وظائفنا تجاه الاموات
زيارة اهل القبور
عن امير المؤمنين علي عليه السلام من دخل على اهل القبور وقرأ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اَلسَّلامُ عَلى اَهْلِ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ .. مِنْ اَهْلِ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
يا اَهْلَ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ .. بِحَقِّ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
مِنْ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
يا لا اِلهَ اِلا اللَّهُ .. بِحَقِّ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
وَاحْشُرْنا فى زُمْرَةِ مَنْ قالَ
لا اِلهَ اِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِىُّ وَلِىُّ اللَّهِ
اعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة ومحا عنه وعن والديه سيآت خمسين سنة
من وظائفنا اتجاه الاموات
ابراء الذمة لهم
اهداء الخيرات لهم
زيارة قبورهم
صلاة قضاء ما في الذمة
ممكن ان ننوي عند صلاتنا قضاء ما ذمتنا ان اطماننا انه لم يبقى في ذمتنا صلاة لم نقضيها مما فاتنا ان ننوي على نحو الترديد في المنوي ... لا على نحو الترديد في النية
اقضي هذه الصلوات عن نفسي
ان لم تكن في ذمتي صلوات فهي قضاء عن والدي
ان لم يكن في ذمة والدي قضاء فهو عن والدتي
عن الإمام علي بن موسى الرِّضا عليه السلام: مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على القبر وقرء «إنّا أنْزَلْنَاه» (7) مرّات، أمن يوم الفزع الأكبر
مَن قرء «إنّا أنْزَلْناه» عند قبر مؤمن (7) مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره ويكتب [له] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة
• تقرء بعد «الحمد»
• و«إنّا أنْزَلْناه» (7) مرات
• و«المعَوَّذَتَين» و«قُلْ هُوَ الله أحَد» و«آية الكُرْسيّ» ثلاثاً ثلاثاً
سأل أبا عبد الله عليه السلام: كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟
فأشارَ سلام الله عليه بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من مر على المقابر وقرأ (قل هو الله أحد) (11) مرة، ثم وهب أجره للأموات، أعطي من الأجر بعدد الأموات
إذا العبد وضع يده على رؤوس القبور وقال:
1. اللهم اغفر له فانه افتقر إليك
2. ويقرأ (فاتحة الكتاب)
3. و (11) مرة ( قل هو الله أحد)
• نوّر الله قبر ذلك الميت، ووسّع عليه قبره مد بصره
• ورجع هذا الداعي من رأس القبر مغفوراً له الذنوب
• فإن مات في يومه إلى مائة يوم مات شهيداً وله ثواب الشهداء
• فإن الله تعالى يحب العبد الناصح لأهل القبور
• فمن نصحهم بالدعاء أو الصدقة أوجب له الجنة بغير حساب
قال أبا عبد الله عليه السلام: كان رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول ـ ثلاثاً «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ» ـ وثلاثاً ـ «رَحِمَكُمُ الله»، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول : هؤلاء خيرُ منكم
فيقولون: يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟
فيقول: إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ، وأنتم تَبقون بعدي، ولا أدري ما تُحدثون بعدي
دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً ـ ومعه أصحابه ـ فنادى :
يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ، وَيا أهْلَ الهُمُود، أمّا أخْبارُ ما عِنْدَنا: فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟!!
ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال عليه السلام: أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا: لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ (خَيرُ الزَّاد التَّقْوى)
سأل الامام الحسين عليه السلام: المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره؟
فقال عليه السلام: نَعَم؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ
عن عبد الله بن سِنان «قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟
قال ابا عبد الله عليه السلام: نَعَم؛ تقول : السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
عن عَمْرو بن أبي المِقدام، عن أبيه قال: مَرَرتُ مع أبي جعفر عليه السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة
فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيع
فوقف عليه السلام عليه وقال : اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ
عن جرَّاح المدائنيِّ قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام: كيف التّسليم على أهل القبور؟
قال عليه السلام تقول: السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ، وَإنّا إنْ شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال: السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
قام أبو جعفر عليه السلام على قبر رجلٍ فقال: اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِس وَحْشَتَهُ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: إِذا نظرت إلى المقابر فقل: السلام عليكم يا أهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات، انتم لنا سلف ونحن لكم تبع، ونحن على آثاركم واردون، نسأل الله الصلاة على محمّد وآله والمغفرة لنا ولكم
مرَّ عليُّ أمير المؤمنين عليه السلام على القبور فأخذ في الجادّة، ثمَّ قال عن يمينه: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
ثمَّ التفت عن يساره عليه السلام فقال: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
أحاديث وروايات كثيرة تشير على أن الميت ينتفع بعد موته:
1. بأعماله الصالحة
2. وكذلك ينتفع بما يهديه الحي إليه
وفي الروايات أن الميت يزور اهله كل ليلة جمعة وقيل كل شهر وكل سنة وكذلك يزور الميت أهله أول ثلاث ايام بعد موته وكذلك بعد سبعة أيام وكذلك بعد مرور 40 يوم وبعد سنة من موته...
