م / (المطلب الثاني : بيان الجملة الاولى )
قد احطتَ خبرا بما قدمنا لك اننا سنتكلم في اثبات دعوى : " من وصف الله فقد جهله " في مطلبين :
الاول : ذكر المقدمات التي يتوقف عليها الاستدلال وقد مر عليك .. فراجع ثمة ..
وقد حان اوان بيان ما وعدناك به وهو :
المطلب الثاني : في بيان تلكم الجمل تفصيلا وهي خمس والكلام الان في الجملة الاولى ..
الجملة الاولى وهي : ( كل صفة غير الموصوف وكل موصوف غير الصفة )
بيانها :
هذه الجملة بشقيها تريد ان تثبت امرا واحدة وهو " بين الصفة والموصوف مغايرة " وهذه الاخيرة وإن كانت في لفظها ونصها واحدة ولكنها تنحل الى جملتين قد صرح بهما الامام بشكل لا يحصل معه أي غموض وجاء بهما صريحيتن .. وبتعبير اخر ان الامام جاء بجملتين الثانية لازمة للإولى نظير ملازمة المفهوم للمنطوق فالاولى بمنزلة المنطوق والثانية بمنزلة المفهوم ..
سؤال : ما معنى مفهوم ومنطوق ؟
الجواب : باختصار ان يكون عندك جملة واحدة تستفيد من لفظها الظاهر مفاد معين وتستفيد مما وراء لفظها مفاد آخر فيكون عندك لفظ وجملة واحدة ولكن تفيد شيئين و ومضمونين .. ناخذ مثالا على ذلك .. الله تعالى يقول : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6] هل هذه جملة واحدة او جملتين ؟
الجواب : جملة واحدة ، ولكن هذه الجملة والواحدة تعطينا وتفيدنا شيئين ومفادين في عين انها واحدة :
الاول : تفيد ان الفاسق اذا اخبرنا بشيء فلابد من التبين والفحص والتحقق والتاكد .. وهو واضح من لفظ ومنطوق الجملة ..
الثاني : تفيد ان غير الفاسق اذا اخبرنا بشيء فلا نتبين وانما ناخذ بخبره ونصدقه فيما يخبر وما يقول ...
اذن الخلاصة : في الجملة الاولى يراد اثبات المغايرة ما بين الصفة والموصوف وان احدهما غير الاخر فلا الصفة نفس الموصوف وعينه ولا الموصوف نفس الصفة وعينها ..
سؤال : لماذا الصفة غير الموصوف والموصوف غير الصفة مع اننا حين نلاحظهما بحسب الخارج متحدان فحين نصف زيد بالجلوس فنحن نرى ان زيد والجلوس شيء واحد خارجا فمن اين جائت المغايرة ؟
الجواب : هذا سؤال وجيه جدا ولكن في الحقيقة المغايرة جائت بالنظر الى ما يلي :
هناك خصوصية للصفة ليست للموصوف وهناك خصوصية للموصوف ليست للصفة ..
اما خصوصية الصفة فهي : الاحتياج الى الموصوف فلا يمكنك ان تتعقل وتتصور صفة بلا موصوف يتصف بها فهي بامس الحاجة الى الموصوف فالصفة غير مستغنية عن الموصوف بحيث يمكن ملاحظتها مستقلة عن الموصوف فهل ترى انك تتصور " جالس " بلا ذات وشخص يتصف بالجلوس ؟ الجواب كلا والف كلا لا يمكن ..
واما خصوصية الموصوف فهي : الاستغناء عن الصفة وعدم احتياجه اليها فيمكن ان نتصور " زيد " ولا يتوقف تعقلنا وتصورنا هذا على " العلم او الجلوس او القيام ..الخ " فالموصوف فمستغن عن الصفة بخلاف العكس .. فهل الصفة الان عين الموصوف ام انها مغايرة له ؟ بالتاكيد مغايرة بعد ان لاحظنا ان لكل خصوصيته التي يختلف بها عن الاخر وهما خصوصيتان متطاردتان متنافيتان متباعدتان فبطبيعة الحال سيختلف صاحبا الخصوصيتين اعني " الصفة والموصوف " وسيتغايران ..
اذن : لا الصفة نفس الموصوف ولا الموصوف نفس الصفة او قل بجملة واحدة كما قلنا في بداية بيان الجملة " بين الصفة والموصوف مغايرة " ..
