بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عند قراءة كتب الاخلاق نجد بعض المصطلاحات الاخلاقيه كالمشارطه والمراقبه والمحاسبه , فما هو معنى هذه المصطلحات وماذا يريد منها علماء الاخلاق ؟
لمعرفة معنى هذه المصطلحات لابد لنا من وقفه مع هذا الحديث ليكون مقدمة وتذكرة لي وللمؤمنين :
روى الصدوق،بإسناده عن مولانا الصادق عليه السلام ، قال: بيْنَا رسول الله صلى الله عليه وآله ذاتَ يومٍ قاعداً إذْ أتاهُ جبرئيلُ وهو كئيبٌ حزينٌ متغيِّرُ اللَّون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياجبرئيل مَا لي أراكَ كئيباً حزيناً ؟ فقال: يا محمَّد فكيف لا أكونُ كذلك وإنَّما وُضِعَتْ منافيخُ جهنَّمَ اليومَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ومامنافيخُ جهنَّم يا جبرئيل؟ فقال: إنَّ الله تعالى أمرَ بالنَّار فأُوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتى احْمَرَّتْ، ثمَّ أمرَ بها فأُوْقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى ابْيَضَّتْ ثمَّ أمرَ بها فأُوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى اسودَّت وهي سوداءُ مظلِمَةٌ. فلو أنَّ حلقةً من السِّلْسلة الَّتي طولُهَا سبعون ذراعاً وُضِعَتْ على الدُّنْيا، لذابَتْ الدُّنْيا من حرِّها ولو أنَّ قطرةً من الزَّقُومٍ والضّريعِ قَطَرتْ في شرابِ أهلِ الدُّنْيا لماتوا من نَتنِها. قال: فَبكى رسول الله صلىالله عليه وآله وبكى جبرئيل فبعثَ الله إليهمَا ملكاً، فقال: إنَّ ربَّكُما يَقْرأكُما السَّلامَ ويقولُ: إنِّي أَمِنْتُكما مِنْ أَنْ تُذْنِبا ذَنْباً أُعَذِّبكُما عَلَيْهِ.
أما الجواب - بقدر فهمنا لها - هو
المشارطة :هي العزم المتقدِّم – في النفس - في أن لا يرتكب أيَّ معصية في هذا اليوم.
والقصد منها هو الإشتراط على النّفس وتذكيرها وتنبيهها،وأفضل الأوقات لها هو بعد صلاة الفَجر فيذكّر نفسه و يوصيها بأن تَتحرك في طريق الخَير و الصّلاح .
والمراقبة :وهو مُصطلح عند علماء الأَخلاق، يُطلق على «مراقبةالنّفس»، و هي مرحلةٌ تاليةٌ لمرحلة المُشارطة .
يعني أنّه يتوجّب على الإنسان، و بعد مُعاهدته و مُشارطته لنفسه بالطّاعة وتكون طوال مدَّة المشارطة في التصدِّي الدائم والمستمرّ لوسوسة الشيطان الرجيم وعدم السقوط في حبائله، ولابُدَّ في المراقبة من الحسم، قاطعاً الطريق أمام التردُّد والإغراء والمخادعة كمايفعل البعض بادِّعاء «المخارج الشرعية» فالله تعالى لا يُخدع في دينه.
وأما المحاسبة :فهي المرحلة التالية ينظر الإنسان فيها ماذا قدّم من أعمال حسنة، أو إرتكب من أعمال قبيحة، و يُفكر في ما بَدَر منه، من طاعة أو عصيان لله تعالى، أو لهوى النّفس. فيحاسب نفسه حساباً عسيراً، كالتّاجر الذي يحسب فوائده وعوائده من تجارته التي إتّجر بها، و هل عادت عليه بالنّفع أم الضرر؟. فكذلك السّائر إلى الله تعالى في خطّ الإيمان و التوبة، عليه أن يُحاسب نفسه بأدقّ ممّايفعله التاجر مع أمواله وتجارته.
فإنْ وَفَيْتَ في شرطك، فاشكرْ الله على ذلك، واثبتْ، فإنَّها نِعَمٌ تُضاف إلى نِعَم الله عليك، ومن بركات هذه الطاعات أنَّها سوف تتحوَّل إلى ملكات راسخة، وتُصبح طاعاتُك سهلةً يسيرة، بل تُرزق الأُنْس بالطاعة والتزام الأوامر.
وعندها تفهم جيداً ما عجز عن فهمه الكثير، من الكنوز الإلهية، ومنها، أنَّ كلَّ التكاليف هي تحت مقدورك، لأنَّ الله جلَّ جلاله لا يُكلِّف إلاَّ بالمقدور، وإن كان الشيطان وجُنْدُه يُصوِّرون ذلك على أنَّه صعبٌ عسير.
وأمَّا إنْ لم تكن وفياً - لا سمح الله - فاستغفر ربَّك وتُبْ إليه مباشرة بلاتسويف، لأنَّ التوبة واجبٌ فوري لا يجوز تأخيره ولو للدقائق التالية، وجدِّد العزم بيقين أكبر، واستصغار للدنيا وآلامها واستحضارٍ للآخرة ونعيمها.
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
جعلنا الله وأياكم من التائبين والمستغفرين والمنيبين الى الله عز وجل .