حياة البرزخ
قال تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ
قال الراوي: وما البرزخ؟
قال عليه السلام: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة .
قال الإمام علي بن الحسين (ع): إن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
ما ورد بأنهم يسمعون المتكلم معهم
عن النبي (صلّى الله عليه وآله) حينما وقف على قليب بدر فقال للمشركين الذين قتلوا يومئذ وقد ألقوا في القليب:
لقد كنتم جيران سوء لرسول الله أخرجتموه من منزله وطردتموه ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه فقد وجدتُ ما وعدني ربي حقّاً
فقال عمر: يا رسول الله ما خطابك لهام قد صديت
فقال له: مه يا ابن الخطاب فو الله ما أنت بأسمع منهم وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلاّ أن أعرض بوجهي هكذا عنهم
إن الموتى يأتون في كل جمعة من شهر رمضان فيقفون وينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكياً: يا أهلاه ويا ولداه ويا قرابتاه إعطفوا علينا بشيء يرحمكم الله واذكرونا ولا تنسونا بالدعاء وارحموا علينا (كذا) وعلى غربتنا فإنا قد بقينا في سجن ضيق وغم طويل وشدة فارحمونا ولا تبخلوا بالدعاء والصدقة لنا لَعلَّ الله يرحمنا قبل أن تكونوا مثلنا فواحسرتاه قد كنا قادرين مثل ما أنتم قادرون فيا عباد الله اسمعوا كلامنا ولا تنسونا فإنكم ستعلمون غداً فإن الفضول التي في أيديكم كانت في أيدينا فكنا لا ننفق في طاعة الله ومنعنا عن الحق فصار وبالاً علينا ومنفعة لغيرنا فاعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسرة ثم ينادون : ما أسرع ما تبكون على أنفسكم ولا ينفعكم كما نحن نبكي ولا ينفعنا فاجتهدوا قبل أن تكونوا مثلنا .
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: أهدوا لموتاكم
فقلنا: يا رسول الله وما هدية الأموات ؟
قال : الصدقة و الدعاء
وقال: إن أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمي وأقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا .
.
وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه: اعطفوا علينا بدرهم، برغيف، أو بكسوة يكسوهم (يكسوكم) الله من لباس الجنة
ثم بكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكينا فلم يستطع النبي أن يتكلم من كثرة بكائه ثم قال:
أولئك إخوانكم في الدين فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم فينادون بالويل والثبور على أنفسهم يقولون يا ويلنا لو أنفقنا ما في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة وندامة وينادون أسرعوا صدقة الأموات .
قال العلامة المجلسي في كتاب زاد المعاد:
ينبغي للمرء أن لا ينشغل عن ذكر الأموات فإنهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة والخيرات
• وهم يأملون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين
• يترقبون إحسانهم
• ولا سيما دعاؤهم في صلاة الليل
وعلى المرء أن يخص والديه في دعائه:
1. في أعقاب الفرائض
2. وفي المشاهد الشريفة
3. وأن يعمل لهما الصالحات من الأعمال
ففي الحديث: رُبَّ رجل يكون عاقاًّ لوالديه في حياتهما ويُكتب بارّاً لهما بعد وفاتهما لما عمل عنهما من الصالحات ... ورُبَّ رجل بارّاً في حياتهما فيُكتب بعد وفاتهما عاقّاً لهما لتوانيه فيما ينبغي أن يعمل عنهما من الأعمال
وأهم ما يسدي به إلى الأبوين وإلى سائر ذوي القربى:
1. أن يؤدي ديونهم
2. وأن يُبرئهم مما في ذمتهم من حقوق الله وحقوق خلقه
3. فيجتهد في أن يؤدي عنهم الحج وغيره مما قد فاتهم من العبادات ويجوز له الإستئجار .
