بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))الأحزاب: 23..
آية قرآنية جليلة القدر ومن قرأ القرآن بالتأكيد قد مرّ بها، وبعض منّا قد عرف تفسيرها والبعض منا مرّ عليها مرور الكرام كأي آية أخرى..
ولكن من سمع عن واقعة الطف أو قرأها أو كتب عنها بالتأكيد مرّت عليه هذه الآية، كيف لا وقد استشهد بها امامنا سيد الشهداء أبو عبد الله عليه السلام في أكثر من موقف عندما يستشهد أحد من أهله أو أصحابه رضوان الله تعالى عنهم..
فما كان يعني بها سيد الشهداء عليه السلام؟
انّ الآية المباركة تخاطب المؤمنين وتبيّن انّ هناك قسمان منهما، وقد صدر منهما العهد، قسم قد وفى بالعهد والآخر قد نقضه وتخاذل عنه..
الامام الحسين عليه السلام أراد من خلال هذه الآية المباركة أن يقول بأنّ القسم الآخر يدّعون الايمان ولكنهم قد خانوا العهد الذي عاهدوا الله عليه ونقضوه، وقد كان النقض منذ الوهلة الأولى منذ تنحية وصي رسول الله صلّى الله عليه وآله عن منصبه الذي نصبه الله فيه، واستمر هذا النقض الى أن وصل الى خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا..
مع انّهم كانوا في كل مرحلة من مراحل هؤلاء الخمسة يجدّدون العهد ويكتبون الكتب ويكثرون التواقيع ولكنهم سرعان ما يتخاذلون ويخونونهم، بدءً من حادثة حرق الباب ومروراً بضرب هامة القرآن الناطق وخيانة سبط الرسول الأول، وتجلّت الأمور وأصبحت أكثر وضوحاً عند خامسهم عليه السلام..
مع انّ الله سبحانه وتعالى قد أمر بالوفاء بالعهد ((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا))، هذا يعني انّ من ينقض العهد فانه سيخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل في دائرة الغضب والسخط الالهي فانّه تعالى يقول في كتابه العزيز ((الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ))..
فهؤلاء القوم خارجون بالتأكيد عن الدين لأنّهم خرجوا على أمر الله وأمر رسوله الكريم بنقض ذلك العهد، ويبدأ ذلك العهد بشهادة أن لا اله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، فما جاء به الله سبحانه وتعالى يجب أن ينفذ وإلاّ أصبح من الكافرين ولا ينفعه ذلك القول لأنه قول من غير اعتقاد فهو مجرد ألفاظ تلفظ بها لأسباب عديدة ومعروفة وكذلك وجوب طاعة الرسول صلّى الله عليه وآله طاعة مطلقة لأنها في الحقيقة طاعة لله تبارك وتعالى فقد قال تعالى ((مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ))..
ويندرج تحت هذا القسم كل من سمع بواقعة الطف ولم ينصر الحسين عليه السلام وهو قادر على ذلك..
وحتى يومنا هذا فمن قرأ عن الواقعة واستنكر على الحسين عليه السلام خروجه أو قال بأنه ليس بخليفة شرعي والتمس العذر ليزيد الطاغية فهو داخل ضمن هذا المعسكر، بل حتى من لم يخطئ الامام الحسين عليه السلام ولكنه يقول في المقابل بانّ يزيد اجتهد فاخطأ، فالأمر لا يحتمل الوسطية فاما مع الحق أو مع الباطل..
فمجرد الرضا بخلافة يزيد فهذا معناه وقوفه بجانب الظالم المفسد في الأرض وهذا ما أشار اليه عليه السلام بقوله ((ومثلي لا يبايع مثله))، فهو يعني عدم المداهنة وعدم القبول الوقوف عند المنتصف بل الأمر يحتاج الى وقفة حقيقية تبيّن مع أي المعسكرين سيقف وهذا ما فعله الحرّ رضوان الله تعالى عليه..
ونحن الآن مطالبون بتجديد ذلك العهد قولاً وفعلاً، فواقعة الطف متجددة عبر كل الأزمان وهذا ما يدلّ عليه رفع الراية الحمراء على قبة الامام الحسين عليه السلام حيث انّها تشير على عدم الأخذ بثأره من الباطل لحد الآن..
فكل محاربة للباطل بأي شكل من أشكاله لهو تهيئة حقيقية للأخذ بالثأر، وأقصد بذلك هو التهيئة الأرضية لمولانا وامامنا المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف لأنّه الوحيد الذي سيأخذ بذلك الثأر ويجتث أصول الباطل..
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الآخذين بثأر الحسين عليه السلام مع صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف..
أما الذين صدقوا العهد فلا يحتاج منّا التفصيل في ذلك فهم معروفون للكل...
