كثير من الناس يرغب بل يحاول الوصول الى القمة بغير عناء وهو لايزال في الاسفل ، فنرى من هؤلاء من يتكلم بأمور غريبة على أذهان الناس ، أو يأتي بعبارات صعبة أثناء كلامه ، أو يستعمل مصطلحات غريبة وهو مع ذلك قليل المعرفة والاطلاع ، كل ذلك ليوهم الناس بأنه ذو علم ودراية ، ومن هؤلاء من يحاول قراءة الكتب الصعبة الفهم والاستيعاب دون أن يقرأ المقدمات والمعلومات الممهدة للوصول الى هذه العلوم فتكون النتيجة سلبية ، وربما كارثية ، فقد يفهم القارئ غير ما قصده صاحب الكتاب ويُعلّمها للآخرين، ثم يرتّب على هذه المعلومة المغلوطة الآثار والنتائج ، فيضل نفسه ومن اتبعه .
فمثل هؤلاء كمثل من أراد الصعود الى سطح الدار فترك السُلّم واختار القفز الى السطح فوقع على غيره فقتله وآذى نفسه !!
واليكم هذه الرواية فقد تنفعنا في المقام
عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله علمني من غرائب العلم. قال (صلى الله عليه وآله) :
" ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه ؟ "
قال الرجل: ما رأس العلم يا رسول الله ؟
قال (صلى الله عليه وآله) :
" معرفة الله حق معرفته "
قال الاعرابي: وما معرفة الله حق معرفته ؟
قال (صلى الله عليه وآله) :
" تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند، وأنه واحد أحد ظاهر باطن أول آخر، لا كفو له ولا نظير، فذلك حق معرفته "
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 3 / ص 269)
تعليق