السلام عليكم
عظم الله أجورنا وأجوركم يا موالين بالمصاب الأليم بذكرى استشهاد مولانا وإمامنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) الملقب بالسجاد وزين العابدين ، مسموماً في 25 محرم من عام 50 للهجرة في المدينة المنورة ، على يد هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (لعنة الله عليهم أجمعين) .
جعلنا الله وإياكم من الآخذين بثاره تحت راية إمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) بالقريب العاجل.
من حكم الإمام السجاد عليه السلام
صلة الأرحام:ـ
حث الإمام السجاد (عليه السلام) على صلة الأرحام، وحذر من قطيعتها، وذلك لما يترتب عليها من المضاعفات السيئة، قال (عليه السلام): (من سره أن يمد الله في عمره، وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه، فإن الرحم لها لسان يوم القيامة، ذلق(1) تقول: يا رب صل من وصلني، واقطع من قطعني، فالرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوى به إلى أسفل قعر في النار..)(2).
لقد تواترت الأخبار عن أئمة الهدى (عليهم السلام) في الحث على صلة الأرحام، وإنها توجب العمر المديد للإنسان، والمزيد من الرزق، والأجر الجزيل في الدار الآخرة فإنها توجب تماسك المجتمع، وشيوع المودة والصفاء بين المسلمين، وذلك من أهم ما يدعو إليه الإسلام.
الحب في الله:ـ
دعا الإمام (عليه السلام) المسلمين إلى التحابب، والمودة فيما بينهم في الله تعالى خالصة لا يشوبها شيء من شؤون المادة التي لا تلبث أن تتلاشى، قال (عليه السلام): (إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى مناد يسمعه الناس يقول: أين المتحابون في الله؟ فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم عن العمل الذي جاوز به إلى الجنة، فيقولون: نحن المتحابون في الله، فيقولون: وأي شيء كان أعمالكم؟ فيقولون: كنا نحب في الله، ونبغض في الله فيقولون لهم: نعم أجر العاملين(3).
إن الحب في الله يوحد، ولا يفرق، ويجمع ولا يشتت، إنه ناشئ عن الإيمان العميق بالله.
الدعاء للمؤمن:
ودعا الإمام (عليه السلام) المؤمنين إلى الدعاء لإخوانهم بظهر الغيب، والثناء عليهم قال (عليه السلام): (إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب أو يذكره بخير، قالوا: نعم الخ أنت لأخيك، تدعو له بالخير، وهو غايب عنك، وتذكره بخير، قد أعطاك الله مثلي ما سألت له، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه، وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه، قالوا له: بئس الأخ أنت لأخيك، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته، وأربع على نفسك، واحمد الله الذي ستر عليك، واعلم أن الله أعلم بعبده منك..)(4) .
إن هذه السنن والآداب الكريمة مما تعزز وحدة المسلمين وتضامنهم وتوجب شيوع المودة والإخاء فيما بينهم.
جزاء أهل الفضل:
وحث الإمام (عليه السلام) أصحابه ودعاهم إلى إسداء الفضل والمعروف إلى الناس، كما دعاهم إلى التحلي بالصبر والتآزر فيما بينهم قال (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم أهل الفضل. فيقوم ناس قبل الحساب، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة، فإذا سألوهم عما استحقوا ذلك، يقولون: كنا اذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا غفرنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر. فيقوم ناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم مثل الأول. فيقولون: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل، فيقولون لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله عز وجل، فيقوم ناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتسألهم الملائكة عما استحقوا ذلك، وما مجاورتهم لله عز وجل؟ فيقوون: كنا نتزاور في الله، ونتجالس في الله، ونتبادل في الله، فيقولون: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين..)(5).
وفي هذا الحديث الشريف دعوة إلى التحلي بمكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات التي توجب رفع مستوى الإنسان، وبلوغه ذروة الشرف والكمال.
ـــــــــــــــــــــ
1- الذلق: اللسان الفصيح.
2- البحار.
3- وسائل الشيعة ج 11 ص 432.
4- أصول الكافي.
