كثير منا ـ ان لم نقل جميعنا ـ يقع في السيئات والمعاصي ، وبعضنا يسارع للتوبة والاستغفار ، وآخرون يسوّفون ويؤخرون توبتهم ويؤجلون اسغفارهم الى وقت آخر ، لا بل أن البعض منا ينسى ذنوبه التي احتطبها على ظهره ، وسيئاته التي اقترفها بجريرته ، لا بل يتمادى الى أكثر من ذلك ، فيلهو ويلعب ويثرثر ، ويغفل أو يتغافل عن جبال من السيئات التي تنتظره ، ولا يدري في اي لحظة يقبل عليها ، وينقلب اليها !!!!
فالى متى نبق في هذا الوهم ، ولا نستفيق من هذه الغفلة ، ولا ننهض من هذا السبات ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
وقد ذكر العلامة المجلسي (أعلى الله مقامه) في كتابه البحار هذه الرواية التي قد تنفعنا في المقام ، ثم أورد بعدها بيانا لأهم مفرداتها :
( عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
« كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
" لا تبدين عن واضحة، وقد عملت الاعمال الفاضحة، ولا يأمن البيات من عمل السيئات " »
بيان: " لا تبدين عن واضحة " الابداء الاظهار وتعديته بعن لتضمين معنى الكشف، وفي الصحاح والقاموس والمصباح الواضحة الاسنان تبدو عند الضحك وفي القاموس فضحه كمنعه كشف مساويه، اي لا تضحك ضحكا يبدو به أسنانك ويكشف عن سرور قلبك، وقد عملت أعمالا قبيحة افتضحت بها عند الله، وعند ملائكته، وعند الرسول والائمة "عليهم السلام "، ولا تدري أغفر الله لك أم يعذبك عليها ؟ ولذا كان من علامة المؤمنين أن ضحكهم التبسم ويؤيده ما روي عنه عليه السلام لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، لكن البشر في الجملة مطلوب كما مر أن بشره في وجهه وحزنه في في قلبه،
وقوله: " وقد عملت " جملة حالية " ولا يأمن البيات " ، والمراد بالبيات نزول الحوادث عليه ليلا، أو غفلة وإن كان بالنهار، في المصباح: البيات بالفتح الاغارة ليلا وهو اسم من بيته تبييتا وبيت الامر دبره ليلا )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 70 / ص 317)
تعليق