والأخلاقية
في المنظومة الأسلامية الأصيلة.
والى يومنا هذا يعتمد العلماء والفقهاء والفلاسفة المعاصرون من المسلمين وغيرهم على المخزون المعرفي والعلمي للإمام الصادق/ع/.
ومن أبرز ما تميّز به عصره /ع/ هو ظهور التنوع البشري جنسا وثقافة وحضارةً وفكرا.
وخاصة بعد إتساع الفتوحات الأسلامية فتنوعت الثقافات والآداب وظهرت حركة ترجمة الكتب المتبادلة من والى المسلمين .
ومن هنا حشّد الإمام الصادق /ع/كل طاقاته العلمية والفكرية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي سمح به بنو العباس في الساحة الفكرية آنذاك وخاصة تيارات الزندقة والملاحدة الشهيرة في التاريخ .
والتاريخ وثّق الحوارات والمناظرات الفكرية والفلسفية بين الإمام الصادق/ع/ والتيارات المضادة فكرا للأسلام وبين كيف تغلب الإمام/ع/ فكريا وجدليا على تلك التيارات
وبفعل ما قام به الإمام الصادق/ع/ في وقته وصل إلينا الدين الحق وبقي الفكر الحق متمثلا بمذهب أهل البيت/ع/ وأتباعهم .
مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف.
تعليق