5- حلية الأولياء ج 3 ص 159 تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
جوار مرقد كفيل زينب (ع)ـ
عظم الله أجورنا وأجوركم يا موالين بالمصاب الأليم بذكرى استشهاد مولانا وإمامنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) الملقب بالسجاد وزين العابدين ، مسموماً في 25 محرم من عام 50 للهجرة في المدينة المنورة ، على يد هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (لعنة الله عليهم أجمعين) .
جعلنا الله وإياكم من الآخذين بثاره تحت راية إمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) بالقريب العاجل.
من حكم الإمام السجاد عليه السلام
صلة الأرحام:ـ
حث الإمام السجاد (عليه السلام) على صلة الأرحام، وحذر من قطيعتها، وذلك لما يترتب عليها من المضاعفات السيئة، قال (عليه السلام): (من سره أن يمد الله في عمره، وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه، فإن الرحم لها لسان يوم القيامة، ذلق(1) تقول: يا رب صل من وصلني، واقطع من قطعني، فالرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوى به إلى أسفل قعر في النار..)(2).
لقد تواترت الأخبار عن أئمة الهدى (عليهم السلام) في الحث على صلة الأرحام، وإنها توجب العمر المديد للإنسان، والمزيد من الرزق، والأجر الجزيل في الدار الآخرة فإنها توجب تماسك المجتمع، وشيوع المودة والصفاء بين المسلمين، وذلك من أهم ما يدعو إليه الإسلام.
الحب في الله:ـ
دعا الإمام (عليه السلام) المسلمين إلى التحابب، والمودة فيما بينهم في الله تعالى خالصة لا يشوبها شيء من شؤون المادة التي لا تلبث أن تتلاشى، قال (عليه السلام): (إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى مناد يسمعه الناس يقول: أين المتحابون في الله؟ فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم عن العمل الذي جاوز به إلى الجنة، فيقولون: نحن المتحابون في الله، فيقولون: وأي شيء كان أعمالكم؟ فيقولون: كنا نحب في الله، ونبغض في الله فيقولون لهم: نعم أجر العاملين(3).
إن الحب في الله يوحد، ولا يفرق، ويجمع ولا يشتت، إنه ناشئ عن الإيمان العميق بالله.
الدعاء للمؤمن:
ودعا الإمام (عليه السلام) المؤمنين إلى الدعاء لإخوانهم بظهر الغيب، والثناء عليهم قال (عليه السلام): (إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب أو يذكره بخير، قالوا: نعم الخ أنت لأخيك، تدعو له بالخير، وهو غايب عنك، وتذكره بخير، قد أعطاك الله مثلي ما سألت له، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه، وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه، قالوا له: بئس الأخ أنت لأخيك، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته، وأربع على نفسك، واحمد الله الذي ستر عليك، واعلم أن الله أعلم بعبده منك..)(4) .
إن هذه السنن والآداب الكريمة مما تعزز وحدة المسلمين وتضامنهم وتوجب شيوع المودة والإخاء فيما بينهم.
جزاء أهل الفضل:
وحث الإمام (عليه السلام) أصحابه ودعاهم إلى إسداء الفضل والمعروف إلى الناس، كما دعاهم إلى التحلي بالصبر والتآزر فيما بينهم قال (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم أهل الفضل. فيقوم ناس قبل الحساب، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة، فإذا سألوهم عما استحقوا ذلك، يقولون: كنا اذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا غفرنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم أهل الصبر. فيقوم ناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم مثل الأول. فيقولون: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل، فيقولون لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله عز وجل، فيقوم ناس، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتسألهم الملائكة عما استحقوا ذلك، وما مجاورتهم لله عز وجل؟ فيقوون: كنا نتزاور في الله، ونتجالس في الله، ونتبادل في الله، فيقولون: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين..)(5).
وفي هذا الحديث الشريف دعوة إلى التحلي بمكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات التي توجب رفع مستوى الإنسان، وبلوغه ذروة الشرف والكمال.
ـــــــــــــــــــــ
1- الذلق: اللسان الفصيح.
2- البحار.
3- وسائل الشيعة ج 11 ص 432.
4- أصول الكافي.
5- حلية الأولياء ج 3 ص 159 تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
منير الحزامي
كربلاء المقدسة
جوار مرقد كفيل زينب (ع)ـ
تعليق