إسلامُنا العَظيم ودَرُوس العَطاء
إنَ المجَتمع الإسلامي نُموذجُ حَي ونمطُ مثالي بَين المُجتمعات العالمية المتحضرة، بخصائصه الرفيعة، ومزاياه الحميدة التي جعلته يتصدر المفاخر والأمجاد، وانشأت من أفراده أسرة إسلامية مرصوصة الصف، مرهوبة الجانب، موصوفة بالفضائل والمكرمات.
حوت كل ذلك، وصورته تصويراً رائعاً يستهوي العقول والقلوب ويقنع الضمائر حتى باركها اللّه واصطفاها بين العقائد والاديان.
(ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران: 85)
وشريعته الغراء، تلك التي تكاملت بها شرائع السماء وبلغت قمة الوحي الالهي ما جعلها الشريعة الخالدة عبر الحياة، والدستور الامثل للبشرية جمعاء، حتى اصبحت طابعاً مميزاً للمسلم الحق كما وصفه الرسول الاعظم صلى اللّه عليه وآله بقوله: (المؤمن من امنه الناس على اموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات).
وكان مثلاً رفيعاً في آدابه الاجتماعية:
قال امير المؤمنين عليه السلام: (يا بني اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب ان تُظلم، واحسن كما تحب ان يُحسن اليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قلّ ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب ان يقال لك).
وكان فريداً في تآخيه: فقد اعلن مبدأ المؤاخاة وحققه بين افراده بأسلوب لم تستطع تحقيقه سائر الشرائع والمبادئ (انما المؤمنون اخوة) (الحجرات:10) واصبح المجتمع اسرة واحدة تستشعر روح الإخاء، وتتجاوب في عواطفها ومشاعرها، وكان ذلك من اعظم منجزات الاسلام وفتوحاته الاصلاحية.
فأينَ نحن اليوم من جميع هذه المفاخر والإنجازات التي بات الآخر يتفاخر بها ونحن أهل الدار أصبحنا نستجدي قوانين ونظم نُسَير بها مجتمعاتنا التي بات الآخر يصنفها ثالثة ونامية ومتخلفة، فهذه هي النتيجية الواقعية لإبتعادنا عن جادة الصواب !!
تعليق