هَذِه رِوَايَة شَرِيْفَة يُوْرِدْهَا تَفْسِيْر مُجَمَّع الْبَيَان وَهِي أَن مَعَاذَا
سَأَل الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه عَن مَعْنَى آَيَة { فَتَأْتُوْن أَفْوَاجَا }
فَقَال : يَا مُعَاذ سَأَلْت عَن أَمْرَا عَظِيْم ، سَأَلْت عَن مَعْنَى { أَفْوَاجَا } ثُم بَكَى
وَقَال المذْنِبُون يَوْم الْقِيَامَة يُرَدُّوْن الْمَحْشَر فِي عَشَرَة أَفْوَاج ،
كُل فَوْج لَهُم هَيْئَة وَشَكْل خَاص .
وَعَدَد الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه حَال كُل طَائِفَة وَبَعْد ذَلِك قَال لَه مُعَاذ مَن هَوُلاء ؟ ؟
فَقَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه
الْفَوْج الْأُوْلَى: وَالَّذِين يُحْشَرُوْن عَلَى صُوْرَة قُرُوْد هُم النَمَامُون الَّذِيْن
هُم كَالْقُرُوْد يَنْقُلُون حَدِيْث هَذَا لِذَاك وَيُشْعِلُوْن نَار الْفِتْنَة
وَلِأَنَّهُم يَحْمِلُوْن طِبَاع الْقُرُود فَإنْهُم فِي الْمَحْشَر تُظْهِر حَقِيْقَتُهُم وتَتَجِسْم فَيُحْشَرُوْن قُرُوْدا .
إِمَّا الْفَوْج الْثَّانِي :وَهُم الَّذِيْن عَلَى هَيْئَة الْخَنَازِيْر فَهُم آَكِلَة الْحَرَام وَضَعُوُا الْدِّيْن وَالْأِنْصاف جَانِبَا
وَأَكَلُوُا كُل شَيْء تَقْع عَلَيْه عَيَّنَهُم وَإِن كَان حَرَام مِثْل الْخِنْزِيْر الَّذِي طَعَامِه الْقَذَارَة
لِذَلِك آَكُل الْحَرَام يُشْبِه الْخِنْزِيْر فِي طَلَبِه لِلْنَّجِس وَالْحَرَام فَيَحْشُر عَل هَيْئَتَه .
إِمَّا الْفَوْج الْثَّالِث :وَهُم الْمَّنِكِسُون عَلَى رُؤُسِهِم وَأَرْجُلُهُم إِلَى الْأَعْلَى
وَهُم الْمُرَابُوْن فَلَم يَكُوْنُوْا فِي الْدُّنْيَا يَمْشُوْن كَمَا أَرَاد الْلَّه لَهُم مَشِيْئَة
سويّة فَتَجَسَّم ذَلِك يَوْم الْقِيَامَة بَان يُحْشَرُوْن مَّنِكِسُون كَم هُو بَاطِنِهِم .
إِمَّا الْفَوْج الْرَّابِع: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَهُم يَلُوْكُوْن أَلْسِنَتَهُم
لَا يَفْتُرُون وَيَخْرُج مِن أَفْوَاهِهِم الْصَّدِيد وَالْدَّم ، أُوْلَئِك هُم الْقُضَاة الَّذِيْن لَا يَحْكُمُوْن بِالْعَدْل وَالْعُلَمَاؤ الَّذِيْن لَا تُطَابِق أَعْمَالُهُم أَقْوَالَهُم
أَي أَنَّهُم يَعْرِفُوْن الْحَلْا وَالْحَرَام وَيَعَض الْنَّاس لَكِنَّه لَا يُطَبِّق ذَلِك وَهُو مِن أَكْثَر الْنَّاس حَسَّة لِأَن مَن سَمِع كَلَامَه وَنَفْدِه دَخَل الْجَنَّة وَهُو دَخَل الْنَّار .
إِمَّا الْفَوْج الْخَامِس: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن عُمْيَانا وَهُم الَّذِيْن يَحْكُمُوْن بِغَيْر حَق وَيَظْلِمُوْن الْعِبَاد .
