بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ... ))
هنالك عدة أجوبة: منها : ان الملائكة قد رؤا من قبل ما فعله الجن في الأرض من الفساد ، ولمّا كان الجن مركباً والانسان كذلك فيه التركيب من الروح والجسد وان الجسد مركب من عناصر وفيه بطبيعة الحال تنازع وتخالف ونتيجتهما الفساد وسفك الدماء ، والحديث عن الخلافة الالهية في الأرض وهذه لا تتلائم مع السفك والفساد فبتحليلهم الخاص كأنّما قالوا في مقام الاستفهام وليس الاعتراض والاستنكار انه كيف تجعل فيها خليفة لك وهو بطبيعته الجسدية سوف يسفك الدمّ ويفسد في الأرض كما حدث لابناء آدم (عليه السلام ) فأجابهم الله اني اعلم ما لا تعلمون كما انه يعلم غيب السموات والأرض .
هذا، وأجاب السيد الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان) بجواب آخر فقال : (قوله تعالى : (( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء - الى قوله - ونقدس لك )) (البقرة:30) مشعر بانهم انما فهموا وقوع الافساد وسفك الدماء من قوله سبحانه : (( اني جاعل في الارض خليفة )) (البقرة:30) ، حيث ان الموجود الأرضي بما أنه مادي مركب من القوى الغضبية والشهوية ، والدار دار التزاحم ، محدودة الجهات وافرة المزاحمات مركباتها في معرض الانحلال وانتظاماتها واصلاحاتها في مظنة الفساد ومصب البطلان ، لا تتم الحياة فيها إلاّ بالحياة النوعية ، ولا يكمل البقاء فيها إلاّ بالاجتماع والتعاون ، فلا تخلو من الفساد وسفك الدماء ، ففهموا من هناك ان الخلافة المرادة لا تقع في الأرض الاّ بكثرة من الافراد ونظام اجتماعي بينهم يفضي بالاخرة الى الفساد والسفك ، والخلافة وهي قيام شيء مقام آخر لا تتم إلاّ بكون الخليفة حاكياً للمستخلف في جميع شؤونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلف ، والله سبحانه في وجوده مسمى بالأسماء الحسنى متصف بالصفات العليا ، من أوصاف الجمال والجلال ، منزه في نفسه عن النقص ومقدس في فعله عن الشر والفساد جلّت عظمته ، والخليفة الارضي بما هو كذلك لا يليق بالاستخلاف ولا يحكي بوجوده المشوب بكل نقص وشين الوجود الالهي المقدس المنزه عن جميع النقائص وكل الأعدام ، فأين التراب وربّ الأرباب ، وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة ، وليس من الاعتراض والخصومة في شيء ، والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم : (( انك انت العليم الحكيم )) (البقرة:32) حيث صدر الجملة بأن التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم ، فملخص قولهم يعود الى ان جعل الخلافة انما هو لأجل أن يحكى الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده ، والارضية لا تدعه بفعل ذلك ، بل تجرّه إلى الفساد والشر ، والغاية من هذا الجعل وهي التسبيح والتقديس بالمعنى الذي مر من الحكاية الحاصلة بتسبيحنا بحمدك وتقديسنا لك ، فنحن خلفائك أو فاجعلنا خلفاء لك ، فما فائدة جعل هذه الخلافة الارضية لك ؟ فردّ الله سبحانه ذلك عليهم بقوله : اني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلّها...)( راجع تفسير الميزان ج1 : ص115 ) .
ونسألكم الدعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ... ))
هنالك عدة أجوبة: منها : ان الملائكة قد رؤا من قبل ما فعله الجن في الأرض من الفساد ، ولمّا كان الجن مركباً والانسان كذلك فيه التركيب من الروح والجسد وان الجسد مركب من عناصر وفيه بطبيعة الحال تنازع وتخالف ونتيجتهما الفساد وسفك الدماء ، والحديث عن الخلافة الالهية في الأرض وهذه لا تتلائم مع السفك والفساد فبتحليلهم الخاص كأنّما قالوا في مقام الاستفهام وليس الاعتراض والاستنكار انه كيف تجعل فيها خليفة لك وهو بطبيعته الجسدية سوف يسفك الدمّ ويفسد في الأرض كما حدث لابناء آدم (عليه السلام ) فأجابهم الله اني اعلم ما لا تعلمون كما انه يعلم غيب السموات والأرض .
هذا، وأجاب السيد الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان) بجواب آخر فقال : (قوله تعالى : (( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء - الى قوله - ونقدس لك )) (البقرة:30) مشعر بانهم انما فهموا وقوع الافساد وسفك الدماء من قوله سبحانه : (( اني جاعل في الارض خليفة )) (البقرة:30) ، حيث ان الموجود الأرضي بما أنه مادي مركب من القوى الغضبية والشهوية ، والدار دار التزاحم ، محدودة الجهات وافرة المزاحمات مركباتها في معرض الانحلال وانتظاماتها واصلاحاتها في مظنة الفساد ومصب البطلان ، لا تتم الحياة فيها إلاّ بالحياة النوعية ، ولا يكمل البقاء فيها إلاّ بالاجتماع والتعاون ، فلا تخلو من الفساد وسفك الدماء ، ففهموا من هناك ان الخلافة المرادة لا تقع في الأرض الاّ بكثرة من الافراد ونظام اجتماعي بينهم يفضي بالاخرة الى الفساد والسفك ، والخلافة وهي قيام شيء مقام آخر لا تتم إلاّ بكون الخليفة حاكياً للمستخلف في جميع شؤونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلف ، والله سبحانه في وجوده مسمى بالأسماء الحسنى متصف بالصفات العليا ، من أوصاف الجمال والجلال ، منزه في نفسه عن النقص ومقدس في فعله عن الشر والفساد جلّت عظمته ، والخليفة الارضي بما هو كذلك لا يليق بالاستخلاف ولا يحكي بوجوده المشوب بكل نقص وشين الوجود الالهي المقدس المنزه عن جميع النقائص وكل الأعدام ، فأين التراب وربّ الأرباب ، وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة ، وليس من الاعتراض والخصومة في شيء ، والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم : (( انك انت العليم الحكيم )) (البقرة:32) حيث صدر الجملة بأن التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم ، فملخص قولهم يعود الى ان جعل الخلافة انما هو لأجل أن يحكى الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده ، والارضية لا تدعه بفعل ذلك ، بل تجرّه إلى الفساد والشر ، والغاية من هذا الجعل وهي التسبيح والتقديس بالمعنى الذي مر من الحكاية الحاصلة بتسبيحنا بحمدك وتقديسنا لك ، فنحن خلفائك أو فاجعلنا خلفاء لك ، فما فائدة جعل هذه الخلافة الارضية لك ؟ فردّ الله سبحانه ذلك عليهم بقوله : اني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلّها...)( راجع تفسير الميزان ج1 : ص115 ) .
ونسألكم الدعاء
تعليق