من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
يظهر من الروايات الكثيرة الواردة من طرق الفريقين أنّ حادثة الكساء وقعت مرّات عديدة ، وتكرر نزول الآية الشريفة : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }{الأحزاب/33} .
ولا ما نع من ذلك ؛ لأنّ الله تعالى أراد أن يهتّم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالنسبة لأهل بيته ، وبيّن للناس فضائلهم وعصمتهم كراراً ومراراً.
فتارة : نزلت الآية حينما جمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أهل بيته تحت مرط مرّحل ، والظاهر أنّه كان في بيت عائشة ؛ لأنّها هي التي روت ذلك .
وأُخرى : نزلت الآية حينما جمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أهل البيت (عليهم السلام) تحت كساء في بيت أمّ سلمة .
وثالثة : نزلت الآية في بيت فاطمة (عليها السلام) كما ورد في دعاء حديث الكساء .
ويؤيده : بعض روايات أهل السنّة . وورد أيضاً أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان يقف كلّ صباح على باب بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى ستة أشهر ، وقيل : إلى تسعة أشهر وهو يقول : « الصلاة الصلاة إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ». كلّ ذلك لأجل أن يذكّر الناس بعصمة أهل بيته ، ويشير إلى فضائلهم ومناقبهم ، ووجوب طاعتهم ومودّتهم.
واليك بعض الروايات :
1 ـ روى الثعلبي في تفسيره بالاسناد عن أمّ سلمة أنّ النبيّ (ص) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها جرير .
فقال لها (ص) : " ادعي زوجك وابنيك "
فجاء بهم فطعموا ، ثمّ ألقى عليهم كساء خيبرياً ، وقال : " اللهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً "
فقلت: يارسول الله وأنا معهم ؟
قال : " إِنك إِلى خير ".
ثمّ قالت : فأنزل الله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } . (مجمع البيان 4 : 354 ـ 357).
2 ـ قال مجمع : دخلت مع أُمّي على عائشة ، فسألَتْها أُمّي : أرأيت خروجك يوم الجمل؟
قالت : إنّه كان قدراً من الله .
فسألتها عن عليّ (عليه السلام) ، فقالت : تسأليني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وزوج أحبّ الناس كانت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، لقد رأيت عليّاً ، وفاطمة ، وحسناً ، وحسيناً ، قد جمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بثوب عليهم ثمّ قال : " اللّهمَّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ".
فقلت : يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنا من أهلك؟
قال : "تنحّي فإنّك إلى خير ".
3 ـ في علل الشرائع بسنده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال : « لما منع أبو بكر فاطمة (عليها السلام) فدكاً ، وأخرج وكيلها ، جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد ـ وأبو بكر جالس ، وحوله المهاجرون والأنصار ـ فقال : يا أبا بكر لم منعت فاطمة (عليها السلام) ماجعله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لها ووكيلها فيه منذ سنين؟
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين فإن أتت بشهد عدول ، وإلاّ فلا حقّ لها فيه .
قال : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف ماتحكم في المسلمين؟
قال : لا .
قال : أخبرنى لوكان في يد المسلمين شيء ، فادعيت أنا فيه ، ممّن كنت تسأل البيّنة؟
قال : إيّاك كنت أسأل .
قال : فإذا كان في يدي شيء ، فادعى فيه المسلمون ، تسألني فيه البيّنة؟
قال : فسكت أبو بكر .
فقال : عمر هذا فيء للمسلمين ، ولسنا من خصومتك في شيء .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبى بكر : يا أبا بكر تقرأ بالقرآن؟
قال : بلى .
قال : فاخبرنى عن قول الله عزّوجلّ : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } . أفينا نزلت أو في غيرنا نزلت؟
قال : فيكم .
قال : فاخبرنى لو أنّ شاهدين من المسلمين شهدا على فاطمة (عليها السلام) بفاحشة ما كنت صانعاً؟
قال : كنت أقيم عليها الحدّ ، كما أقيم على نساء المسلمين .
قال : كنت إذاً عند الله من الكافرين .
قال : ولم؟
قال : لأنّك كنت تردّ شهادة الله ، وتقبل شهادة غيره ؛ لأنّ الله عزّوجلّ قد شهد لها بالطهارة ، فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره ، كنت عندالله من الكافرين ...» .
ويظهر من الروايات أنّ الآية لمّا نزلت لم تكن زينب (سلام الله عليها) متوّلدة ، وإلاّ كان كانت الزهراء (عليها السلام) تأتي بها تحت الكساء .
وعلى كلّ حال فيشهد بعصمة زينب (سلام الله عليها) أقوال الأئمة (عليهم السلام) فيها خصوصاً قول الإمام زين العابدين (عليه السلام) : « يا عمّة أنتِ ـ بحمد الله ـ عالمة غير معلّمة ، وفهمة غير مفهّمة ». فإنّ العصمة من آثار العلم الكامل بعظمة الخالق ، وقبح المعاصي كما لا يخفى على المتأمّل .
