فلسفة الزواجين ( المتعة والمسيار )
بقلم الكاتب عباس العجرشي
تحقيق وتنقيح
حسين العجرشي
اقتضت الفلسفة الالهية على الطريقة المنفردة لذات الله سبحانه في كيفية تنسيق المعايير الكونية . كلا حسب حجمه الروحي والفسلجي والقابليات الجسدية والمعطيات الكونية . فتراه اعطى كلا الجنسين ( رجل وامرأة ) مفردات تعينه على كيفية التناغم الاسري والاجتماعي ( حقوق ) . وبنفس الكيفية جعل عليه خصائص تردف ما عليه تجاه نضيره الفسلجي التكويني الاخر ( واجبات ) .
فلو اطلنا النظر الى الانسجام الروحي والنفسي والجسدي الذي ابدعه الخالق سبحانه في قضية ( الزواج ) بكلتا حالاته كالزواج المنقطع بالنسبة للمذهب الامامي ؛ وكذلك زواج المسيار بالنسبة للمذهب السني . وهنا سيكون مجمل بحثنا فهو بحد ذاته ميزة الهية جبروتية عظمى تشكلت من قبل قادر عزيز لبث ايعاز خاصية الاستمرار التكويني الجيني بين جوقة هذه البشرية السمحاء وبأسس سهلة تفاديا للتشنجات العرفية والتنازعات القبلية والعصبيات الوحشية الزائفة التي اودت بأرواح الملايين في زمن العصور الجاهلية الاولى .
اما في عصرنا هذا وقد تقدم الفكر من جميع جوانبه . التربوي والاجتماعي والاسري وحتى الديني وغيره . ونحن لا يسعنا الا الاخذ بالاعتبار لجانب من جوانب الحياة ودراسته دراسة تحليلية في مجتمع يسوده حرية الراي واختلاف الديانات وطرق تعدد عملية الاستنباط فيها مع تجاذب الجهود وتنافرها على مثل هكذا مواضيع الاوهو جانب الزواجين ( المنقطع والمسيار ) بعيدين كل البعد عن الاختلافات العرفية او العقائدية حيث اشغلت فكر الكثير من رواد مجتمعاتنا ومثقفيهم . فتاتي من جانب ما يقال انه اي الزواجين سنة نبوية اسنها المشرع الاسلامي الاعلى وهو الله القدير سبحانه واكدها الرسول الاعظم ( صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين ) . ومن ناحية اخرى ترى الكثير منا اصابهم الشك والظنون واخذهما مأخذ الزنا . فلو امعنا النظر بخصائصهما كل على حدة تاركين الاشارة اليهما كزاوية حادة من زوايا الحياة المنفرجة الاخرى فقد جاء من مجمع الادلة على فرضية واحقية الزواج المنقطع قوله تعالى :
: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً» سورة النساء: الآية24
وفي تفسير الطبري (ج5ص19) والدر المنثور (ج2ص140) عن علي أمير المؤمنين سلام الله عليه: «لولا ان عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي». وفي مسند احمد (ج3، ص356و363) عن عمر أنه قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة الحج ومتعة النساء.
فهو قد أقرّ بكونها مباحة ومشروعة في عهد النبي صلى الله عليه وآله، ولكنه أراد فرض رأيه الخاصّ او حكم القياس في الدين مقابل حكم الله القائل: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ» سورة الحشر: الآية7 ومقابل قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: «حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة» (الحدائق الناضر، ج9، ص403).