وفي الصحيح أن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: كان يصلي عن ولده في كل ليلة ركعتين وعن والديه في كل يوم ركعتين
يقرأ في الأولى بعد الحمد إنا أنزلناه مرة واحدة وفي الثانية بعد الحمد إنا أعطيناك الكوثر مرة واحدة ....
فسأله الراوي هل يجوز أن يشرك اثنان من الأموات في ركعتي الصلاة
فأجابه عليه السلام: بلى
وقال عليه السلام: أن الميت ليفرح بالدعاء والإستغفار كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه .
وفي بعض الأحاديث أنه إذا تصدق الرجل بنية الميت
أمر الله جبرئيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك في كل ملك طبق فيحملون إلى قبره
ويقولون: السلام عليك يا ولي الله هذه هدية فلان ابن فلان المؤمن إليك
فيتلألأ قبره
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً أضعف له أجره (أي صار مضاعفاً) ونفع الله به الميت.
قال النبي (صلّى الله عليه وآله): ما تصدّقت لميت، فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات، ثم يقوم على شفير الخندق
فينادي: السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم اهدوا إليكم بهذه الهدية، فيأخذها ويدخل بها في قبره، فيوسع عليه مضاجعه
وقال اهل البيت سلام الله عليهم: الا من أعطف لميت بصدقة، فله عند الله من الآجر مثل أحد، ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلاّ ظل العرش، وحي وميت نجى بهذه الصدقة
قال رجل لأبي ذر (رحمه الله): ما لنا نكره الموت؟
قال ابو ذر رحمه الله: لأنَّكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب .
قيل له: كيف ترى قدومنا على الله؟
قال ابو ذر رحمه الله: أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأمّا المسيء فكالابق يقدم على مولاه.
قال : فكيف ترى حالنا عند الله تعالى ؟
قال ابو ذر رحمه الله: اعرضوا أعمالكم على الكتاب، إِنّ الله تبارك وتعالى يقول: ( إِنَّ الأبرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفُجّارَ لَفِي جَحِيم )
قال الرجل : فأين رحمة الله ؟
قال ابو ذر رحمه الله: ( إنً رَحمةَ اللهِ قَرِيب مِّنَ المُحسِنينَ )
وقيل للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: صف لنا الموت؟
فقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: للمؤمن كأطيب ريح يشمه، فينعس بطيبه، وينقطع التعب والألم كله ... وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب، أو اشد
قيل: فإن قوماً يقولون: أنَّه أشدًّ من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، ورضخ بالاحجار، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق
قال عليه السلام: كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين، ألا ترون منهم من يعاني تلك الشدائد؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا، وهو أشد من عذاب الدنيا
قيل له: فما لنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفي وهو يتحدث ويضحك ويتكلم، وفي المؤمنين أيضاً من يكون كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟
فقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:
ما كان من راحة المؤمنِ هناك فهو عاجل ثوابه وما كان من شدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الاخرة نقياَ نظيفاً مستحقاً لثواب الأبد لا مانع له دونه .
