قرأت هذه القصة في أحدى الكتب واحببت نقلها لكم
وهي عن شاب في ايران حيث نقل قائل القصة قائلا :
حينما كنا نذهب من قم الى طهران بواسطة الحافلة ، ولم يكن الطريق بين هاتين المدينتين قد بلُط حينها ، توقف سائق الحافلة عند سفوح جبال مدينة حسن آباد الواقعة على هذ الطريق ، واستاذن من الركاب بأن يصلي ركعتين في هذا البر على وجه السرعة، ومع أن الركاب لم يأذنوا له في بداية الامر، الاّ ان موقفه الحازم جعلهم يستجيبون ويأذنون له باداء الصلاة والعودة فوراً .
وحينما صلى وعاد وجلس خلف مقود الحافلة ، ابديت انا واكثر الركاب رغبة في معرفة السبب الذي دفعه للصلاة في هذا المكان ، وما هذه الصلاة التي تؤدى قبل الظهر ، وبهذا اللون من الاصرار على أدائها في هذا الموضع من الطريق بالذات ؟ ..قال : في هذا المكان ايقظني الله تعالى من نومة الغافلين ، وانا كلما امر من هنا اؤدي ركعتي صلاة الشكر لله تعالى .
قلت : وكيف ايقظك الله في هذا المكان من نومة الغافلين ؟..
لم يشأ في بداية الأمر ان يشرح لي القصة ، ولكنه حينما لاحظ اصراري وسائر الركاب على معرفة اساس الموضوع ، وخاصة حينما قلت له : لعل قضيّتك تكون سبباً في ايقاظ الاخرين من نومة الغافلين ، قال :
كنت قبل عدّة سنوات رجلاً متحللاً ، وغافلاً عن ذكر الله ، وكثير الأذى للناس ، ولاشيء يثير في نفسي ذكر الله ، الى ان مررت ذات يوم من هنا بسيارتي الخاصة وكنت وحدي ، ونزلت لاراقة المائية في هذا المكان بعد ان اوقفت سيارتي الى جانب الطريق ، وكانت هناك مزرعة قد جمع محصولها من الحنطة .
لفت نظري هناك زنبور كبير نزل على حبّة قمح وحملها بين اسنانه وتوّجه الى صُخور تقع عند سفح الجبل تقريباً .. فاندفعت لا ارادياً الى التفكير بصلة الزنبور - وهو من آكلات اللحوم - بحبّة القمح ، وحدست انه انما يريدها لأمر آخر .. ولهذا قررت متابعته ، وسرت وراءه بسرعة ، ولاحظت انه ذهب الى مكان فيه عصفور ميت ، وعصفورين آخرين صغيرين ( خرجا منالبيضة تواً ) ، وما ان سمعاً ازيز الزنبور حتّى فتحاً مناقيريهما ووضع الزنبور حبّة القمح في فم احداهما ، وذهب ، ولم يمض طويلاً حتى عاد ثانية، وكرر نفس العمل .. جلستُ هناك بعض الوقت وانا الاحظ الزنبور ذهب وعاد عدّة مرات وهو يحمل القمح، او اشياء اخرى يطعم بها هذين العصفورين الصغيرين .
كانت كل هذه عبارة عن صيحات في مسامعي تؤكد وجود الباري عزّ شأنه ؛ فأيقظتني من سبات الغفلة ، فبكيت وذرفت دموعاً غزيرة ، واخذت ألطم على رأسي وأصيح: لماذا انا غاط في هذا السبات والغفلة عن الله ، الذي أرسل هذا الزنبور لاحياء هذين العصفورين الصغيرين ؟.. عميت عين لا تراك وتباً لقلب يخلو من محبّتك .جلست يومها إلى جانب العصفورين ، وبقيت اراقب حركة ذلك الزنبور ، حيث شعرت هناك تماماً بوجود الله ، وبقيت ابكي واسجد منيباً الى الله تائباً اليه ، حتى انار قلبي ، وادركت اني افقت من سبات الغفلة ، ويجب عليَّ العمل في سبيل التقرب الى خالقي ، لا بد لي من اجتياز حجب الظلام والتحليق في آفاق الكمال الروحي .
ولهذا صليت في ذلك اليوم ركعتي صلاة الشكر لله تعالى على هذه النعمة ،وألزمت نفسي بصلاة ركعتي الشكر كلما مررت على هذا المكان .
واذا كان الله سبحانه يرحم عصفورين صغيرين ويسخر لهما من يرعاهما
فكيف برحمته وعنايته بنا ونحن من خلق الكون وسخره لاجلنا فهو سبحانه يحوطنا برافته من حيث نشعر او لا نشعر
ولكنا لا نبالي ولا نكترث !!