إِمَّا الْفَوْج الْسَّادِس: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن صُمّا وَهُم الْمَغْرُوْرُوْن بِأَنْفُسِهِم وَالمُعْجَبُون بِأَعْمَالِهِم حَتَّى يَخْرُجُوْن عَن حُدُوْد الشّعَوَرَبِالْعُبُودِيّة .
إِمَّا الْفَوْج الْسَّابِع: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن مُقَطَّعَة أَيْدِيَهِم وَأَرْجُلُهُم وَهُم الَّذِيْن يُؤْذُوْن جِيْرَانَهُم .
إِمَّا الْفَوْج الْثَّامِن: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَرَائِحَة نَتِنَة تَنْبَعِث مِن فَرَوُجُوَهُم كَأَنَّهَا جِيْفَة مَيْتَة وَهُم الَّذِيْن
أَسْتَمْتِعُوْا بِالْشَّهَوَات وَالْمَلَذَّات الْمُحَرَّمَة وَلَم يَتَوَارَعُوا عَنْهَا وَلَم يُعْطُوْا حَق الْلَّه فِي أَمْوَالِهِم .
إِمَّا الْفَوْج الْتَّاسِع: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَهُم مصْلُوبُون عَلَى جَدُوع مِن نَار وَهُم الْسُّعَاة بِالْنَّاس إِلَى الْسُّلْطَان
أَي الْوُشَاة الَّذِيْن يَجْرُوْن الْمَصَائِب عَلَى الْنَّاس بِسَبَب وِشَايْتِهُم لَدَى الْحُكَّام .
إِمَّا الْفَوْج الْعَاشِر: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَهُم يَلْبِسُوْن سَرَابِيل مِن الْنَّار مِن رُؤُوْسِهِم إِلَى أَقْدَامِهْم وَهُم الْمُتَكَبِّرُوْن وَالْمُخْتَالُون.
كِتَاب الْنَّهْضَة الْحُسَيْنِيَّة وِيلِيّة الْدَار الْآَخِرَة
لِلْسَّيِّد دَسْتَغِيْب رَحِمَه الْلَّه ..~
سَأَل الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه عَن مَعْنَى آَيَة { فَتَأْتُوْن أَفْوَاجَا }
فَقَال : يَا مُعَاذ سَأَلْت عَن أَمْرَا عَظِيْم ، سَأَلْت عَن مَعْنَى { أَفْوَاجَا } ثُم بَكَى
وَقَال المذْنِبُون يَوْم الْقِيَامَة يُرَدُّوْن الْمَحْشَر فِي عَشَرَة أَفْوَاج ،
كُل فَوْج لَهُم هَيْئَة وَشَكْل خَاص .
وَعَدَد الْرَّسُوْل صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه حَال كُل طَائِفَة وَبَعْد ذَلِك قَال لَه مُعَاذ مَن هَوُلاء ؟ ؟
فَقَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه
الْفَوْج الْأُوْلَى: وَالَّذِين يُحْشَرُوْن عَلَى صُوْرَة قُرُوْد هُم النَمَامُون الَّذِيْن
هُم كَالْقُرُوْد يَنْقُلُون حَدِيْث هَذَا لِذَاك وَيُشْعِلُوْن نَار الْفِتْنَة
وَلِأَنَّهُم يَحْمِلُوْن طِبَاع الْقُرُود فَإنْهُم فِي الْمَحْشَر تُظْهِر حَقِيْقَتُهُم وتَتَجِسْم فَيُحْشَرُوْن قُرُوْدا .
إِمَّا الْفَوْج الْثَّانِي :وَهُم الَّذِيْن عَلَى هَيْئَة الْخَنَازِيْر فَهُم آَكِلَة الْحَرَام وَضَعُوُا الْدِّيْن وَالْأِنْصاف جَانِبَا
وَأَكَلُوُا كُل شَيْء تَقْع عَلَيْه عَيَّنَهُم وَإِن كَان حَرَام مِثْل الْخِنْزِيْر الَّذِي طَعَامِه الْقَذَارَة
لِذَلِك آَكُل الْحَرَام يُشْبِه الْخِنْزِيْر فِي طَلَبِه لِلْنَّجِس وَالْحَرَام فَيَحْشُر عَل هَيْئَتَه .
