... يعتمرنا الوجع منذ أول غسق المشيمة يكبر مع الانسان ليخترق عوالم الصمت فيسري بيرق صوت يلوح في الافق سلا ما ...وبعض هذا البكاء يعبر عن موقف فيكون هوية انسانية عظيمة الشأن ، وجراح الطف الحسيني تتدفق حضورا يزدهي بالمكارم ؟؟
والبكاء على الحسين عليه السلام هو شعور ليس مبتكرا انما اشار اليه النبي الكريم (ص) وحرضت عليه زينب عليها السلام لما فيه من مشاعر انسانية لاتقتصر على طائفة او مذهب ...، لذلك نجد ان مسألة البكاء على الحسين عليه السلام أخذت حيزا من أفكار الكثيرين ومشاعرهم وقد لهجت بها الألسن بفيض كثير بين معارض ومؤيد..بين من يدري ويدرك عظمة الإمام (ع) ومكانته وتضحيته بنفسه الغالية فداء الدين.. وبين قاصر عن فهم وإدراك كل هذا
وقد واجهت هذه المسألة كثيرا من الاعتراضات لدرجة تهجم بعضهم بصراحة على هذه الظاهرة واعتبرها بدعة منافية للدين!
الدين الذي ضحى الحسين من أجله بنفسه الغالية وبهذا الدين القيم حارب الشرك والبدع..
لايدرون أن البكاء على الحسين (ع) هو بكاء على ثقل ثمين وفرع كريم وحزن مقيم..إنه دمع سائل لأعظم مصاب حل في التاريخ وليس لأجل حادثة قتل مريعة..
ألا ليس الرزية فقد مال،
ولافرس يموت ولا بعير،
أجل إن الرزية فقد حر..
يموت لموته خلق كثير..
يظنون أن مذهب الشيعة ليس لهم في دينهم ودنياهم إلا البكاء على الحسين (ع)
معتقدين بأن البكاء مظهر ضعف وانحطاط
ومن يظن بهذا فهو واهم مخطئ.. بل إنها عواطف مستوطنة وحب ولائي أزلي في النفوس.. وغصة دائمة لاتزيلها أفكار الحاقدين ولا دعوى أعداء الدين إلى يوم الدين..
سيدي ياحسين
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة،
لكنما عيني لأجلك باكية..
تبتل منكم كربلا بدم ولا،
تبتل مني بالدموع الجارية..
ان النظرة إلى الشهادة والموت في سبيل الله من مظاهر النصر والبشرى والابتهاج.. وقد بلغ هذا من العمق والرسوخ في نفس امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام بحيث جعلته ضربة السيف على مفرق رأسه وهو بين يدي ربه يرفع صوته مرددا (فزت ورب الكعبة) فالكرامة والنصر والفلاح للشهيد ويبقى الألم.. والحزن.. والبكاء.. لغيره لما فقدوه من عزيز على قلوبهم..
وفقد الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة لاينسى أبدا ولاسيما أنه ابن بنت رسول الله (ص) وابن أمير المؤمنين (ع) والأعظم أن استشهاده مرتبطا بإحقاق حق وإزهاق باطل وإصلاح بين الناس والقضاء على البدع.. فعندها الدموع تسكب ولاتجف لفقد ثقل عظيم كان فرجا وهدى للأمة الاسلامية..
ويذكر الشاعر عبد الباقي العمري في رثائه عليه السلام:
ياعادل الصب في بكاء،
بالله ساعده في بكائك،
فإنه مابكى وحيدا
على بني المصطفى أولئك،
الإنس والجن والملائك،
الإنس والجن والملائك..
فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام وهو ابتسامة الجراح التي نمت فابذرت نصرة باليقين الحسيني
ويا لفخر.. من تفيأ ظلال مرقده في الدنيا ونال في الأخرة شفاعته
تعليق