بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوّلاً : الظهور الأوّلي المتبادر من مفهوم ( الشفاعة ) هو شمولها لأهل المعاصي غير التائبين ، إذ أن التائب حقيقةً لا ذنب له ، فلا يحتاج إلى شفاعة في ذلك المورد . مضافاً إلى أن بعض الروايات الواردة في المقام تصرح بهذا المعنى ، قال (ص) : ( إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي ) (سنن ابن ماجة 2 /1441 ، من لا يحضره الفقيه 3 / 376 ، وغيرهما).
ثانياً : إن شمول الشفاعة للعاصين يختلف باختلاف المعاصي والعصاة في كيفية صدور المعصية عنهم وكميتها ؛ فمنهم من تناله الشفاعة في بادئ الأمر , ومنهم من لا يليق لهذه المكرمة إلا بعد مسّه النار وتطهيره , ومنهم بين ذلك .
ثالثاً : بحسب الأدلة النقلية فإن الشفاعة بمراتبها المختلفة مشروطة بوجود مؤهلات ومواصفات في المشفوع لهم : منها التوحيد وعدم الشرك ، ومنها الإسلام والإيمان ، ومنها محبة أهل البيت (عليهم السلام) وعدم العداء لهم ، ومنها عدم الاستخفاف بالصلاة .
ويدل على ذلك كلّه الأخبار الواردة في المقام , نذكر بعضها :
قال الإمام الصادق (ع) : ( إن المؤمن ليشفع لحميمة , إلا أن يكون ناصباً ، ولو أن ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا ) (ثواب الأعمال للصدوق : 251 ، المحاسن للبرقي : 184).
وقال الإمام الصادق (ع) : ( لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة ) (الكافي 3 /270 و 6 / 401 ، التهذيب 9 / 107 ، من لا يحضره الفقيه 1 / 133).