عندما نقول كلمة إنسحاب يتبادر الى أذهاننا منظر حلمنا به منذ سنوات وهو رؤية آخر دبابة أو طيارة أو أي قطعة عسكرية أمريكية من بلدنا وبغض النظر عن كونها أطلقت نيران دقيقة على أعداء العراق من الإرهاب وأذناب اللانظام المقبور أو عشوائية تارة وتارة مقصودة لزعزعة الوضع الغير مستقر أصلاً بغية إطالة بقائها.
وكلمة الإنسحاب هي مختصر بل هي بديل منمق لكملة جلاء القوات التي وأن كانت لم تتحرك بعيداً فهي جاثمة في الصحراء الملاصقة للعراق الذي خرج حديثاً من رحم الملاحم والفتن وأبقوه في جهاز يشبه الى حد كبير ذلك الذي يضعون فيه الأطفال حديثي الولادة حيث مازالت أجندات الجوار العزيز تحوك له المزيد من الملاحم ووقفاً لقياسه المعتاد ...حروب وقتل وتشريد وفتن متنوعة.
بعيداً عن هذا كله لنعود لما بعد كلمة الإنسحاب وهي العزيزة تموينية ونشرح العلاقة بينهما، فهي كما يعلم الجميع جزء لا يتجزء من كينونة الفرد العراقي لأنها معه في كل شيء بإعتبار ختمها الأحمر دلالة مهمة في جميع المعاملات الرسمية وإن كتب لك يوماً أن تنسى أو تتناسى تجديدها فأنك تخرج عن حماية الإمم المتحدة وشرطة الإنتربول الدولية وتصبح عرضة وفريسة سهلة لفقدان حقوقك التي لا تعد ولا تحصى وهي الطحين الأبيض الدرجة الأولى الذي يضرب به المثل والدهن الحر والتمن العنبر وغيرها من عشرات المواد التي تزهو بها موائد الفقراء !!!
نقد لا ذع جداً ؟ لكن هل فكر المسؤول عن توفير هذه المواد بإيجاد بدائل لتحسينها والميزانية إنفجارية ؟ أليس من الممكن التعاقد مع شركات عالمية معروفة بهذا المجال ؟ أم الحال سيكون مشابهاً للكهرباء ... والنقل ... والأعمار ... والنفط ... إذاً لنا وقفة مع كل إنسحاب .. يوماً لإنسحاب الكهرباء ... ويوماً لإنسحاب العزيزة تموينية بالكامل وجلاءها من حياة المواطن .
تعليق