قراءة في أحداث كربلاء
- الامام الحسين (ع) يضع خده الشريف على العبد الاسود جون , ليلقنا درس من دروس الانسانية وللاسف نبكي على الامام (ع) وعلى ما جرى عليه وعلى اهل بيته واصحابه لكننا لا نمتثل لافعاله نترفع على الخادمة ولا نطيق الجلوس امامها لا لشيء الا انها خادمة , احبائي ربما العبد عند الله افضل من مولاه فلماذا هذا الترفع .
- زينب (ع) ودورها في الواقعة من الشجاعة وحفظ الاطفال والدفاع عن الامام السجاد (ع) في الوقت ذاته تحافظ على خدرها وسترها . فياترى عندما نندبها يازينب هل ترد علينا ام تخلينا عن القيم والعفة حالت دون ذلك , فمن المؤسف ان تدعين حبك للعقيلة عليها السلام وانت تخالفين ما تريده وهل العاشق لا يفعل الا ما يرده معشوقه , فلا ادري هل تضحكين على نفسك عندما تخرجين في الشوارع بوجه مزين بمختلف الالوان وشعر مكشوف من الامام ومرفوع من الخلف كأنه عش الشيطان . عزيزتي انت جوهرة ثمينة بعفتك وحشمتك فلا تبيعيها بأرذل الأسعار .
- موقف الحر الذي يعلمنا بان محاسبة النفس يؤدي الى التوبة النصوحة ومتى ماتاب الانسان نال السعادة الابدية .
- تقديم الامام ىالحسين (ع) فلذة كبده وشبيه حبيبه المصطفى (ص) علي الاكبر , يبصرنا على قيمة التضحية والايثار وهل هناك ايثار اكثر من هذا !
ويمكن ان نستخلص من هذه القراءات بعض الاتجاهات التي وقعت في كربلاء كالتالي :
الاتجاه الاول : هي مجتمع بشري متكامل حيث تحتوي عناصرها على الرجل والمراة والشاب والطفل والكهل , كل واحد منهم فدى بنفسه من اجل ان يتكامل شبيهه في الجنس والعمر تكامل انساني .
الاتجاه الثاني : لا يمكن لنا ان ننظر الى واقعة الطف كسائر المعارك والحروب التي يشهددها التاريخ البشري, فهي ذات خصوصية وقداسة خلدت ما خلد التاريخ .والدليل على ذلك ان هناك كثير من الحروب التي لم يدونها التاريخ وان دون بعضها فانها لا تخلو من التدليس الذي وضعه الحكام من اجل الحكم , والتاريخ الاموي والعباسي غني بتلك المزيفات . اما واقعة الطف ما زالت تجدد وكأنها حدثت اليوم .
الاتجاه الثالث : يمكن ان ننظر اليها من مفهوم الصراح والحقيقة لو لم يكن الصراع بين الفضيلة والرذيلة في ذاك الزمان لما حدثت , وحتى الصراعات التاريخية فيها كثير من الاباطير وكيف ان المغرضين قلبوا الحقائق وجعلوا الحق باطل والعكس صحيح , اما حادثة الطف فانها حافظت على وقائعها بفضل سيدتي ومولاتي عقيلة الطالبين سلام الله عليها .
وبما ان قضية الامام الحسين (ع) قضية ربانية فينبغي علينا في هذا الزمان ومع تكالب الاعداء علينا ان نرتبط بالقضية ارتباط روحي عقلي ولا ننسى اطفالنا لابد من غرس المفاهيم التي تتناسب وسنهم من خلال :
- القصص والرسومات المتحركة والافلام الكارتونية الدينية .
- ان يعي الشاب الاهداف الاساسية التي من اجلها ضحى الحسين عليه السلام بافضل الخلق حيث يقول عليه السلام : ( واني لاعلم اصحاباٍ اوفى لا خرا من اصحابي ولا اهل بيت اوصل ولا افضل من اهل بيتي )
-الالتصاق بالمـاتم التصاق الروح للجسد فهو مدرسة الاجيال وسياج للشباب من التيارات المنحرفة .
واخيرا فان قضية كربلاء ليست قضية بكاء وتباكي انما هي قضية سياسية اجتماعية يقول الامام الخميني (قدس ) لو كان هؤلاء يعلمون حقيقة الامر ويدركون اهمية المجالس والمواكب وقيمة البكاء على الحسين عليه السلام لما قالوا عنه الشعب البكاء بل لقالوا : شعب الملاحم .
المصادر
مجلة الحكمة الأسبوعية , العدد 179-2008
مجلة الولاء , العدد 17 , سنة 2005
لا يجوز نقل الموضوع لمنتدى آخر
تعليق