وما كان من سهولة على الكافر
فليوفى أجر حسناته في الدنيا، وليرد الآخرة - وليس له إلاّ ما يوجب عليه العذاب وما كان من شدة هناك على الكافر، فهو ابتداء عقاب الله له بعد نفاد حسناته ذلكم بأن الله عدل لا يجور
دخل الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت، وهو لا يجيب داعياً
فقالوا له: يا ابن رسول الله، وددنا لو عرفنا كيف الموت، وكيف حال صاحبنا؟
فقال (عليه السلام) : الموت هو المصفّاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر الم يصيبهم كفّارة اخر وزر بقي عليهم
ويصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون اخر لذة أو نعمة أو راحة تلحقهم وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم
وأمّا صاحبكم هذا، فقد نخل من الذنوب نخلاً، وصفّي من الاثام تصفية، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد
زيارة اهل القبور
عن امير المؤمنين علي عليه السلام من دخل على اهل القبور وقرأ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اَلسَّلامُ عَلى اَهْلِ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ .. مِنْ اَهْلِ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
يا اَهْلَ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ .. بِحَقِّ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
مِنْ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
يا لا اِلهَ اِلا اللَّهُ .. بِحَقِّ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلهَ اِلا اللَّهُ
وَاحْشُرْنا فى زُمْرَةِ مَنْ قالَ
لا اِلهَ اِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِىُّ وَلِىُّ اللَّهِ
اعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة ومحا عنه وعن والديه سيآت خمسين سنة
من وظائفنا اتجاه الاموات
ابراء الذمة لهم
اهداء الخيرات لهم
زيارة قبورهم
صلاة قضاء ما في الذمة
ممكن ان ننوي عند صلاتنا قضاء ما ذمتنا ان اطماننا انه لم يبقى في ذمتنا صلاة لم نقضيها مما فاتنا ان ننوي على نحو الترديد في المنوي ... لا على نحو الترديد في النية
اقضي هذه الصلوات عن نفسي
ان لم تكن في ذمتي صلوات فهي قضاء عن والدي
ان لم يكن في ذمة والدي قضاء فهو عن والدتي
عن الإمام علي بن موسى الرِّضا عليه السلام: مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على القبر وقرء «إنّا أنْزَلْنَاه» (7) مرّات، أمن يوم الفزع الأكبر
مَن قرء «إنّا أنْزَلْناه» عند قبر مؤمن (7) مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره ويكتب [له] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة
• تقرء بعد «الحمد»
• و«إنّا أنْزَلْناه» (7) مرات
• و«المعَوَّذَتَين» و«قُلْ هُوَ الله أحَد» و«آية الكُرْسيّ» ثلاثاً ثلاثاً
سأل أبا عبد الله عليه السلام: كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟
فأشارَ سلام الله عليه بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من مر على المقابر وقرأ (قل هو الله أحد) (11) مرة، ثم وهب أجره للأموات، أعطي من الأجر بعدد الأموات
إذا العبد وضع يده على رؤوس القبور وقال:
1. اللهم اغفر له فانه افتقر إليك
2. ويقرأ (فاتحة الكتاب)
3. و (11) مرة ( قل هو الله أحد)
• نوّر الله قبر ذلك الميت، ووسّع عليه قبره مد بصره
• ورجع هذا الداعي من رأس القبر مغفوراً له الذنوب
• فإن مات في يومه إلى مائة يوم مات شهيداً وله ثواب الشهداء
• فإن الله تعالى يحب العبد الناصح لأهل القبور
• فمن نصحهم بالدعاء أو الصدقة أوجب له الجنة بغير حساب
قال أبا عبد الله عليه السلام: كان رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول ـ ثلاثاً «السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ» ـ وثلاثاً ـ «رَحِمَكُمُ الله»، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول : هؤلاء خيرُ منكم
فيقولون: يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟
فيقول: إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ، وأنتم تَبقون بعدي، ولا أدري ما تُحدثون بعدي
دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً ـ ومعه أصحابه ـ فنادى :
يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ، وَيا أهْلَ الهُمُود، أمّا أخْبارُ ما عِنْدَنا: فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟!!
ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال عليه السلام: أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا: لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ (خَيرُ الزَّاد التَّقْوى)
سأل الامام الحسين عليه السلام: المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره؟
فقال عليه السلام: نَعَم؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ
عن عبد الله بن سِنان «قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟
قال ابا عبد الله عليه السلام: نَعَم؛ تقول : السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
عن عَمْرو بن أبي المِقدام، عن أبيه قال: مَرَرتُ مع أبي جعفر عليه السلام بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة
فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيع
فوقف عليه السلام عليه وقال : اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ
عن جرَّاح المدائنيِّ قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام: كيف التّسليم على أهل القبور؟
قال عليه السلام تقول: السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ، وَإنّا إنْ شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال: السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
قام أبو جعفر عليه السلام على قبر رجلٍ فقال: اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ، وَآنِس وَحْشَتَهُ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: إِذا نظرت إلى المقابر فقل: السلام عليكم يا أهل المقابر من المؤمنين والمؤمنات، انتم لنا سلف ونحن لكم تبع، ونحن على آثاركم واردون، نسأل الله الصلاة على محمّد وآله والمغفرة لنا ولكم
مرَّ عليُّ أمير المؤمنين عليه السلام على القبور فأخذ في الجادّة، ثمَّ قال عن يمينه: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
ثمَّ التفت عن يساره عليه السلام فقال: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ
أحاديث وروايات كثيرة تشير على أن الميت ينتفع بعد موته:
1. بأعماله الصالحة
2. وكذلك ينتفع بما يهديه الحي إليه
وفي الروايات أن الميت يزور اهله كل ليلة جمعة وقيل كل شهر وكل سنة وكذلك يزور الميت أهله أول ثلاث ايام بعد موته وكذلك بعد سبعة أيام وكذلك بعد مرور 40 يوم وبعد سنة من موته...
