كثيرة هي الأمور التي نعتبرها بسيطة حسب مقاييسنا ، وخفيفة في موازيننا ، لكنّها عظيمة عند الله (تعالى) ، فموازينه (سبحانه) تختلف عن موازين الناس ، فالله سبحانه يرى الأمور على حقائقها ، ويعلم أبعادها وآثارها ونتائجها ، في حين أن معظم البشر يرون الآثار الآنية والنتائج القريبة في أحسن الأحوال .
ومن هذه الأمور التي تخلف فيها الرؤى بين الخالق والخلق هي (( إدخال السرور على المؤمن ))
فهذا الفعل قد لا يكون الا ببذل جهد جهيد ، وقد يتحقق بأمر بسيط كأن يكون بكلمة طيبة ، أو ربما باشارة أو ابتسامة
وفي كل الأحوال فالنتيجة هي ادخال السرور على قلب المؤمن ، وهو الغاية والمنى ؛ لأنه من أحبّ الأعمال عند الله (تعالى) ..
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام ) قال:
" تبسّم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى(1) عنه حسنة، وما عُبِدَ الله بشيءٍ أحبّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن "(2)
وعن أبي حمزة الثمالي: قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
« قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" من سر مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر الله عزّ وجلّ " »
وعن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سروراً أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا، بل والله على رسول الله (صلى الله عليه وآله)"
وعن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد وصل ذلك إلى الله، وكذلك من أدخل عليه كربا "
وعن المفضل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
" أيما مسلم لقي مسلما فسره، سره الله عزّ وجلّ "
وعن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
"من أحب الاعمال إلى الله عزّ وجلّ ادخال السرور على المؤمن: إشباع جوعته، أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه "(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القذى جمع قذاة وهو مايقع في العين.
(2) الكافي للشيخ الكليني - (ج 2 / ص 189)
(3) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (ج 16 / ص 349)
(1) القذى جمع قذاة وهو مايقع في العين.
(2) الكافي للشيخ الكليني - (ج 2 / ص 189)
(3) وسائل الشيعة - الحر العاملي - (ج 16 / ص 349)
تعليق