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))الأحزاب: 23..
آية قرآنية جليلة القدر ومن قرأ القرآن بالتأكيد قد مرّ بها، وبعض منّا قد عرف تفسيرها والبعض منا مرّ عليها مرور الكرام كأي آية أخرى..
ولكن من سمع عن واقعة الطف أو قرأها أو كتب عنها بالتأكيد مرّت عليه هذه الآية، كيف لا وقد استشهد بها امامنا سيد الشهداء أبو عبد الله عليه السلام في أكثر من موقف عندما يستشهد أحد من أهله أو أصحابه رضوان الله تعالى عنهم..
فما كان يعني بها سيد الشهداء عليه السلام؟
انّ الآية المباركة تخاطب المؤمنين وتبيّن انّ هناك قسمان منهما، وقد صدر منهما العهد، قسم قد وفى بالعهد والآخر قد نقضه وتخاذل عنه..
الامام الحسين عليه السلام أراد من خلال هذه الآية المباركة أن يقول بأنّ القسم الآخر يدّعون الايمان ولكنهم قد خانوا العهد الذي عاهدوا الله عليه ونقضوه، وقد كان النقض منذ الوهلة الأولى منذ تنحية وصي رسول الله صلّى الله عليه وآله عن منصبه الذي نصبه الله فيه، واستمر هذا النقض الى أن وصل الى خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا..
مع انّهم كانوا في كل مرحلة من مراحل هؤلاء الخمسة يجدّدون العهد ويكتبون الكتب ويكثرون التواقيع ولكنهم سرعان ما يتخاذلون ويخونونهم، بدءً من حادثة حرق الباب ومروراً بضرب هامة القرآن الناطق وخيانة سبط الرسول الأول، وتجلّت الأمور وأصبحت أكثر وضوحاً عند خامسهم عليه السلام..
مع انّ الله سبحانه وتعالى قد أمر بالوفاء بالعهد ((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا))، هذا يعني انّ من ينقض العهد فانه سيخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل في دائرة الغضب والسخط الالهي فانّه تعالى يقول في كتابه العزيز ((الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ))..
فهؤلاء القوم خارجون بالتأكيد عن الدين لأنّهم خرجوا على أمر الله وأمر رسوله الكريم بنقض ذلك العهد، ويبدأ ذلك العهد بشهادة أن لا اله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، فما جاء به الله سبحانه وتعالى يجب أن ينفذ وإلاّ أصبح من الكافرين ولا ينفعه ذلك القول لأنه قول من غير اعتقاد فهو مجرد ألفاظ تلفظ بها لأسباب عديدة ومعروفة وكذلك وجوب طاعة الرسول صلّى الله عليه وآله طاعة مطلقة لأنها في الحقيقة طاعة لله تبارك وتعالى فقد قال تعالى ((مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ))..
ويندرج تحت هذا القسم كل من سمع بواقعة الطف ولم ينصر الحسين عليه السلام وهو قادر على ذلك..
وحتى يومنا هذا فمن قرأ عن الواقعة واستنكر على الحسين عليه السلام خروجه أو قال بأنه ليس بخليفة شرعي والتمس العذر ليزيد الطاغية فهو داخل ضمن هذا المعسكر، بل حتى من لم يخطئ الامام الحسين عليه السلام ولكنه يقول في المقابل بانّ يزيد اجتهد فاخطأ، فالأمر لا يحتمل الوسطية فاما مع الحق أو مع الباطل..
فمجرد الرضا بخلافة يزيد فهذا معناه وقوفه بجانب الظالم المفسد في الأرض وهذا ما أشار اليه عليه السلام بقوله ((ومثلي لا يبايع مثله))، فهو يعني عدم المداهنة وعدم القبول الوقوف عند المنتصف بل الأمر يحتاج الى وقفة حقيقية تبيّن مع أي المعسكرين سيقف وهذا ما فعله الحرّ رضوان الله تعالى عليه..
ونحن الآن مطالبون بتجديد ذلك العهد قولاً وفعلاً، فواقعة الطف متجددة عبر كل الأزمان وهذا ما يدلّ عليه رفع الراية الحمراء على قبة الامام الحسين عليه السلام حيث انّها تشير على عدم الأخذ بثأره من الباطل لحد الآن..
فكل محاربة للباطل بأي شكل من أشكاله لهو تهيئة حقيقية للأخذ بالثأر، وأقصد بذلك هو التهيئة الأرضية لمولانا وامامنا المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف لأنّه الوحيد الذي سيأخذ بذلك الثأر ويجتث أصول الباطل..
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الآخذين بثأر الحسين عليه السلام مع صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف..
أما الذين صدقوا العهد فلا يحتاج منّا التفصيل في ذلك فهم معروفون للكل...
تعليق