كثيرة هي الأعمال المستحبة التي يحبها الله تعالى من عباده ليثيبهم عليها ، ومنها الصبر على مكاره الدنيا والحلم عن الجاهلين ، والإخلاص لله تعالى ، والحب لله وزيارة الأخوان والبذل في سبيل الله تعالى
فمن واظب على هذه الأعمال صار من جيران الله تعالى .
ولا نقصد ـ هنا ـ المجاورة المكانية ؛ لأنه سبحانه لايحويه مكان ، بل المقصود هو القرب من الرحمة الالهية ، وهو علو المنزلة ، وسمو المرتبة ، والله العالم ..
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قال:
" إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيدٍ واحدٍ ونادى منادٍ من عند الله يسمع آخرهم كما يسمع أولهم يقول:
أين أهل الصبر ؟
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم، ما كان صبركم هذا الذي صبرتم فيقولون:
صبّرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبّرناها عن معصيته "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينادي مناد من عندالله: صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" ثم ينادي مناد آخر يسمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين أهل الفضل ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم الملائكة فيقولون: ما فضلكم هذا الذي ترديتم به ؟ فيقولون: كنا يجهل علينا في الدنيا فنحتمل ويساء إلينا فنعفوا "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينادي مناد من عند الله تعالى صدق عبادي،خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" ثم ينادي مناد من الله عزوجل يسمع آخرهم كما يسمع أولهم فيقول: أين جيران الله (جل جلاله) في داره ؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة فيقولون لهم: ما كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟ فيقولون: كنا نتحاب في الله (عزوجل)، ونتباذل في الله، ونتوازر في الله "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينادي مناد من عند الله تعالى: صدق عبادي خلوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنة بغير حساب "
قال(صلى الله عليه وآله ) :
" فينطلقون إلى الجنة بغير حساب "
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) :
" فهؤلاء جيران الله في داره يخاف الناس ولا يخافون، ويحاسب الناس ولا يحاسبون "
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 7 / ص 171)
تعليق