بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ...
يجب على المرء بعد الايمان بالله تعالى وبوحدانيته أن يؤمن بأنه ـ تعالى ـ حكيم ، والحكيم لا يفعل العبث اطلاقاً ؛ لأن العبث يتنافى مع الحكمة ، فمن يفعل العبث ليس حكيماً .
اذا سلّمنا بهذه المقدمة ، فيجب علينا قبول ما يأتينا به الربّ الحكيم من إرسال الأنبياء والرسل ، وتشريع الشرائع وسن السنن والأحكام .
واذا سلّمنا بهذه المقدمة الثانية ، نحصل على نتيجة وهي أن هذه الأحكام والتشريعات التي شرّعها الرب الحكيم لابد أن تكون عن حكمة ، ولا يمكن أن تكون عبثية ، وإن خفيت علينا العلة أو الحكمة من التشريع .
وهذه النتيجة ضرورية جداً في حياة الفرد المسلم ، لأن هناك بعض الأحكام الشرعية قد يراها تتصادم أو تتعارض مع بعض الأعراف الاجتماعية المغلوطة أو العادات والموروثات القبلية الخاطئة
وهنا يجب التسليم للحكم الشرعي اذا تيقنا من صدوره عن المولى ـ جل وعلا ـ وقبوله وترجيحه على العادة أو العرف الاجتماعي عند التعارض بينهما .
وليس هذا صلب الموضوع وانما كلامنا حول الحكمة من تشريع الأحكام ، وهي حتمية وجود فوائد وآثار لها ، ونستطيع تلمس ذلك من خلال الروايات التي تشير الى أن كثير من الآيات القرآنية والأدعية والأذكار التي تقرأ في أوقات محددة أو غير محددة لها آثار وفوائد غير الأجر والثواب المترتب على قراءتها ، ومن هذه الأذكار هي تعقيبات الصلوات وخاصة الصلوات اليومية ، فسنذكر قسماً من التعقيبات التي يستحب قراءتها بعد الصلوات ، وما هي بعض فوائدها وآثارها المادية والمعنوية مضافاً الى الأجر والثواب المترتب على هذا العمل ، ولنبدأ من صلاة الصبح :
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال :
" من قال بعد صلاة الصبح قبل أن يتكلم :
(بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم )
يعيدها سبع مرات، دفع الله عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء، أهونها الجذام و البرص "
من كتاب الأمالي للشيخ الطوسي - ( ص 416)
أسأل الله تعالى أن يعافينا ويعافي جميع المؤمنين والمؤمنات
وأن يوفّق الجميع للمداومة على ذكره وشكره والثناء عليه
لا مانع من اضافة تعقيبات اخرى لصلاة الصبح بشرط أن تكون مأخوذة من روايات أهل البيت (عليهم السلام في مصادرنا الموثوقة
تعليق