زواج المتعة زواج شرعيّ ثابت بالكتاب والسنّة؛ قال تعالى: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً» سورة النساء وأما زواج المسيار فلم يعهد له اسم ولا رسم لا في القرآن الحكيم ولا في السنّة الشريفة ولا في السيرة الكريمة، وعليه: فإن تمّ حسب الضوابط الشرعية في الزواج فقد صح الزواج ، وإلا كان باطلا ً
وقد جاء أن حكمة تشريع الزواجين المتعة والمسيار، سدّ طريق الانحراف الأخلاقي، وفتح باب الحلال في وجه الذين لا يستطيعون الزواج الدائم، أولم تكن معهم زوجتهم الدائمة، أو غير ذلك، وليس معناه الشره الجنسي وإنّما هو لأن الزواج حاجة بشرية مشروعة للجنسين، ولذلك جاء في الحديث الشريف: ( الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فلس مني ) ... صدق رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
فبالنسبة الى زواج المتعة كالزواج الدائم في كل شيء من إذن وليّ البنت البكر، وقراءة العقد وسائر الأحكام، إلاّ النفقة والإرث والمضاجعة والانفصال، فإن الزوجة لا تستحقّ النفقة في المتعة، ولا إرث بين الزوجين، ولاحقّ لها في المضاجعة والنوم، والانفصال يتم بانتهاء المدة أو أن يهب الزوج باقي المدة للزوجة، وليس فيه طلاق، وعدة زواج المتعة حيضة كاملة إذا كانت تحيض، وإذا كانت في سنّ من تحيض ولا تحيض فعدّتها (45) يوماً، ويجوز للزوجة في المتعة أن تشترط عدم الدخول، وأن تكون وكيلة عنه في هبة المدة الباقية من العقد المؤقت، وقراءة العقد يكون ـ بعد تعيين المدة كيوم مثلاً وتعيين المهر كألف كذا مثلاً ـ هكذا: بأن تقول المرأة «زوّجتك نفسي في المدة المعلومة على المهر المعلوم» بنيّة إنشاء الزوجية بينها وبين الرجل: فيقول الرجل: «قبلت» بنية إنشاء قبول الزوجية فوراً، فإذا قالا ذلك: صح العقد وتحقق الزواج بينهما.
اما زواج المسيار فقد اقر بمشروعيته عدة جهات منها مجمع البحوث الإسلامية .ومن الذين قالوا بإباحته مع الكراهة الشيخ القرضاوي وفي ذلك يقول: "أنا لست من دعاة زواج المسيار ولا من المرغبين فيه، فلم أكتب مقالة في تحبيذه أو دفاعاً عنه، ولم أخطب خطبة تدعوا إليه. كل ما في الأمر أني سئلت سؤالاً عنه فلم يسعني أن أخالف ضميري، أو أتاجر بديني، أو أشتري رضا الناس بسخط ربي فأحرم ما أعتقد أنه حلال .
ويقع ترادف الجهود حول السيطرة على ظاهرة الطلاق او التأرمل على عاتق السلطة المحلية فمن جانبها وضع الحلول والإشعارات اللازمة مع النضر بمشاكل الشباب المادية للإطاحة بشبح العزوبية لديهم مع منح المساعدات المادية لكلا الطرفين واتيان بفرص العمل لمنع تفاقم العدوى لهكذا امراض تردي بطبقة هامة وفعالة من المجتمع الى ما لا يحمد عقباه .
بقلم الكاتب عباس العجرشي
تحقيق وتنقيح
حسين العجرشي
اقتضت الفلسفة الالهية على الطريقة المنفردة لذات الله سبحانه في كيفية تنسيق المعايير الكونية . كلا حسب حجمه الروحي والفسلجي والقابليات الجسدية والمعطيات الكونية . فتراه اعطى كلا الجنسين ( رجل وامرأة ) مفردات تعينه على كيفية التناغم الاسري والاجتماعي ( حقوق ) . وبنفس الكيفية جعل عليه خصائص تردف ما عليه تجاه نضيره الفسلجي التكويني الاخر ( واجبات ) .
فلو اطلنا النظر الى الانسجام الروحي والنفسي والجسدي الذي ابدعه الخالق سبحانه في قضية ( الزواج ) بكلتا حالاته كالزواج المنقطع بالنسبة للمذهب الامامي ؛ وكذلك زواج المسيار بالنسبة للمذهب السني . وهنا سيكون مجمل بحثنا فهو بحد ذاته ميزة الهية جبروتية عظمى تشكلت من قبل قادر عزيز لبث ايعاز خاصية الاستمرار التكويني الجيني بين جوقة هذه البشرية السمحاء وبأسس سهلة تفاديا للتشنجات العرفية والتنازعات القبلية والعصبيات الوحشية الزائفة التي اودت بأرواح الملايين في زمن العصور الجاهلية الاولى .
اما في عصرنا هذا وقد تقدم الفكر من جميع جوانبه . التربوي والاجتماعي والاسري وحتى الديني وغيره . ونحن لا يسعنا الا الاخذ بالاعتبار لجانب من جوانب الحياة ودراسته دراسة تحليلية في مجتمع يسوده حرية الراي واختلاف الديانات وطرق تعدد عملية الاستنباط فيها مع تجاذب الجهود وتنافرها على مثل هكذا مواضيع الاوهو جانب الزواجين ( المنقطع والمسيار ) بعيدين كل البعد عن الاختلافات العرفية او العقائدية حيث اشغلت فكر الكثير من رواد مجتمعاتنا ومثقفيهم . فتاتي من جانب ما يقال انه اي الزواجين سنة نبوية اسنها المشرع الاسلامي الاعلى وهو الله القدير سبحانه واكدها الرسول الاعظم ( صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين ) . ومن ناحية اخرى ترى الكثير منا اصابهم الشك والظنون واخذهما مأخذ الزنا . فلو امعنا النظر بخصائصهما كل على حدة تاركين الاشارة اليهما كزاوية حادة من زوايا الحياة المنفرجة الاخرى فقد جاء من مجمع الادلة على فرضية واحقية الزواج المنقطع قوله تعالى :
: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً» سورة النساء: الآية24
وفي تفسير الطبري (ج5ص19) والدر المنثور (ج2ص140) عن علي أمير المؤمنين سلام الله عليه: «لولا ان عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي». وفي مسند احمد (ج3، ص356و363) عن عمر أنه قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة الحج ومتعة النساء.
