بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وآله الطاهرين :
لابد لطالب العلم من صفاة حميدة يحملها وإلا لا ينفعه طلب العلم بشيء لأن العلم نور من أنوار الله تعالى فلا يجعله في أي أحد إلا من وجد عنه هذه الأهليه:
تنقل لنا كتب الحديث رواية عن مولانا الإمام الصادق ( عليه السلام ) حدثة مع عنوان البصري ، وإليك نصُها :
عن عنوان البصرى وكان شيخا كبيرا قد انى عليه اربع وتسعون سنة
قال : كنت اختلف إلى مالك بن انس سنين ، فلما حضر جعفرالصادق (عليه السلام)
المدينة اختلفت اليه واحببت ان آخذ عنه كما اخذت من مالك فقال لي يوما اني
رجل مطلوب ومع ذلك لي اوراد في كل ساعة من آناء الليل والنهار فلاتشغلني عن
وردي فخذ عن مالك واختلف اليه كما كنت تختلف اليه فاغتممت من ذلك وخرجت
من عنده وقلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف اليه والاخذ عنه
فدخلت مسجد الرسول وسلمت عليه ، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها
ركعتين وقلت اسألك يا الله يا الله ان تعطف علي قلب جعفر وترزقني من عمله ما
اهتدي به إلى صراطك المستقيم ، ورجعت إلى داري مغتما حزينا ولم اختلف إلى
مالك بن انس لمااشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من دارى إلاإلى الصلاة
المكتوبة حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصد جعفرا وكان بعد ما
صليت العصر فما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ماحاجتك
؟ فقلت : السلام على الشريف فقال : هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه ، فما
لبثت إلايسيرا إذ خرج خادم له قال ادخل على بركة الله ، فدخلت وسلمت عليه ،
فرد علي السلام وقال اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال
ابومن ؟ قلت ابوعبدالله ، قال ثبت الله كنيتك ووفقك لمرضاته ، قلت في نفسى
و لم يكن لي من زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثرا ، ثم اطرق مليا
ثم رفع رأسه فقال يا ابا عبدالله ما حاجتك ؟ قلت سألت الله ان يعطف قلبك
علي ويرزقني ؟ ؟ من علمك وارجو ان الله تعالى اجانبى في الشريف ما سألته ،
فقال يا ابا عبدالله ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله
تبارك وتعالى ان يبديه فان اردت العلم فاطلب اولامن نفسك حقيقة العبودية
واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك ، قلت يا شريف ، فقال قل يا ابا
عبدالله ، قلت يا ابا عبدالله ما حقيقة العبودية ؟ قال ثلاثة اشياء : أن لايرى
العبد لنفسه فيما خوله الله اليه ملكا لان العبيد لايكون لهم ملك يرون المال ،
مال الله يضعونه حيث امرهم الله تعالى به ولايدبر العبد لنفسه تدبيرا وجملة
اشتغاله فيما امره الله تعالى به ونهاه عنه فاذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله
الله تعالى ملكا هان عليه الانفاق فيما امره الله تعالى ان ينفق فيه ، واذا فوض
العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا ، وإذا اشتغل العبد بما امره
الله تعالى ونهاه لايتفرغ منهما إلى المرء والمباهاة مع الناس ، فاذا اكرم الله
العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وابليس والخلق ولايطلب الدنيا تكاثرا
وتفاخرا ولايطلب عند الناس عزا وعلوا ولايدع ايامه باطلافهذا اول درجة المتقين ،
قال الله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا
والعاقبة للمتقين ) قلت يا ابا عبدالله اوصيني ، فقال اوصيك بتسعة اشياء فانها
وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عزوجل والله اسأل ان يوفقك لاستعماله ثلاثة منها في
رياضة النفس وثلاثة منها في الحلم وثلاثة منها في العلم فاحفظها وإياك والتهاون
بها ، قال عنوان ففرغت قلبي له فقال : اما اللواتى في الرياضة فأياك ان تأكل
ما لاتشتهيه فانه يورث الحماقة والبله ولاتأكل إلاعند الجوع وإذا اكلت فكل حلالاوسم
الله واذكر حديث الرسول ماملاآدمي وعاء شرا من بطنه فان كان لابد فثلث لطعامه
وثلث لشرابه وثلث لنفسه واما اللواتى في الحلم فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت
عشرا فقل ان قلت عشرا لم تسمع واحدة من شتمك فقل ان كنت صادقا فيما تقول
فالله اسأل ان يغفر ها لي وان كنت كاذبا فيما تقول فالله اسأل ان يغفر ها لك
ومن وعدك بالجفاء فعده بالنصيحة والدعاء ، واما اللواتى في العلم فاسأل العلماء
ما جهلت وإياك ان تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك ان تعمل برأيك شيئا وخذ
بالاحتياط في جميع ماتجد اليه سبيلاواهرب من الفتيا هربك من الاسد ولاتجعل رقبتك
للناس جسرا ، قم عني ياابا عبدالله فقد نصحت لك ولاتفسد علي وردي فانى امرئ
ضنين بنفسي والسلام .
وقد أجاد الشاعر بقوله :
شكوتُ الى وكيعٍ سوء حفظي ____ فأرشدني الى ترك المعاصي
وقال لي أن العلم نورٌ _____ ونور الله لا يؤتي لعاصي !!!
نسأل الله العلي القدير أن يمن علينا بالعلم والمعرفة لخدمة الدين والمذهب ...
