بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«ذكر الموت والاحساس بالآخرة
ولا تنفصل عملية الاحساس بمرحلية الحياة الدنيا وعرضيتها عن الاحاسس بالموت، واليوم الآخر.. ويمكن ان نعد كل هذه الاحساسيس احساساً واحداً.. بنظرة الى الحياة نظرة شاملة وبعيشها بشمولها هذا الذي يستوعب الحياة الدنيا، ومرحلة الانتقال، والمرحلة الاخيرة الابدية.
وقد حفل نهج البلاغة بالوعظ، والتذكير بحقيقة الدنيا والموت، والآخرة، لان عصر الامام (ع) كان يعيش طغيان الروح الدنيوية والركون الى الحياة الدنيا، وكانت المهمات التي اناطها (ع) بالامة آنذاك مع ظروفها النفسية، وحديته في تطبيق الاسلام بصورته الاصيلة تستدعي الكثير من الوعظ والتذكير.. هذا كله مضافاً الى انه (ع) كان بصدد بناء
الشخصية الاسلامية الذاكرة والمذكرة في الخضم المتلاطم من المسلمين الذين لم يحسن تربيتهم احد :
كان (ع) يقول : -
(واوصيكم بذكر الموت، واقلال الغفلة عنه، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم ؟ وطمعكم فيمن ليس يمهلكم، فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم حملوا الى قبورهم غير راكبين وانزلوا فيها غير نازلين، فسابقوا - رحمكم الله - الى منازلكم التي امرتم ان تعمروها، والتي رغبتم فيها ودعيتم اليها، واستتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته والمجانبة لمعصيته فإن غداً من اليوم قريب ما اسرع الساعات في اليوم، وما أسرع الأيام في الشهر، وما أسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر)(1)
(واحذركم الدنيا فانها منزل قلعة، وليست بدار نجعة قد تزينت بغرورها وغرت بزينتها دار هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرها، وحياتها بموتها، وحلوها بمرها، لم يصفها الله تعالى لاوليائه، ولم يضن بها على اعدائه،
خيرها زهيد، وشرها عتيد.. واسمعوا دعوة الموت وآذانكم قبل ان يدعى بكم إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم، وان ضحكوا، ويشتد حزنهم، وان فرحوا ويكثر مقتهم انفسهم وان اغتبطوا بما رزقوا قد غاب عن قلوبهم ذكر الآجال، وحضرتكم كواذب الآمال، فصارت الدنيا املك بكم من الآخرة، والعاجلة اذهب بكم من الآجلة)(2)
وفي كلام طويل عن وصف المتقين، يقول (ع) :
(اما الليل فصافون اقدامهم، تالين لاجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً.. فاذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم اليها شوقاً، وظنوا انها نصب اعينهم، واذا مروا بآية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم، وظنوا ان زفير جهنم، وشهيقها في اصول آذانهم)(3)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«ذكر الموت والاحساس بالآخرة
ولا تنفصل عملية الاحساس بمرحلية الحياة الدنيا وعرضيتها عن الاحاسس بالموت، واليوم الآخر.. ويمكن ان نعد كل هذه الاحساسيس احساساً واحداً.. بنظرة الى الحياة نظرة شاملة وبعيشها بشمولها هذا الذي يستوعب الحياة الدنيا، ومرحلة الانتقال، والمرحلة الاخيرة الابدية.
وقد حفل نهج البلاغة بالوعظ، والتذكير بحقيقة الدنيا والموت، والآخرة، لان عصر الامام (ع) كان يعيش طغيان الروح الدنيوية والركون الى الحياة الدنيا، وكانت المهمات التي اناطها (ع) بالامة آنذاك مع ظروفها النفسية، وحديته في تطبيق الاسلام بصورته الاصيلة تستدعي الكثير من الوعظ والتذكير.. هذا كله مضافاً الى انه (ع) كان بصدد بناء
الشخصية الاسلامية الذاكرة والمذكرة في الخضم المتلاطم من المسلمين الذين لم يحسن تربيتهم احد :
كان (ع) يقول : -
(واوصيكم بذكر الموت، واقلال الغفلة عنه، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم ؟ وطمعكم فيمن ليس يمهلكم، فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم حملوا الى قبورهم غير راكبين وانزلوا فيها غير نازلين، فسابقوا - رحمكم الله - الى منازلكم التي امرتم ان تعمروها، والتي رغبتم فيها ودعيتم اليها، واستتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته والمجانبة لمعصيته فإن غداً من اليوم قريب ما اسرع الساعات في اليوم، وما أسرع الأيام في الشهر، وما أسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر)(1)
(واحذركم الدنيا فانها منزل قلعة، وليست بدار نجعة قد تزينت بغرورها وغرت بزينتها دار هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها، وخيرها بشرها، وحياتها بموتها، وحلوها بمرها، لم يصفها الله تعالى لاوليائه، ولم يضن بها على اعدائه،
خيرها زهيد، وشرها عتيد.. واسمعوا دعوة الموت وآذانكم قبل ان يدعى بكم إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم، وان ضحكوا، ويشتد حزنهم، وان فرحوا ويكثر مقتهم انفسهم وان اغتبطوا بما رزقوا قد غاب عن قلوبهم ذكر الآجال، وحضرتكم كواذب الآمال، فصارت الدنيا املك بكم من الآخرة، والعاجلة اذهب بكم من الآجلة)(2)
وفي كلام طويل عن وصف المتقين، يقول (ع) :
(اما الليل فصافون اقدامهم، تالين لاجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً.. فاذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم اليها شوقاً، وظنوا انها نصب اعينهم، واذا مروا بآية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم، وظنوا ان زفير جهنم، وشهيقها في اصول آذانهم)(3)
------------------------------
(1) - نهج البلاغة نص رقم / 118
(2) - نفس المصدر نص رقم / 115
(3) - نفس المصدر نص رقم / 193
(1) - نهج البلاغة نص رقم / 118
(2) - نفس المصدر نص رقم / 115
(3) - نفس المصدر نص رقم / 193
تعليق