فهو قد أقرّ بكونها مباحة ومشروعة في عهد النبي صلى الله عليه وآله، ولكنه أراد فرض رأيه الخاصّ او حكم القياس في الدين مقابل حكم الله القائل: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ» سورة الحشر: الآية7 ومقابل قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: «حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة» (الحدائق الناضر، ج9، ص403).
زواج المتعة زواج شرعيّ ثابت بالكتاب والسنّة؛ قال تعالى: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً» سورة النساء وأما زواج المسيار فلم يعهد له اسم ولا رسم لا في القرآن الحكيم ولا في السنّة الشريفة ولا في السيرة الكريمة، وعليه: فإن تمّ حسب الضوابط الشرعية في الزواج فقد صح الزواج ، وإلا كان باطلا ً
وقد جاء أن حكمة تشريع الزواجين المتعة والمسيار، سدّ طريق الانحراف الأخلاقي، وفتح باب الحلال في وجه الذين لا يستطيعون الزواج الدائم، أولم تكن معهم زوجتهم الدائمة، أو غير ذلك، وليس معناه الشره الجنسي وإنّما هو لأن الزواج حاجة بشرية مشروعة للجنسين، ولذلك جاء في الحديث الشريف: ( الزواج سنتي فمن رغب عن سنتي فلس مني ) ... صدق رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
فبالنسبة الى زواج المتعة كالزواج الدائم في كل شيء من إذن وليّ البنت البكر، وقراءة العقد وسائر الأحكام، إلاّ النفقة والإرث والمضاجعة والانفصال، فإن الزوجة لا تستحقّ النفقة في المتعة، ولا إرث بين الزوجين، ولاحقّ لها في المضاجعة والنوم، والانفصال يتم بانتهاء المدة أو أن يهب الزوج باقي المدة للزوجة، وليس فيه طلاق، وعدة زواج المتعة حيضة كاملة إذا كانت تحيض، وإذا كانت في سنّ من تحيض ولا تحيض فعدّتها (45) يوماً، ويجوز للزوجة في المتعة أن تشترط عدم الدخول، وأن تكون وكيلة عنه في هبة المدة الباقية من العقد المؤقت، وقراءة العقد يكون ـ بعد تعيين المدة كيوم مثلاً وتعيين المهر كألف كذا مثلاً ـ هكذا: بأن تقول المرأة «زوّجتك نفسي في المدة المعلومة على المهر المعلوم» بنيّة إنشاء الزوجية بينها وبين الرجل: فيقول الرجل: «قبلت» بنية إنشاء قبول الزوجية فوراً، فإذا قالا ذلك: صح العقد وتحقق الزواج بينهما.
اما زواج المسيار فقد اقر بمشروعيته عدة جهات منها مجمع البحوث الإسلامية .ومن الذين قالوا بإباحته مع الكراهة الشيخ القرضاوي وفي ذلك يقول: "أنا لست من دعاة زواج المسيار ولا من المرغبين فيه، فلم أكتب مقالة في تحبيذه أو دفاعاً عنه، ولم أخطب خطبة تدعوا إليه. كل ما في الأمر أني سئلت سؤالاً عنه فلم يسعني أن أخالف ضميري، أو أتاجر بديني، أو أشتري رضا الناس بسخط ربي فأحرم ما أعتقد أنه حلال .
ويقع ترادف الجهود حول السيطرة على ظاهرة الطلاق او التأرمل على عاتق السلطة المحلية فمن جانبها وضع الحلول والإشعارات اللازمة مع النضر بمشاكل الشباب المادية للإطاحة بشبح العزوبية لديهم مع منح المساعدات المادية لكلا الطرفين واتيان بفرص العمل لمنع تفاقم العدوى لهكذا امراض تردي بطبقة هامة وفعالة من المجتمع الى ما لا يحمد عقباه .
تعليق