بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
نحن نعيش هناعلى أمل نيل سعادة الدارين وطبيعي ان الدنيا مزرعة الآخرة فكلنا نسعى ونكدح والمحصلة حسب الجهد المعد لنيل محصود وجهود سنوات طويلة والجميع يكتنفه شوق لنهاية جميلة في آخر المطاف
يقول الإمام علي السلام (فَتَزَوَدُوافِي الدُنْيَا مِنَ الدُنْيَا مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً).( نهج البلاغة : ج1 رقم 62 )
في سورة الأعلى قالالله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد:
(بل تؤثرون الحياة الدنيا )
فهذه طبيعة بني آدم جميعا إلا من عصمه الله ، و أقلع نفسه من جاذبية الدنيا
و حلق في سماء المعرفة .. و انما ذكرنا القرآن بهذه الحقيقة لنعرف أين مكمن الخطر في أمرنا ، و كيف يمكننا تجنبه؟(تفسير من هدي القرآن)
في تفسير الميزان قوله تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا } إضراب بالخطاب لعامة الناس على ما يدعو إليه طبعهم البشري من التعلق التام بالدنياوالاشتغال بتعميرها، والإِيثار الاختيار، وقيل: الخطاب للكفار، والكلام على أي حالمسوق للعتاب والالتفات لتأكيده.
وقال الإمام علي عليه السلام أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَاالدُّنْيَا دارُ مَجَاز، وَالاْخِرَةُ دَارُ قَرَار، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلاَ تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُم،وَأَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَاأَبْدَانُكُمْ، فَفِيهَا اخْتُبِرْتُمْ، ولِغِيْرِهَاخُلِقْتُمْ.
إِنَّ الْمَرْءَ إِذَا هَلَكَ قَالَ النَّاسُ: مَا تَرَكَ؟ وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ لله آبَاؤُكُمْ! فَقَدِّمُوا بَعْضَاً يَكُنْ لَكُمْ قَرْضاً، 000)
أماالآية الكريمة(و الآخرة خير و أبقى ]
فقد ذكر صاحب تفسير من هدي القرآن عن هذه الآية الشريفة قوله: انها الأكمل ،و قدرة الانسان يومُئذ كاملة . انك لا تستطيع ان تستمر في.الأكل إلا ريثما يمتلأ بطنك ، و إذا أسرفت فسوف تصاب بالتخمة و الغثيان ، و لكن أهل الجنة يجلسون على كل مائدة أربعمائة عام لا يملون ولا يسأمون ..
و ان المرض و الهرم و الكسل و الضجر و الموت يهدد أهل الدنيا ، بينما الآخرةباقية مع الأبد .
روي عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - أنه قال : ( ان أهل الجنة يحيون فلا يموتون أبدا ، و يستيقظون فلا ينامون أبدا ، و يستغنون فلا يفتقرون أبدا ، و يفرحون فلا يحزنون أبدا ، ويضحكون فلا يبكون أبدا ، و يكرمون فلا يهانون أبدا ، و يفكهون ولا يقطبون أبدا ، ويحبرون و يسرون أبدا ، و يأكلون فلا يجوعون أبدا ، و يروون فلا يظمؤون أبدا ، ويكسون فلا يعرون أبدا ، و يركبون و يتزاورون أبدا و يسلم عليهم الولدان المخلدون أبدا ، بأيديهم أباريق الفضة و آنية الذهب أبدا ، متكئين على سرر أبدا ، على الأرائك ينظرون أبدا ، تأتيهم التحية و التسليم من الله أبدا ، نسأل الله الجنةبرحمته انه على كل شيء قدير ).
و هذه الحقائق وبالذات حقيقة الدنيا ، و انها ليست بدار بقاء ، و ان الآخرة خير منها و أبقى ، إنهالا تخص رسالة النبي بل هي في صحف الأنبياء جميعا ، و لا سيما صحف إبراهيم - عليهالسلام - الذي يحترمه العرب كما اليهود و النصارى ، و موسى - عليه السلام - الذييزعم اليهود انهم أنصاره ثم ترى العرب و اليهود يعبدون الدنيا ، و يزعمون ان ذلك مندين الله (1)
وفي تفسير التبيان للطوسي قال: :{ والآخرة خير وأبقى } أي مناف على الاخرة من الثواب وغيره خير من منافع الدنيا وأبقى، لانها باقية وهذه فانية منقطعة.