حياة البرزخ
قال تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ
قال الراوي: وما البرزخ؟
قال عليه السلام: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة .
قال الإمام علي بن الحسين (ع): إن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
ما ورد بأنهم يسمعون المتكلم معهم
عن النبي (صلّى الله عليه وآله) حينما وقف على قليب بدر فقال للمشركين الذين قتلوا يومئذ وقد ألقوا في القليب:
لقد كنتم جيران سوء لرسول الله أخرجتموه من منزله وطردتموه ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه فقد وجدتُ ما وعدني ربي حقّاً
فقال عمر: يا رسول الله ما خطابك لهام قد صديت
فقال له: مه يا ابن الخطاب فو الله ما أنت بأسمع منهم وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلاّ أن أعرض بوجهي هكذا عنهم
إن الموتى يأتون في كل جمعة من شهر رمضان فيقفون وينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكياً: يا أهلاه ويا ولداه ويا قرابتاه إعطفوا علينا بشيء يرحمكم الله واذكرونا ولا تنسونا بالدعاء وارحموا علينا (كذا) وعلى غربتنا فإنا قد بقينا في سجن ضيق وغم طويل وشدة فارحمونا ولا تبخلوا بالدعاء والصدقة لنا لَعلَّ الله يرحمنا قبل أن تكونوا مثلنا فواحسرتاه قد كنا قادرين مثل ما أنتم قادرون فيا عباد الله اسمعوا كلامنا ولا تنسونا فإنكم ستعلمون غداً فإن الفضول التي في أيديكم كانت في أيدينا فكنا لا ننفق في طاعة الله ومنعنا عن الحق فصار وبالاً علينا ومنفعة لغيرنا فاعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسرة ثم ينادون : ما أسرع ما تبكون على أنفسكم ولا ينفعكم كما نحن نبكي ولا ينفعنا فاجتهدوا قبل أن تكونوا مثلنا .
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: أهدوا لموتاكم
فقلنا: يا رسول الله وما هدية الأموات ؟
قال : الصدقة و الدعاء
وقال: إن أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمي وأقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا .
.
وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه: اعطفوا علينا بدرهم، برغيف، أو بكسوة يكسوهم (يكسوكم) الله من لباس الجنة
ثم بكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكينا فلم يستطع النبي أن يتكلم من كثرة بكائه ثم قال:
أولئك إخوانكم في الدين فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم فينادون بالويل والثبور على أنفسهم يقولون يا ويلنا لو أنفقنا ما في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة وندامة وينادون أسرعوا صدقة الأموات .
قال العلامة المجلسي في كتاب زاد المعاد:
ينبغي للمرء أن لا ينشغل عن ذكر الأموات فإنهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة والخيرات
• وهم يأملون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين
• يترقبون إحسانهم
• ولا سيما دعاؤهم في صلاة الليل
وعلى المرء أن يخص والديه في دعائه:
1. في أعقاب الفرائض
2. وفي المشاهد الشريفة
3. وأن يعمل لهما الصالحات من الأعمال
ففي الحديث: رُبَّ رجل يكون عاقاًّ لوالديه في حياتهما ويُكتب بارّاً لهما بعد وفاتهما لما عمل عنهما من الصالحات ... ورُبَّ رجل بارّاً في حياتهما فيُكتب بعد وفاتهما عاقّاً لهما لتوانيه فيما ينبغي أن يعمل عنهما من الأعمال
وأهم ما يسدي به إلى الأبوين وإلى سائر ذوي القربى:
1. أن يؤدي ديونهم
2. وأن يُبرئهم مما في ذمتهم من حقوق الله وحقوق خلقه
3. فيجتهد في أن يؤدي عنهم الحج وغيره مما قد فاتهم من العبادات ويجوز له الإستئجار .
