من آثار رضى الام!
قَالَ الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) [1] : اعْتُقِلَ لِسَانُ رَجُلٍ [2] مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَقَالَ لَهُ: "قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَ عِنْدَ رَأْسِ الرَّجُلِ امْرَأَةٌ.
فَقَالَ لَهَا: "هَلْ لِهَذَا الرَّجُلِ أُمٌّ"؟
فَقَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّهُ.
فَقَالَ لَهَا: "أَ فَرَاضِيَةٌ أَنْتِ عَنْهُ أَمْ لَا"؟
فَقَالَتْ: لَا، بَلْ سَاخِطَةٌ.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ): "فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَرْضَيْ عَنْهُ".
فَقَالَتْ: قَدْ رَضِيتُ عَنْهُ لِرِضَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ [3] لَهُ [4]: "قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
فَقَالَ: "قُلْ، يَا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسِيرَ وَ يَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ، اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ وَ اعْفُ عَنِّي الْكَثِيرَ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ". فَقَالَهَا.
فَقَالَ لَهُ: "مَا ذَا تَرَى"؟
فَقَالَ: أَرَى أَسْوَدَيْنِ قَدْ دَخَلَا عَلَيَّ.
قَالَ:"أَعِدْهَا" [5] . فَأَعَادَهَا.
فَقَالَ: "مَا ذَا تَرَى"؟
فَقَالَ: قَدْ تَبَاعَدَا عَنِّي، وَ دَخَلَ أَبْيَضَانِ، وَ خَرَجَ الْأَسْوَدَانِ فَمَا أَرَاهُمَا، وَ دَنَا الْأَبْيَضَانِ مِنِّي، الْآنَ يَأْخُذَانِ بِنَفْسِي، فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ [6] .
[1] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
[2] إعتقل لسان فلان: إذا حُبِسَ و مُنِعَ من الكلام. (مجمع البحرين : 5 / 425 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران).
[3] أي رسول الله ( صلى الله عليه و آله ).
[4] أي للرجل المريض.
[5] أي أعد الدعاء السابق.