وقال صاحب تفسيرالأمثل :ويشير البيان القرآني إلى العامل الأساس في عملية الإنحراف عن جادة الفلاح: (بل تؤثرون الحياة الدنيا).. (والآخرة خيروأبقى).ونقل الحديث النّبوي الشريف هذا المعنى، بقوله: «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة».(1)فالإنسان العاقل لا يجيز لنفسه أن يبيع الدار الباقية بأمتعة فانية، ولا أن يستبدل اللذائذ المحدودة والمحفوفة بألوان الآلآم بالنعم الخالدة والنقية الخالصة.
إنّ زورق النجاة من تلاطم أمواج وهيجان حبّ الدنيا لا يبنى إلاّبالتربية الفكرية والعقائدية، ومن ثمّ تهذيب النفس ومجاهدتها، بالإضافة إلى الإعتبار من عواقب عبدة الدنيا.
روي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام)، حينماسئل عن أيّ الأعمال أفضل عند اللّه؟
قال: «ما من عمل بعد معرفة اللّه عزّوجلّ ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا، فإنّ لذلك لشعباً كثيرة، وللمعاصي شعب.
فأوّل ما عصي اللّه به «الكبر»، معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثمّ «الحرص» وهي معصية آدم وحواء حين قال اللّهعزّوجلّ لهما: (كُلا من حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك إنّ أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثمّ «الحسد» وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله،فتشعب من ذلك حبّ النساء، وحبّ الدنيا، وحبّ الرئاسة، وحبّ الراحة، وحبّ الكلام،وحبّ العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلّهن في حبّ الدنيا، فقال الأنبياءوالعلماء بعد ذلك: حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة 000»(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة بحار الانوار ج 8 - ص 220
(2) اُصول الكافي، ج2، ص239، باب حبّ الدنياوالحرص عليها، الحديث 8، وفي هذا الباب توجد رواية اُخرى بهذاالشأن
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
نحن نعيش هناعلى أمل نيل سعادة الدارين وطبيعي ان الدنيا مزرعة الآخرة فكلنا نسعى ونكدح والمحصلة حسب الجهد المعد لنيل محصود وجهود سنوات طويلة والجميع يكتنفه شوق لنهاية جميلة في آخر المطاف
يقول الإمام علي السلام (فَتَزَوَدُوافِي الدُنْيَا مِنَ الدُنْيَا مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً).( نهج البلاغة : ج1 رقم 62 )
في سورة الأعلى قالالله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد:
(بل تؤثرون الحياة الدنيا )
فهذه طبيعة بني آدم جميعا إلا من عصمه الله ، و أقلع نفسه من جاذبية الدنيا
و حلق في سماء المعرفة .. و انما ذكرنا القرآن بهذه الحقيقة لنعرف أين مكمن الخطر في أمرنا ، و كيف يمكننا تجنبه؟(تفسير من هدي القرآن)
في تفسير الميزان قوله تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا } إضراب بالخطاب لعامة الناس على ما يدعو إليه طبعهم البشري من التعلق التام بالدنياوالاشتغال بتعميرها، والإِيثار الاختيار، وقيل: الخطاب للكفار، والكلام على أي حالمسوق للعتاب والالتفات لتأكيده.
وقال الإمام علي عليه السلام أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَاالدُّنْيَا دارُ مَجَاز، وَالاْخِرَةُ دَارُ قَرَار، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ، وَلاَ تَهْتِكُوا أَسْتَارَكُمْ عِنْدَ مَنْ يَعْلَمُ أَسْرَارَكُم،وَأَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَاأَبْدَانُكُمْ، فَفِيهَا اخْتُبِرْتُمْ، ولِغِيْرِهَاخُلِقْتُمْ.