فما اقسى قلوبنا وما واجفى انفسنا !!
وهي عن شاب في ايران حيث نقل قائل القصة قائلا :
حينما كنا نذهب من قم الى طهران بواسطة الحافلة ، ولم يكن الطريق بين هاتين المدينتين قد بلُط حينها ، توقف سائق الحافلة عند سفوح جبال مدينة حسن آباد الواقعة على هذ الطريق ، واستاذن من الركاب بأن يصلي ركعتين في هذا البر على وجه السرعة، ومع أن الركاب لم يأذنوا له في بداية الامر، الاّ ان موقفه الحازم جعلهم يستجيبون ويأذنون له باداء الصلاة والعودة فوراً .
وحينما صلى وعاد وجلس خلف مقود الحافلة ، ابديت انا واكثر الركاب رغبة في معرفة السبب الذي دفعه للصلاة في هذا المكان ، وما هذه الصلاة التي تؤدى قبل الظهر ، وبهذا اللون من الاصرار على أدائها في هذا الموضع من الطريق بالذات ؟ ..قال : في هذا المكان ايقظني الله تعالى من نومة الغافلين ، وانا كلما امر من هنا اؤدي ركعتي صلاة الشكر لله تعالى .
قلت : وكيف ايقظك الله في هذا المكان من نومة الغافلين ؟..
لم يشأ في بداية الأمر ان يشرح لي القصة ، ولكنه حينما لاحظ اصراري وسائر الركاب على معرفة اساس الموضوع ، وخاصة حينما قلت له : لعل قضيّتك تكون سبباً في ايقاظ الاخرين من نومة الغافلين ، قال :
كنت قبل عدّة سنوات رجلاً متحللاً ، وغافلاً عن ذكر الله ، وكثير الأذى للناس ، ولاشيء يثير في نفسي ذكر الله ، الى ان مررت ذات يوم من هنا بسيارتي الخاصة وكنت وحدي ، ونزلت لاراقة المائية في هذا المكان بعد ان اوقفت سيارتي الى جانب الطريق ، وكانت هناك مزرعة قد جمع محصولها من الحنطة .
لفت نظري هناك زنبور كبير نزل على حبّة قمح وحملها بين اسنانه وتوّجه الى صُخور تقع عند سفح الجبل تقريباً .. فاندفعت لا ارادياً الى التفكير بصلة الزنبور - وهو من آكلات اللحوم - بحبّة القمح ، وحدست انه انما يريدها لأمر آخر .. ولهذا قررت متابعته ، وسرت وراءه بسرعة ، ولاحظت انه ذهب الى مكان فيه عصفور ميت ، وعصفورين آخرين صغيرين ( خرجا منالبيضة تواً ) ، وما ان سمعاً ازيز الزنبور حتّى فتحاً مناقيريهما ووضع الزنبور حبّة القمح في فم احداهما ، وذهب ، ولم يمض طويلاً حتى عاد ثانية، وكرر نفس العمل .. جلستُ هناك بعض الوقت وانا الاحظ الزنبور ذهب وعاد عدّة مرات وهو يحمل القمح، او اشياء اخرى يطعم بها هذين العصفورين الصغيرين .
كانت كل هذه عبارة عن صيحات في مسامعي تؤكد وجود الباري عزّ شأنه ؛ فأيقظتني من سبات الغفلة ، فبكيت وذرفت دموعاً غزيرة ، واخذت ألطم على رأسي وأصيح: لماذا انا غاط في هذا السبات والغفلة عن الله ، الذي أرسل هذا الزنبور لاحياء هذين العصفورين الصغيرين ؟.. عميت عين لا تراك وتباً لقلب يخلو من محبّتك .جلست يومها إلى جانب العصفورين ، وبقيت اراقب حركة ذلك الزنبور ، حيث شعرت هناك تماماً بوجود الله ، وبقيت ابكي واسجد منيباً الى الله تائباً اليه ، حتى انار قلبي ، وادركت اني افقت من سبات الغفلة ، ويجب عليَّ العمل في سبيل التقرب الى خالقي ، لا بد لي من اجتياز حجب الظلام والتحليق في آفاق الكمال الروحي .
ولهذا صليت في ذلك اليوم ركعتي صلاة الشكر لله تعالى على هذه النعمة ،وألزمت نفسي بصلاة ركعتي الشكر كلما مررت على هذا المكان .
واذا كان الله سبحانه يرحم عصفورين صغيرين ويسخر لهما من يرعاهما
فكيف برحمته وعنايته بنا ونحن من خلق الكون وسخره لاجلنا فهو سبحانه يحوطنا برافته من حيث نشعر او لا نشعر
ولكنا لا نبالي ولا نكترث !!
فما اقسى قلوبنا وما واجفى انفسنا !!
تعليق