العراقيات يُقْبلِن بحذر على فايسبوك والرجال يتسابقون لاستخدامه
Thu, 28 Jun 2012 الساعة : 9:36
التواصل الاجتماعي الالكتروني تزامن مع التغيير السياسي في العراق
وكالات
تتزايد في العراق ظاهرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر، ويوميا هناك المزيد من الإقبال على هذه المواقع وسط تحذيرات البعض من خطر الادمان على استخدامها. يتفق اغلب العراقيين ممن يشتركون في مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فايسبوك وتويتر وغوغل بلس) على ان الاهتمام الجمعي بالتواصل الالكتروني يتسع بشكل مثير للاهتمام، كما ان هذه المواقع بدأت تأخذ حيزا كبيرا من وقت الفرد العراقي، ليتجاوز الساعتين يوميا، كمعدل على اقل تقدير.ويشير الاعلامي زيد الطائي في هذا الصدد الى ان الظاهرة الابرز في الحياة العراقية، منذ العام 2003 هي الظاهرة الاعلامية ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، اذ تمثل انفتاحا جديدا في طريقة تعامل العراقيين مع بعضهم ومع العالم، مما جعل اغلب العراقيين المتعلمين اليوم يبدون حرصا شديدا على امتلاك الحاسوب والاشتراك في الشبكة العنكبوتية.بين انقلابين
مواطنة عراقية تستخدم الانترنتلكن الباحث الاجتماعي كريم شمخي يلفت النظر الى ان ظهور فايسبوك في عام 2003 تزامن مع التغيير السياسي في العراق، ليمثل ذلك خاصية عراقية اذ امتزجت الثورة المعلوماتية في العالم بالانقلاب السياسي والاجتماعي الذي حدث في العراق في نفس العام ايضا.وتشير التقديرات الا ان مواقع التواصل الاجتماعي تنتشر بين فئة الشباب ذكورا وإناثا في المجتمع العراقي.
ويؤكد الطالب الجامعي باسم حسن على ان الشباب العراقي والعربي اصبح اليوم اكثر قوة على احداث التغييرات في المجتمع بامتلاكه حرية الوصول الى المعلومة واسماع صوته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.لكن حسن الذي يقضي يوميا نحو الساعة والنصف الى الساعتين في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، يحذر من الادمان عليها، فبعض الشباب يقضي ساعات طويلة من النهار والليل خلف الحاسوب، وهو نوع من الادمان الذي يتوجب تجنبه.وتعترف أمينة الخفاجي (موظفة) بأنّ جل وقتها من المساء الى الليل تغطيه في التواصل مع صديقاتها عبر فيس بوك، من دون الحاجة الى تبادل الزيارات.اصدقاء وصديقات
وفي نفس الوقت يؤكد حيدر حسن ( مدرس) بان التواصل الرقمي اتاح له اضافة اصدقاء وصديقات جدد الى معارفه موضحا انه على الواقع ليس له اي علاقة مع الجنس الناعم لكنه تمكن عبر فايسبوك من اقامة نحو عشرين علاقة صداقة مع بنات في داخل العراق وخارجه.وسمحت مواقع التواصل بالتعارف بين الجنسين في المجتمع العراقي المحافظ، حيث ان ذلك يثير حفيظة المحافظين ورجال الدين، فرجل الدين امين الكربلائي يحذر من الانفتاح الذي يكرس الانفلات الاجتماعي داعيا الى (انترنت ) يتوافق مع الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد بحسب تعبيره.وتستقطب مواقع التواصل الاجتماعي الشريحة المتعلمة في العراق بشكل واسع، وبات الكثير من الاكاديميين اضافة الى النخب السياسية تخصص جزءا مهما من وقتها لهذه المواقع.لكن الدكتور احمد ناجي الاستاذ في جامعة بابل (100 كم جنوبي بغداد) يستنتج من تجربته في هذا المجال بان المثقفين و الاكاديميين هم الاكثر استثمارا لمواقع التواصل الاجتماعي، في حين تمثل هذه المواقع بالنسبة للكثير من الشباب فرصة للمتعة فحسب، عبر قضاء وقت كبير في الاحاديث غير المفيدة او اقامة علاقات عاطفية وغير ذلك من وسائل اللهو التي لا تعد ولا تحصى في الشبكة العنكبوتية.ولا تتوفر احصائيات دقيقة في العراق عن اعداد المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لكن تقرير الإعلام الاجتماعي العربي في عام 2011 يفيد بوجود نحو 32 مليون مستخدم عربي لموقع فايسبوك، بمعدل نمو قدره 50% منذ بداية العام 2011، كما ان هناك نحو حوالي مليون ومائة ألف مستخدم عربي يستخدمون تويتر.اتجاهات رأي واضحة
ويشير الناشط ماجد حمزة الى ان التواصل الرقمي نجح لأول مرة في العراق في تشكيل اتجاهات رأي واضحة، فمجرد تصفحك مواقع التواصل الاجتماعي يمكن تتبع هذه الاتجاهات وبناء استنتاجات عليها.