إِنَّ الْمَرْءَ إِذَا هَلَكَ قَالَ النَّاسُ: مَا تَرَكَ؟ وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: مَا قَدَّمَ؟ لله آبَاؤُكُمْ! فَقَدِّمُوا بَعْضَاً يَكُنْ لَكُمْ قَرْضاً، 000)
أماالآية الكريمة(و الآخرة خير و أبقى ]
فقد ذكر صاحب تفسير من هدي القرآن عن هذه الآية الشريفة قوله: انها الأكمل ،و قدرة الانسان يومُئذ كاملة . انك لا تستطيع ان تستمر في.الأكل إلا ريثما يمتلأ بطنك ، و إذا أسرفت فسوف تصاب بالتخمة و الغثيان ، و لكن أهل الجنة يجلسون على كل مائدة أربعمائة عام لا يملون ولا يسأمون ..
و ان المرض و الهرم و الكسل و الضجر و الموت يهدد أهل الدنيا ، بينما الآخرةباقية مع الأبد .
روي عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - أنه قال : ( ان أهل الجنة يحيون فلا يموتون أبدا ، و يستيقظون فلا ينامون أبدا ، و يستغنون فلا يفتقرون أبدا ، و يفرحون فلا يحزنون أبدا ، ويضحكون فلا يبكون أبدا ، و يكرمون فلا يهانون أبدا ، و يفكهون ولا يقطبون أبدا ، ويحبرون و يسرون أبدا ، و يأكلون فلا يجوعون أبدا ، و يروون فلا يظمؤون أبدا ، ويكسون فلا يعرون أبدا ، و يركبون و يتزاورون أبدا و يسلم عليهم الولدان المخلدون أبدا ، بأيديهم أباريق الفضة و آنية الذهب أبدا ، متكئين على سرر أبدا ، على الأرائك ينظرون أبدا ، تأتيهم التحية و التسليم من الله أبدا ، نسأل الله الجنةبرحمته انه على كل شيء قدير ).
و هذه الحقائق وبالذات حقيقة الدنيا ، و انها ليست بدار بقاء ، و ان الآخرة خير منها و أبقى ، إنهالا تخص رسالة النبي بل هي في صحف الأنبياء جميعا ، و لا سيما صحف إبراهيم - عليهالسلام - الذي يحترمه العرب كما اليهود و النصارى ، و موسى - عليه السلام - الذييزعم اليهود انهم أنصاره ثم ترى العرب و اليهود يعبدون الدنيا ، و يزعمون ان ذلك مندين الله (1)
وفي تفسير التبيان للطوسي قال: :{ والآخرة خير وأبقى } أي مناف على الاخرة من الثواب وغيره خير من منافع الدنيا وأبقى، لانها باقية وهذه فانية منقطعة.
وقال صاحب تفسيرالأمثل :ويشير البيان القرآني إلى العامل الأساس في عملية الإنحراف عن جادة الفلاح: (بل تؤثرون الحياة الدنيا).. (والآخرة خيروأبقى).ونقل الحديث النّبوي الشريف هذا المعنى، بقوله: «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة».(1)فالإنسان العاقل لا يجيز لنفسه أن يبيع الدار الباقية بأمتعة فانية، ولا أن يستبدل اللذائذ المحدودة والمحفوفة بألوان الآلآم بالنعم الخالدة والنقية الخالصة.
إنّ زورق النجاة من تلاطم أمواج وهيجان حبّ الدنيا لا يبنى إلاّبالتربية الفكرية والعقائدية، ومن ثمّ تهذيب النفس ومجاهدتها، بالإضافة إلى الإعتبار من عواقب عبدة الدنيا.
روي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام)، حينماسئل عن أيّ الأعمال أفضل عند اللّه؟
قال: «ما من عمل بعد معرفة اللّه عزّوجلّ ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا، فإنّ لذلك لشعباً كثيرة، وللمعاصي شعب.
فأوّل ما عصي اللّه به «الكبر»، معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثمّ «الحرص» وهي معصية آدم وحواء حين قال اللّهعزّوجلّ لهما: (كُلا من حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك إنّ أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثمّ «الحسد» وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله،فتشعب من ذلك حبّ النساء، وحبّ الدنيا، وحبّ الرئاسة، وحبّ الراحة، وحبّ الكلام،وحبّ العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلّهن في حبّ الدنيا، فقال الأنبياءوالعلماء بعد ذلك: حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة 000»(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة بحار الانوار ج 8 - ص 220
(2) اُصول الكافي، ج2، ص239، باب حبّ الدنياوالحرص عليها، الحديث 8، وفي هذا الباب توجد رواية اُخرى بهذاالشأن