بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
موسوعة صحف الطيبين* في *أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة : كتاب الوجوه
*
قال الإمام الحسين عليه السلام : قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : صف : لنا الموت ؟
فقال : على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه .
إما بشارة : بنعيم الأبد .
و إما بشارة : بعذاب الأبد .
و إما تحزين و تهويل : و أمره مبهم ، لا يدري من أي الفرق .
هو فأما : ولينا المطيع لأمرنا ، فهو المبشر بنعيم الأبد .
و أما عدونا : المخالف علينا ، فهو المبشر بعذاب الأبد .
و أما المبهم أمره : الذي لا يدري ما حاله ، فهو المؤمن المسرف على نفسه ، لا يدري ما يئول إليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما مخوفا .
ثم لن : يسويه الله عز و جل ، بأعدائنا .
لكن : يخرجه من النار بشفاعتنا ، فاعملوا و أطيعوا لا تتكلوا .
و لا تستصغروا : عقوبة الله عز و جل .
فإن : من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا ، إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة .
معاني الأخبار ص288ح2 .
وإن زيارة القبور : وقراءة الفاتحة لهم ، أو التصدق عليهم ، وغيرها من أعمال البر وتهدى للأموات ، تخفف عنهم ، وبعضها مثل الأعمال الكبيرة ، مثل هذا الذي في الحديث ، أصلح طريق يستفاد منه عباد الله ، وآوى يتيم ، لحق أن يغفر لوالديه .
طبعا بعض المعذبين : لهم معاصي أو ليسوا بمؤمنين لو يستغفر لهم النبي الأكرم سبعين مره لن يغفر الله لهم ، فضلا عن مؤمن يستغفر لهم ، لأنهم كانت لهم عقائد باطلة وأعمالهم في المعاصي كبيرة ، ومنها مثلا حق الناس وظلمهم أو قتلهم ، فهذه الذنوب لابد أن صاحبها يحلها هنا أو حتى مثلا ورثته، *وعقابها يوم القيامة إن لم يخرج نفسها منها .
و مورد الحديث المناقشة : الظاهر الميت كان يعذب على ذنوب يغفرها الله بمثل الصدقة وغيرها من أعمال البر ، وقد يوجد غيرها لا تنفعه هذه ، أو فقط تخفف عنه .
فإن الذنوب أنواع كثيرة : والمعاصي متنوعة ، وبعضها حقوق الله فقد يسامح بها الله ، وبعضها حقوق الناس ، بعضها ظلم النفس ، فلا يدرى بما كان يعذب هذا الميت من الذنوب التي غفر له بهذه الأعمال بعد الموت *.
وعلى كل حال : الأعمال الصالح والخيرات وقراة القرآن والصدقة وغيرها من أعمال البر ، إن تهدى إلى الميت ، تؤثر أثرها ، وبالخصوص أصحاب الصغائر بل والكبار التي يغفرها الله بها .
ولذا جاء في حديث : إن أمير المؤمنين عليه السلام :
*صعد المنبر بالكوفة ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال :
أيها الناس : إن الذنوب ثلاثة ، ثم أمسك .
فقال له حبة العرني : يا أمير المؤمنين ، قلت : الذنوب ثلاثة ثم أمسكت ؟
فقال له : ما ذكرتها إلا و أنا أريد أن أفسرها ، و لكنه عرض لي بهر حال بيني و بين الكلام .
نعم الذنوب ثلاثة : فذنب مغفور ، و ذنب غير مغفور ، و ذنب نرجو لصاحبه و نخاف عليه .
قيل : يا أمير المؤمنين ، فبينها لنا ؟
قال : نعم .
أما الذنب المغفور :
فعبد : عاقبه الله على ذنبه في الدنيا ، فالله أحكم و أكرم أن يعاقب عبده مرتين .
و أما الذنب : الذي لا يغفر .
*فظلم العباد : بعضهم لبعض ، إن الله تبارك و تعالى إذا برز لخلقه ، أقسم قسما على نفسه .
فقال : و عزتي و جلالي ، لا يجوزني ظلم ظالم ، و لو كف بكف ، و لو مسحة بكف ، و نطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء .
فيقتص الله : للعباد بعضهم من بعض ، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ، ثم يبعثهم الله إلى الحساب .