ويتابع : نجح عراقيون في نشر مفاهيم سياسية واجتماعية بأساليب مبتكرة على الانترنت اثمرت عن زيادة في الوعي". ويشير حمزة الى ان الكثير من الظواهر الاجتماعية باتت محور نقاش على مواقع التواصل الاجتماعي مما اتاح توجيه النقد اليها وتصحيح مسارها.وفي جامعة بغداد فان الحديث الاول بين شخصين يلتقيان لاول مرة ويودان التواصل في المستقبل هو " هل انت مشترك في تويتر او فايسبوك، ارجو كتابك اسمك الرقمي ليتاح لي التواصل معك ".
ويحصل ذات الامر في المدارس والمؤسسات والدوائر الحكومية والمرافق الاخرى في المجتمع.
وما ان يخرج سعد حسن ( موظف ) من البيت حتى يعود اليه مجددا لضمان التواصل مع اصدقائه عبر فايسبوك. ويعترف سعد بان برنامج حياته اليومي تغيّر كثيرا منذ بدأ تواصله مع العالم عبر فيس بوك وتويتر.ادمان التواصل الاجتماعي
الطبيب النفسي جعفر صادق يؤكد ان ادمان التواصل الاجتماعي لاسيما فايسبوك اصبح مرضا معروفا بين الاوساط العالمية ويتوجب معالجته لاسيما وان مواقع التواصل مغرية للشباب بحيث تؤدي الى الإدمان وبالتالي العزلة عن المجتمع.وبحسب عادل محمود الاكاديمي في نظم المعلوماتية فان السنوات القادمة ستشهد تصدر المواقع الاجتماعية موقع الصدارة في التعامل اليومي بين الناس عموما، وسيصبح الوقت ثمينا بالنسبة لكثيرين في حالة تحسن امدادات الطاقة وتعززت شبكة الانترنت في العراق.التفاعل السلبي
لكن عادل ينتقد التفاعل السلبي مع الشبكة الاجتماعية فالبعض يجد فيها وسيلة لإضاعة الوقت والبحث عن علاقات عاطفية او تصفح مواقع اباحية، بدلا من النقاش المفيد بالمعلومات والمعرفة والتواصل مع الآخرين.ويميز عادل بين اجندة كثيرة يتلمسها الفرد العراقي من مواقع التواصل فهناك إدمان المحادثات غير الهادفة، وإدمان المنتديات والالعاب، وهناك إدمان البحث المعلوماتي والتعليم الذي يمثل اتجاها مفيدا للمجتمع في نشر الوعي والتقنيات.جدير ذكره ان زوار ومستخدمي فايسبوك بلغ نحو 32 مليون مستخدم في عام 2011 في العالم.النساء العراقيات وفايسبوك
وتعتقد الناشطة النسوية هيفاء حسن ان اكبر مشكلة تواجهها المرأة العراقية في مواقع التواصل الاجتماعي هو النظر اليها على انها صيد ( جنسي )، فكثير من الشباب لا ينطلق من بناء علاقة رقمية مع المرأة بدافع الصداقة البريئة او الاخوة او المواطنة او استقصاء المعلومة المفيدة والتفاعل في حوار بناء، بل الغرض من ذلك هو استدراج الفتاة لعلاقة خاصة عاطفية او جنسية.ولهذا السبب – بحسب هيفاء – تتردد بعض النساء العراقيات من الدخول بأسماء صريحة، كما يحاولن قدر الامكان اقامة علاقات مع فتيات اخريات بدلا من الرجال.وتؤكد سوسن جميل ( مدرسة ) هذا الرأي، مشيرة الى انها وضعت ثقتها بصديقة على الانترنت حيث استمر التواصل لنحو اشهر لكنها اكتشفت ان هذه الصديقة عبارة عن رجل ليس الا، قام بخداعها.ومنذ ذلك الحين قررت سوسن عدم اقامة اي علاقة اجتماعية رقمية الا من الناس الذين تعرفهم على ارض الواقع فقط.
حادثة اخرى روتها لمياء كامل(معلمة)، اذ ارسل مجهولون لها صورا جريئة لممثلات وشخصيات معروفة مما جعلها تحذر جدا من التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي. لكن لمياء مقتنعة بان هذه التقنية الجديدة في التواصل نافعة ومفيدة اذا ما أُحسن استخدامها.
تعليق