عَدالة الحق
استقبل الضعفاء والمحرومين خلافة الإمام بالغبطة والسرور، وتلقتها الطبقة الأرستقراطية من قريش بالحقد والكراهية، وكان المناخ الاجتماعي في المدينة يضم أهل الورع والتقوى يعتضد بهم الإمام ، ويضم أيضاً أهل النفاق والشقاق فيضيق بهم الإمام.
وتحشد الطامعون بالأمر يجمعون شتاتهم ويعلنون عصيانهم، وكانت الحجاز والكوفة والبصرة واليمن في طاعة الإمام حينما بويع له، وكان أمر الشام لا يريد أن يستقيم للإمام ، ففي الشام معاوية لعنه الله، ومن الإمكان أن يتظاهر طالباً بدم عثمان، وأن يأوى إليه المردة من أعداء الإمام.
وأصحاب الدنيا ممن فارق أو سيفارق الإمام، وقد بدت علائم ذلك تظهر في الأفق تدريجياً وبانتظام، فها هو يترصد في البيعة بل يتلكأ عنها، فمعاوية يدير أمره بدقة وحذر شديدين، ويحكم أمره بأناة وصبر طويلين، وهو لا يتورع من الإغراءوالبهتان وتسخير المال، وشراء الرجال إزاء السلطان.
الإمام استقبل تخطيطه في ضوء الإسلام وبهدي القرآن وأضواء السنة بكثير من التقوى والورع، فأسند الولاية لأصحابها، وكان جديراً بأن يختار الأمثل فالأمثل وقد فعل هذا بكل أمانة.
كيف لا وهو القائل في حقه رسول الله صلى الله عليه وآله (علي مع الحق والحق مع علي)، وهيئات أن يركن أبو الحسنين عليه السلام لأساليب الغدر أو شراء الذمم ...
فهو الصراط المستقيم وسفينة النجاة من أراد نعيم الأخرة ورضا الله تمسك بنهجه وولايته هو وأهل بيته من بعده ومن أبى فلا ثواب أو جزاء ينتظره سوى شقاء في الدنيا وسعير في الآخرة .
تعليق