و أما الذنب الثالث : فذنب ستره الله على عبده ، و رزقه التوبة ، فأصبح خاشعا من ذنبه ، راجيا لربه ، فنحن له كما هو لنفسه ، نرجو له الرحمة ، و نخاف عليه العقاب .
المحاسن ج1ص718 .
وعن محمد بن مارد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : حديث روي لنا أنك .
قلت : إذا عرفت فاعمل ما شئت ؟
فقال : قد قلت ذلك !
قال قلت : و إن زنوا ، أو سرقوا ، أو شربوا الخمر ؟!
فقال لي : إنا لله و إنا إليه راجعون .
و الله ما أنصفونا : أن نكون أخذنا بالعمل ، و وضع عنهم .
إنما قلت : إذا عرفت ، فاعمل ما شئت من قليل الخير و كثيره ، فإنه يقبل منك .
الكافي ج2ص464ح5 .
ومثل هذا الحديث : ومعناه كثير مروي عن أهل البيت عليهم السلام ومثله لا ينال شفاعتنا مستخف بصلاته وغيرها ، مثل أحاديث غفران لأهل القبور بفاتحة وغيرها لا تعني حتى الظالمين بالكبائر والمتجبرين والكفار .
*وإلا لو كان ألأمر : بمجرد عمل صالح لغفر لطاغية وظالم ، فإنه بعضهم يمكن أن يعمل اكبر قباح المعصية وظلم العباد وأكل حقوقهم ، ثم يوصي أبنائه أن يقرؤن له الفاتحة وبعض الأعمال الصالحة حتى يغفر له ، فهذا خلاف العدل والإنصاف ، دون أن يرجعون الحقوق لأهلها .
وعلى كل يجب : عدم المعصية لأنه قد لا يستطيع أن يتوب منها الإنسان ، وللتوبة شروط واسعة يجب معرفتها وعملها .
وفي حديث العابد الذي أراد أن يعصي مع أمرءة فقالت له :
يا عبد الله : إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة .
و ليس : كل من طلب التوبة وجدها .
و إنما ينبغي : أن يكون هذا شيطانا مثل لك .
الكافي ج8ص384 . .
وهذا الموضوع : إن شاء الله نراه نافع في معاني التوبة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
موسوعة صحف الطيبين* في *أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة : كتاب الوجوه
*
قال الإمام الحسين عليه السلام : قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : صف : لنا الموت ؟
فقال : على الخبير سقطتم ، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه .
إما بشارة : بنعيم الأبد .
و إما بشارة : بعذاب الأبد .
و إما تحزين و تهويل : و أمره مبهم ، لا يدري من أي الفرق .
هو فأما : ولينا المطيع لأمرنا ، فهو المبشر بنعيم الأبد .
و أما عدونا : المخالف علينا ، فهو المبشر بعذاب الأبد .
و أما المبهم أمره : الذي لا يدري ما حاله ، فهو المؤمن المسرف على نفسه ، لا يدري ما يئول إليه حاله ، يأتيه الخبر مبهما مخوفا .
ثم لن : يسويه الله عز و جل ، بأعدائنا .
لكن : يخرجه من النار بشفاعتنا ، فاعملوا و أطيعوا لا تتكلوا .
و لا تستصغروا : عقوبة الله عز و جل .
فإن : من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا ، إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة .
معاني الأخبار ص288ح2 .
وإن زيارة القبور : وقراءة الفاتحة لهم ، أو التصدق عليهم ، وغيرها من أعمال البر وتهدى للأموات ، تخفف عنهم ، وبعضها مثل الأعمال الكبيرة ، مثل هذا الذي في الحديث ، أصلح طريق يستفاد منه عباد الله ، وآوى يتيم ، لحق أن يغفر لوالديه .
طبعا بعض المعذبين : لهم معاصي أو ليسوا بمؤمنين لو يستغفر لهم النبي الأكرم سبعين مره لن يغفر الله لهم ، فضلا عن مؤمن يستغفر لهم ، لأنهم كانت لهم عقائد باطلة وأعمالهم في المعاصي كبيرة ، ومنها مثلا حق الناس وظلمهم أو قتلهم ، فهذه الذنوب لابد أن صاحبها يحلها هنا أو حتى مثلا ورثته، *وعقابها يوم القيامة إن لم يخرج نفسها منها .