قد احطتَ خبرا بما قدمنا لك اننا سنتكلم في اثبات دعوى : " من وصف الله فقد جهله " في مطلبين :
الاول : ذكر المقدمات التي يتوقف عليها الاستدلال وقد مر عليك .. فراجع ثمة ..
وقد حان اوان بيان ما وعدناك به وهو :
المطلب الثاني : في بيان تلكم الجمل تفصيلا وهي خمس والكلام الان في الجملة الاولى ..
الجملة الاولى وهي : ( كل صفة غير الموصوف وكل موصوف غير الصفة )
بيانها :
هذه الجملة بشقيها تريد ان تثبت امرا واحدة وهو " بين الصفة والموصوف مغايرة " وهذه الاخيرة وإن كانت في لفظها ونصها واحدة ولكنها تنحل الى جملتين قد صرح بهما الامام بشكل لا يحصل معه أي غموض وجاء بهما صريحيتن .. وبتعبير اخر ان الامام جاء بجملتين الثانية لازمة للإولى نظير ملازمة المفهوم للمنطوق فالاولى بمنزلة المنطوق والثانية بمنزلة المفهوم ..
سؤال : ما معنى مفهوم ومنطوق ؟
الجواب : باختصار ان يكون عندك جملة واحدة تستفيد من لفظها الظاهر مفاد معين وتستفيد مما وراء لفظها مفاد آخر فيكون عندك لفظ وجملة واحدة ولكن تفيد شيئين و ومضمونين .. ناخذ مثالا على ذلك .. الله تعالى يقول : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6] هل هذه جملة واحدة او جملتين ؟
الجواب : جملة واحدة ، ولكن هذه الجملة والواحدة تعطينا وتفيدنا شيئين ومفادين في عين انها واحدة :
الاول : تفيد ان الفاسق اذا اخبرنا بشيء فلابد من التبين والفحص والتحقق والتاكد .. وهو واضح من لفظ ومنطوق الجملة ..
الثاني : تفيد ان غير الفاسق اذا اخبرنا بشيء فلا نتبين وانما ناخذ بخبره ونصدقه فيما يخبر وما يقول ...
اذن الخلاصة : في الجملة الاولى يراد اثبات المغايرة ما بين الصفة والموصوف وان احدهما غير الاخر فلا الصفة نفس الموصوف وعينه ولا الموصوف نفس الصفة وعينها ..
سؤال : لماذا الصفة غير الموصوف والموصوف غير الصفة مع اننا حين نلاحظهما بحسب الخارج متحدان فحين نصف زيد بالجلوس فنحن نرى ان زيد والجلوس شيء واحد خارجا فمن اين جائت المغايرة ؟
الجواب : هذا سؤال وجيه جدا ولكن في الحقيقة المغايرة جائت بالنظر الى ما يلي :
هناك خصوصية للصفة ليست للموصوف وهناك خصوصية للموصوف ليست للصفة ..
اما خصوصية الصفة فهي : الاحتياج الى الموصوف فلا يمكنك ان تتعقل وتتصور صفة بلا موصوف يتصف بها فهي بامس الحاجة الى الموصوف فالصفة غير مستغنية عن الموصوف بحيث يمكن ملاحظتها مستقلة عن الموصوف فهل ترى انك تتصور " جالس " بلا ذات وشخص يتصف بالجلوس ؟ الجواب كلا والف كلا لا يمكن ..
واما خصوصية الموصوف فهي : الاستغناء عن الصفة وعدم احتياجه اليها فيمكن ان نتصور " زيد " ولا يتوقف تعقلنا وتصورنا هذا على " العلم او الجلوس او القيام ..الخ " فالموصوف فمستغن عن الصفة بخلاف العكس .. فهل الصفة الان عين الموصوف ام انها مغايرة له ؟ بالتاكيد مغايرة بعد ان لاحظنا ان لكل خصوصيته التي يختلف بها عن الاخر وهما خصوصيتان متطاردتان متنافيتان متباعدتان فبطبيعة الحال سيختلف صاحبا الخصوصيتين اعني " الصفة والموصوف " وسيتغايران ..
اذن : لا الصفة نفس الموصوف ولا الموصوف نفس الصفة او قل بجملة واحدة كما قلنا في بداية بيان الجملة " بين الصفة والموصوف مغايرة " ..
تعليق