وفي الصحيح أن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: كان يصلي عن ولده في كل ليلة ركعتين وعن والديه في كل يوم ركعتين
يقرأ في الأولى بعد الحمد إنا أنزلناه مرة واحدة وفي الثانية بعد الحمد إنا أعطيناك الكوثر مرة واحدة ....
فسأله الراوي هل يجوز أن يشرك اثنان من الأموات في ركعتي الصلاة
فأجابه عليه السلام: بلى
وقال عليه السلام: أن الميت ليفرح بالدعاء والإستغفار كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه .
وفي بعض الأحاديث أنه إذا تصدق الرجل بنية الميت
أمر الله جبرئيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك في كل ملك طبق فيحملون إلى قبره
ويقولون: السلام عليك يا ولي الله هذه هدية فلان ابن فلان المؤمن إليك
فيتلألأ قبره
قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً أضعف له أجره (أي صار مضاعفاً) ونفع الله به الميت.
قال النبي (صلّى الله عليه وآله): ما تصدّقت لميت، فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات، ثم يقوم على شفير الخندق
فينادي: السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم اهدوا إليكم بهذه الهدية، فيأخذها ويدخل بها في قبره، فيوسع عليه مضاجعه
وقال اهل البيت سلام الله عليهم: الا من أعطف لميت بصدقة، فله عند الله من الآجر مثل أحد، ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلاّ ظل العرش، وحي وميت نجى بهذه الصدقة
قال رجل لأبي ذر (رحمه الله): ما لنا نكره الموت؟
قال ابو ذر رحمه الله: لأنَّكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب .
قيل له: كيف ترى قدومنا على الله؟
قال ابو ذر رحمه الله: أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأمّا المسيء فكالابق يقدم على مولاه.
قال : فكيف ترى حالنا عند الله تعالى ؟
قال ابو ذر رحمه الله: اعرضوا أعمالكم على الكتاب، إِنّ الله تبارك وتعالى يقول: ( إِنَّ الأبرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفُجّارَ لَفِي جَحِيم )
قال الرجل : فأين رحمة الله ؟
قال ابو ذر رحمه الله: ( إنً رَحمةَ اللهِ قَرِيب مِّنَ المُحسِنينَ )
وقيل للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: صف لنا الموت؟
فقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: للمؤمن كأطيب ريح يشمه، فينعس بطيبه، وينقطع التعب والألم كله ... وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب، أو اشد
قيل: فإن قوماً يقولون: أنَّه أشدًّ من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، ورضخ بالاحجار، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق
قال عليه السلام: كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين، ألا ترون منهم من يعاني تلك الشدائد؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا، وهو أشد من عذاب الدنيا
قيل له: فما لنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفي وهو يتحدث ويضحك ويتكلم، وفي المؤمنين أيضاً من يكون كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟
فقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:
ما كان من راحة المؤمنِ هناك فهو عاجل ثوابه وما كان من شدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الاخرة نقياَ نظيفاً مستحقاً لثواب الأبد لا مانع له دونه .
وما كان من سهولة على الكافر
فليوفى أجر حسناته في الدنيا، وليرد الآخرة - وليس له إلاّ ما يوجب عليه العذاب وما كان من شدة هناك على الكافر، فهو ابتداء عقاب الله له بعد نفاد حسناته ذلكم بأن الله عدل لا يجور
دخل الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت، وهو لا يجيب داعياً
فقالوا له: يا ابن رسول الله، وددنا لو عرفنا كيف الموت، وكيف حال صاحبنا؟
فقال (عليه السلام) : الموت هو المصفّاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر الم يصيبهم كفّارة اخر وزر بقي عليهم
ويصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون اخر لذة أو نعمة أو راحة تلحقهم وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم
وأمّا صاحبكم هذا، فقد نخل من الذنوب نخلاً، وصفّي من الاثام تصفية، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد
تعليق