بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجنة التي كان فيها آدم (عليه السلام) هي جنة أخرى لا جنة الخلد, وهبوط آدم (عليه السلام) من الجنة إلى الأرض كان هبوطاً منها وإبليس لعنه الله تعالى استطاع الدخول إلى هذه الجنة بما أعطاه الله تعالى من المهلة إلى اليوم الموعود, وطرده من الجنة كان بعد رفضه السجود لآدم (عليه السلام), وأما دخوله إليها فكان بغير صورته الأولى بل متخفياً وقد لخص سر هذه القضية ما ورد في الحديث عن الامام الصادق(عليه السلام): (... فقال ابليس: يارب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل, قال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك, إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد, فأبى أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى: (( قَالَ فَاخرُج مِنهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيكَ اللَّعنَةَ إِلَى يَومِ الدِّينِ )) (الحجر:34-35) قال إبليس: يا رب وكيف وأنت العدل الذي لا تجور ولا تظلم؟ فثواب عملي بطل؟ قال: لا, ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثواباً لعملك فأعطيك, فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين, فقال الله: قد أعطيتك, قال: سلطني على ولد آدم.
قال: سلطتك, قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق, قال: أجريتك, قال: لا يولد لهم ولد إلا ولد لي إثنان وأراهم ولا يروني وأتصور لهم في كل صورة شئت, فقال: قد أعطيتك قال: يارب زدني, قال: قد جعلت لك ولذريّتك في صدورهم أوطاناً, قال: رب حسبي, فقال إبليس عند ذلك: (( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ )) (ص:82-83), (( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمَانِهِم وَعَن شَمَآئِلِهِم وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ )) (الأعراف :17)).
تعليق