و مورد الحديث المناقشة : الظاهر الميت كان يعذب على ذنوب يغفرها الله بمثل الصدقة وغيرها من أعمال البر ، وقد يوجد غيرها لا تنفعه هذه ، أو فقط تخفف عنه .
فإن الذنوب أنواع كثيرة : والمعاصي متنوعة ، وبعضها حقوق الله فقد يسامح بها الله ، وبعضها حقوق الناس ، بعضها ظلم النفس ، فلا يدرى بما كان يعذب هذا الميت من الذنوب التي غفر له بهذه الأعمال بعد الموت *.
وعلى كل حال : الأعمال الصالح والخيرات وقراة القرآن والصدقة وغيرها من أعمال البر ، إن تهدى إلى الميت ، تؤثر أثرها ، وبالخصوص أصحاب الصغائر بل والكبار التي يغفرها الله بها .
ولذا جاء في حديث : إن أمير المؤمنين عليه السلام :
*صعد المنبر بالكوفة ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال :
أيها الناس : إن الذنوب ثلاثة ، ثم أمسك .
فقال له حبة العرني : يا أمير المؤمنين ، قلت : الذنوب ثلاثة ثم أمسكت ؟
فقال له : ما ذكرتها إلا و أنا أريد أن أفسرها ، و لكنه عرض لي بهر حال بيني و بين الكلام .
نعم الذنوب ثلاثة : فذنب مغفور ، و ذنب غير مغفور ، و ذنب نرجو لصاحبه و نخاف عليه .
قيل : يا أمير المؤمنين ، فبينها لنا ؟
قال : نعم .
أما الذنب المغفور :
فعبد : عاقبه الله على ذنبه في الدنيا ، فالله أحكم و أكرم أن يعاقب عبده مرتين .
و أما الذنب : الذي لا يغفر .
*فظلم العباد : بعضهم لبعض ، إن الله تبارك و تعالى إذا برز لخلقه ، أقسم قسما على نفسه .
فقال : و عزتي و جلالي ، لا يجوزني ظلم ظالم ، و لو كف بكف ، و لو مسحة بكف ، و نطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء .
فيقتص الله : للعباد بعضهم من بعض ، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة ، ثم يبعثهم الله إلى الحساب .
و أما الذنب الثالث : فذنب ستره الله على عبده ، و رزقه التوبة ، فأصبح خاشعا من ذنبه ، راجيا لربه ، فنحن له كما هو لنفسه ، نرجو له الرحمة ، و نخاف عليه العقاب .
المحاسن ج1ص718 .
وعن محمد بن مارد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : حديث روي لنا أنك .
قلت : إذا عرفت فاعمل ما شئت ؟
فقال : قد قلت ذلك !
قال قلت : و إن زنوا ، أو سرقوا ، أو شربوا الخمر ؟!
فقال لي : إنا لله و إنا إليه راجعون .
و الله ما أنصفونا : أن نكون أخذنا بالعمل ، و وضع عنهم .
إنما قلت : إذا عرفت ، فاعمل ما شئت من قليل الخير و كثيره ، فإنه يقبل منك .
الكافي ج2ص464ح5 .
ومثل هذا الحديث : ومعناه كثير مروي عن أهل البيت عليهم السلام ومثله لا ينال شفاعتنا مستخف بصلاته وغيرها ، مثل أحاديث غفران لأهل القبور بفاتحة وغيرها لا تعني حتى الظالمين بالكبائر والمتجبرين والكفار .
*وإلا لو كان ألأمر : بمجرد عمل صالح لغفر لطاغية وظالم ، فإنه بعضهم يمكن أن يعمل اكبر قباح المعصية وظلم العباد وأكل حقوقهم ، ثم يوصي أبنائه أن يقرؤن له الفاتحة وبعض الأعمال الصالحة حتى يغفر له ، فهذا خلاف العدل والإنصاف ، دون أن يرجعون الحقوق لأهلها .
وعلى كل يجب : عدم المعصية لأنه قد لا يستطيع أن يتوب منها الإنسان ، وللتوبة شروط واسعة يجب معرفتها وعملها .
وفي حديث العابد الذي أراد أن يعصي مع أمرءة فقالت له :
يا عبد الله : إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة .
و ليس : كل من طلب التوبة وجدها .
و إنما ينبغي : أن يكون هذا شيطانا مثل لك .
الكافي ج8ص384 . .
وهذا الموضوع : إن شاء الله نراه نافع في معاني التوبة