يظهر من الروايات الكثيرة الواردة من طرق الفريقين أنّ حادثة الكساء وقعت مرّات عديدة ، وتكرر نزول الآية الشريفة : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }{الأحزاب/33} .
ولا ما نع من ذلك ؛ لأنّ الله تعالى أراد أن يهتّم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالنسبة لأهل بيته ، وبيّن للناس فضائلهم وعصمتهم كراراً ومراراً.
فتارة : نزلت الآية حينما جمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أهل بيته تحت مرط مرّحل ، والظاهر أنّه كان في بيت عائشة ؛ لأنّها هي التي روت ذلك .
وأُخرى : نزلت الآية حينما جمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أهل البيت (عليهم السلام) تحت كساء في بيت أمّ سلمة .
وثالثة : نزلت الآية في بيت فاطمة (عليها السلام) كما ورد في دعاء حديث الكساء .
ويؤيده : بعض روايات أهل السنّة . وورد أيضاً أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان يقف كلّ صباح على باب بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى ستة أشهر ، وقيل : إلى تسعة أشهر وهو يقول : « الصلاة الصلاة إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ». كلّ ذلك لأجل أن يذكّر الناس بعصمة أهل بيته ، ويشير إلى فضائلهم ومناقبهم ، ووجوب طاعتهم ومودّتهم.
واليك بعض الروايات :
1 ـ روى الثعلبي في تفسيره بالاسناد عن أمّ سلمة أنّ النبيّ (ص) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ببرمة فيها جرير .
فقال لها (ص) : " ادعي زوجك وابنيك "
فجاء بهم فطعموا ، ثمّ ألقى عليهم كساء خيبرياً ، وقال : " اللهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً "
فقلت: يارسول الله وأنا معهم ؟
قال : " إِنك إِلى خير ".
ثمّ قالت : فأنزل الله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } . (مجمع البيان 4 : 354 ـ 357).
2 ـ قال مجمع : دخلت مع أُمّي على عائشة ، فسألَتْها أُمّي : أرأيت خروجك يوم الجمل؟
قالت : إنّه كان قدراً من الله .
فسألتها عن عليّ (عليه السلام) ، فقالت : تسأليني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وزوج أحبّ الناس كانت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، لقد رأيت عليّاً ، وفاطمة ، وحسناً ، وحسيناً ، قد جمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بثوب عليهم ثمّ قال : " اللّهمَّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ".
فقلت : يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنا من أهلك؟
قال : "تنحّي فإنّك إلى خير ".
3 ـ في علل الشرائع بسنده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال : « لما منع أبو بكر فاطمة (عليها السلام) فدكاً ، وأخرج وكيلها ، جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المسجد ـ وأبو بكر جالس ، وحوله المهاجرون والأنصار ـ فقال : يا أبا بكر لم منعت فاطمة (عليها السلام) ماجعله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لها ووكيلها فيه منذ سنين؟
فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين فإن أتت بشهد عدول ، وإلاّ فلا حقّ لها فيه .
قال : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف ماتحكم في المسلمين؟
قال : لا .
قال : أخبرنى لوكان في يد المسلمين شيء ، فادعيت أنا فيه ، ممّن كنت تسأل البيّنة؟
قال : إيّاك كنت أسأل .
قال : فإذا كان في يدي شيء ، فادعى فيه المسلمون ، تسألني فيه البيّنة؟
قال : فسكت أبو بكر .
فقال : عمر هذا فيء للمسلمين ، ولسنا من خصومتك في شيء .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبى بكر : يا أبا بكر تقرأ بالقرآن؟
قال : بلى .
قال : فاخبرنى عن قول الله عزّوجلّ : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } . أفينا نزلت أو في غيرنا نزلت؟
قال : فيكم .
قال : فاخبرنى لو أنّ شاهدين من المسلمين شهدا على فاطمة (عليها السلام) بفاحشة ما كنت صانعاً؟
قال : كنت أقيم عليها الحدّ ، كما أقيم على نساء المسلمين .
قال : كنت إذاً عند الله من الكافرين .
قال : ولم؟
قال : لأنّك كنت تردّ شهادة الله ، وتقبل شهادة غيره ؛ لأنّ الله عزّوجلّ قد شهد لها بالطهارة ، فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره ، كنت عندالله من الكافرين ...» .
ويظهر من الروايات أنّ الآية لمّا نزلت لم تكن زينب (سلام الله عليها) متوّلدة ، وإلاّ كان كانت الزهراء (عليها السلام) تأتي بها تحت الكساء .
وعلى كلّ حال فيشهد بعصمة زينب (سلام الله عليها) أقوال الأئمة (عليهم السلام) فيها خصوصاً قول الإمام زين العابدين (عليه السلام) : « يا عمّة أنتِ ـ بحمد الله ـ عالمة غير معلّمة ، وفهمة غير مفهّمة ». فإنّ العصمة من آثار العلم الكامل بعظمة الخالق ، وقبح المعاصي كما لا يخفى على المتأمّل .