اللهم صل على محمد وآل محمد
عند قراءة كتب الاخلاق نجد بعض المصطلاحات الاخلاقيه كالمشارطه والمراقبه والمحاسبه , فما هو معنى هذه المصطلحات وماذا يريد منها علماء الاخلاق ؟
لمعرفة معنى هذه المصطلحات لابد لنا من وقفه مع هذا الحديث ليكون مقدمة وتذكرة لي وللمؤمنين :
روى الصدوق،بإسناده عن مولانا الصادق عليه السلام ، قال: بيْنَا رسول الله صلى الله عليه وآله ذاتَ يومٍ قاعداً إذْ أتاهُ جبرئيلُ وهو كئيبٌ حزينٌ متغيِّرُ اللَّون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياجبرئيل مَا لي أراكَ كئيباً حزيناً ؟ فقال: يا محمَّد فكيف لا أكونُ كذلك وإنَّما وُضِعَتْ منافيخُ جهنَّمَ اليومَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ومامنافيخُ جهنَّم يا جبرئيل؟ فقال: إنَّ الله تعالى أمرَ بالنَّار فأُوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتى احْمَرَّتْ، ثمَّ أمرَ بها فأُوْقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى ابْيَضَّتْ ثمَّ أمرَ بها فأُوقِدَ عليها ألفَ عامٍ حتَّى اسودَّت وهي سوداءُ مظلِمَةٌ. فلو أنَّ حلقةً من السِّلْسلة الَّتي طولُهَا سبعون ذراعاً وُضِعَتْ على الدُّنْيا، لذابَتْ الدُّنْيا من حرِّها ولو أنَّ قطرةً من الزَّقُومٍ والضّريعِ قَطَرتْ في شرابِ أهلِ الدُّنْيا لماتوا من نَتنِها. قال: فَبكى رسول الله صلىالله عليه وآله وبكى جبرئيل فبعثَ الله إليهمَا ملكاً، فقال: إنَّ ربَّكُما يَقْرأكُما السَّلامَ ويقولُ: إنِّي أَمِنْتُكما مِنْ أَنْ تُذْنِبا ذَنْباً أُعَذِّبكُما عَلَيْهِ.
أما الجواب - بقدر فهمنا لها - هو
المشارطة :هي العزم المتقدِّم – في النفس - في أن لا يرتكب أيَّ معصية في هذا اليوم.
والقصد منها هو الإشتراط على النّفس وتذكيرها وتنبيهها،وأفضل الأوقات لها هو بعد صلاة الفَجر فيذكّر نفسه و يوصيها بأن تَتحرك في طريق الخَير و الصّلاح .
والمراقبة :وهو مُصطلح عند علماء الأَخلاق، يُطلق على «مراقبةالنّفس»، و هي مرحلةٌ تاليةٌ لمرحلة المُشارطة .
يعني أنّه يتوجّب على الإنسان، و بعد مُعاهدته و مُشارطته لنفسه بالطّاعة وتكون طوال مدَّة المشارطة في التصدِّي الدائم والمستمرّ لوسوسة الشيطان الرجيم وعدم السقوط في حبائله، ولابُدَّ في المراقبة من الحسم، قاطعاً الطريق أمام التردُّد والإغراء والمخادعة كمايفعل البعض بادِّعاء «المخارج الشرعية» فالله تعالى لا يُخدع في دينه.
وأما المحاسبة :فهي المرحلة التالية ينظر الإنسان فيها ماذا قدّم من أعمال حسنة، أو إرتكب من أعمال قبيحة، و يُفكر في ما بَدَر منه، من طاعة أو عصيان لله تعالى، أو لهوى النّفس. فيحاسب نفسه حساباً عسيراً، كالتّاجر الذي يحسب فوائده وعوائده من تجارته التي إتّجر بها، و هل عادت عليه بالنّفع أم الضرر؟. فكذلك السّائر إلى الله تعالى في خطّ الإيمان و التوبة، عليه أن يُحاسب نفسه بأدقّ ممّايفعله التاجر مع أمواله وتجارته.
فإنْ وَفَيْتَ في شرطك، فاشكرْ الله على ذلك، واثبتْ، فإنَّها نِعَمٌ تُضاف إلى نِعَم الله عليك، ومن بركات هذه الطاعات أنَّها سوف تتحوَّل إلى ملكات راسخة، وتُصبح طاعاتُك سهلةً يسيرة، بل تُرزق الأُنْس بالطاعة والتزام الأوامر.
وعندها تفهم جيداً ما عجز عن فهمه الكثير، من الكنوز الإلهية، ومنها، أنَّ كلَّ التكاليف هي تحت مقدورك، لأنَّ الله جلَّ جلاله لا يُكلِّف إلاَّ بالمقدور، وإن كان الشيطان وجُنْدُه يُصوِّرون ذلك على أنَّه صعبٌ عسير.
وأمَّا إنْ لم تكن وفياً - لا سمح الله - فاستغفر ربَّك وتُبْ إليه مباشرة بلاتسويف، لأنَّ التوبة واجبٌ فوري لا يجوز تأخيره ولو للدقائق التالية، وجدِّد العزم بيقين أكبر، واستصغار للدنيا وآلامها واستحضارٍ للآخرة ونعيمها.
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
جعلنا الله وأياكم من التائبين والمستغفرين والمنيبين الى الله عز وجل .
تعليق