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وآله الطاهرين :
لابد لطالب العلم من صفاة حميدة يحملها وإلا لا ينفعه طلب العلم بشيء لأن العلم نور من أنوار الله تعالى فلا يجعله في أي أحد إلا من وجد عنه هذه الأهليه:
تنقل لنا كتب الحديث رواية عن مولانا الإمام الصادق ( عليه السلام ) حدثة مع عنوان البصري ، وإليك نصُها :
عن عنوان البصرى وكان شيخا كبيرا قد انى عليه اربع وتسعون سنة
قال : كنت اختلف إلى مالك بن انس سنين ، فلما حضر جعفرالصادق (عليه السلام)
المدينة اختلفت اليه واحببت ان آخذ عنه كما اخذت من مالك فقال لي يوما اني
رجل مطلوب ومع ذلك لي اوراد في كل ساعة من آناء الليل والنهار فلاتشغلني عن
وردي فخذ عن مالك واختلف اليه كما كنت تختلف اليه فاغتممت من ذلك وخرجت
من عنده وقلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف اليه والاخذ عنه
فدخلت مسجد الرسول وسلمت عليه ، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها
ركعتين وقلت اسألك يا الله يا الله ان تعطف علي قلب جعفر وترزقني من عمله ما
اهتدي به إلى صراطك المستقيم ، ورجعت إلى داري مغتما حزينا ولم اختلف إلى
مالك بن انس لمااشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من دارى إلاإلى الصلاة
المكتوبة حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصد جعفرا وكان بعد ما
صليت العصر فما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ماحاجتك
؟ فقلت : السلام على الشريف فقال : هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه ، فما
لبثت إلايسيرا إذ خرج خادم له قال ادخل على بركة الله ، فدخلت وسلمت عليه ،
فرد علي السلام وقال اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال
ابومن ؟ قلت ابوعبدالله ، قال ثبت الله كنيتك ووفقك لمرضاته ، قلت في نفسى
و لم يكن لي من زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثرا ، ثم اطرق مليا
ثم رفع رأسه فقال يا ابا عبدالله ما حاجتك ؟ قلت سألت الله ان يعطف قلبك
علي ويرزقني ؟ ؟ من علمك وارجو ان الله تعالى اجانبى في الشريف ما سألته ،
فقال يا ابا عبدالله ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله
تبارك وتعالى ان يبديه فان اردت العلم فاطلب اولامن نفسك حقيقة العبودية
واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك ، قلت يا شريف ، فقال قل يا ابا
عبدالله ، قلت يا ابا عبدالله ما حقيقة العبودية ؟ قال ثلاثة اشياء : أن لايرى
العبد لنفسه فيما خوله الله اليه ملكا لان العبيد لايكون لهم ملك يرون المال ،
مال الله يضعونه حيث امرهم الله تعالى به ولايدبر العبد لنفسه تدبيرا وجملة
اشتغاله فيما امره الله تعالى به ونهاه عنه فاذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله
الله تعالى ملكا هان عليه الانفاق فيما امره الله تعالى ان ينفق فيه ، واذا فوض
العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا ، وإذا اشتغل العبد بما امره
الله تعالى ونهاه لايتفرغ منهما إلى المرء والمباهاة مع الناس ، فاذا اكرم الله
العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وابليس والخلق ولايطلب الدنيا تكاثرا
وتفاخرا ولايطلب عند الناس عزا وعلوا ولايدع ايامه باطلافهذا اول درجة المتقين ،
قال الله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا
والعاقبة للمتقين ) قلت يا ابا عبدالله اوصيني ، فقال اوصيك بتسعة اشياء فانها
وصيتي لمريدي الطريق إلى الله عزوجل والله اسأل ان يوفقك لاستعماله ثلاثة منها في
رياضة النفس وثلاثة منها في الحلم وثلاثة منها في العلم فاحفظها وإياك والتهاون
بها ، قال عنوان ففرغت قلبي له فقال : اما اللواتى في الرياضة فأياك ان تأكل
ما لاتشتهيه فانه يورث الحماقة والبله ولاتأكل إلاعند الجوع وإذا اكلت فكل حلالاوسم
الله واذكر حديث الرسول ماملاآدمي وعاء شرا من بطنه فان كان لابد فثلث لطعامه
وثلث لشرابه وثلث لنفسه واما اللواتى في الحلم فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت
عشرا فقل ان قلت عشرا لم تسمع واحدة من شتمك فقل ان كنت صادقا فيما تقول
فالله اسأل ان يغفر ها لي وان كنت كاذبا فيما تقول فالله اسأل ان يغفر ها لك
ومن وعدك بالجفاء فعده بالنصيحة والدعاء ، واما اللواتى في العلم فاسأل العلماء
ما جهلت وإياك ان تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك ان تعمل برأيك شيئا وخذ
بالاحتياط في جميع ماتجد اليه سبيلاواهرب من الفتيا هربك من الاسد ولاتجعل رقبتك
للناس جسرا ، قم عني ياابا عبدالله فقد نصحت لك ولاتفسد علي وردي فانى امرئ
ضنين بنفسي والسلام .
وقد أجاد الشاعر بقوله :
شكوتُ الى وكيعٍ سوء حفظي ____ فأرشدني الى ترك المعاصي
وقال لي أن العلم نورٌ _____ ونور الله لا يؤتي لعاصي !!!
نسأل الله العلي القدير أن يمن علينا بالعلم والمعرفة لخدمة الدين والمذهب ...
تعليق