إِمَّا الْفَوْج الْثَّالِث :وَهُم الْمَّنِكِسُون عَلَى رُؤُسِهِم وَأَرْجُلُهُم إِلَى الْأَعْلَى
وَهُم الْمُرَابُوْن فَلَم يَكُوْنُوْا فِي الْدُّنْيَا يَمْشُوْن كَمَا أَرَاد الْلَّه لَهُم مَشِيْئَة
سويّة فَتَجَسَّم ذَلِك يَوْم الْقِيَامَة بَان يُحْشَرُوْن مَّنِكِسُون كَم هُو بَاطِنِهِم .
إِمَّا الْفَوْج الْرَّابِع: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَهُم يَلُوْكُوْن أَلْسِنَتَهُم
لَا يَفْتُرُون وَيَخْرُج مِن أَفْوَاهِهِم الْصَّدِيد وَالْدَّم ، أُوْلَئِك هُم الْقُضَاة الَّذِيْن لَا يَحْكُمُوْن بِالْعَدْل وَالْعُلَمَاؤ الَّذِيْن لَا تُطَابِق أَعْمَالُهُم أَقْوَالَهُم
أَي أَنَّهُم يَعْرِفُوْن الْحَلْا وَالْحَرَام وَيَعَض الْنَّاس لَكِنَّه لَا يُطَبِّق ذَلِك وَهُو مِن أَكْثَر الْنَّاس حَسَّة لِأَن مَن سَمِع كَلَامَه وَنَفْدِه دَخَل الْجَنَّة وَهُو دَخَل الْنَّار .
إِمَّا الْفَوْج الْخَامِس: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن عُمْيَانا وَهُم الَّذِيْن يَحْكُمُوْن بِغَيْر حَق وَيَظْلِمُوْن الْعِبَاد .
إِمَّا الْفَوْج الْسَّادِس: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن صُمّا وَهُم الْمَغْرُوْرُوْن بِأَنْفُسِهِم وَالمُعْجَبُون بِأَعْمَالِهِم حَتَّى يَخْرُجُوْن عَن حُدُوْد الشّعَوَرَبِالْعُبُودِيّة .
إِمَّا الْفَوْج الْسَّابِع: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن مُقَطَّعَة أَيْدِيَهِم وَأَرْجُلُهُم وَهُم الَّذِيْن يُؤْذُوْن جِيْرَانَهُم .
إِمَّا الْفَوْج الْثَّامِن: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَرَائِحَة نَتِنَة تَنْبَعِث مِن فَرَوُجُوَهُم كَأَنَّهَا جِيْفَة مَيْتَة وَهُم الَّذِيْن
أَسْتَمْتِعُوْا بِالْشَّهَوَات وَالْمَلَذَّات الْمُحَرَّمَة وَلَم يَتَوَارَعُوا عَنْهَا وَلَم يُعْطُوْا حَق الْلَّه فِي أَمْوَالِهِم .
إِمَّا الْفَوْج الْتَّاسِع: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَهُم مصْلُوبُون عَلَى جَدُوع مِن نَار وَهُم الْسُّعَاة بِالْنَّاس إِلَى الْسُّلْطَان
أَي الْوُشَاة الَّذِيْن يَجْرُوْن الْمَصَائِب عَلَى الْنَّاس بِسَبَب وِشَايْتِهُم لَدَى الْحُكَّام .
إِمَّا الْفَوْج الْعَاشِر: وَهُم الَّذِيْن يُحْشَرُوْن وَهُم يَلْبِسُوْن سَرَابِيل مِن الْنَّار مِن رُؤُوْسِهِم إِلَى أَقْدَامِهْم وَهُم الْمُتَكَبِّرُوْن وَالْمُخْتَالُون.
كِتَاب الْنَّهْضَة الْحُسَيْنِيَّة وِيلِيّة الْدَار الْآَخِرَة
لِلْسَّيِّد دَسْتَغِيْب رَحِمَه الْلَّه ..~
تعليق