بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ حدوث العالم أمر متسالم عليه عند كلّ أرباب الأديان والمذاهب السماويّة، ومنها الإسلام ومذهب أهل البيت(عليهم السلام), ويؤيّده العقل السليم والقواعد الأساسيّة من علم الكلام, وما خالف هذا الرأي مردود أو مأوّل إن كان صاحبه يعتنق الإسلام.
ومن الأدلّة النقليّة في المقام ورود الآيات الكريمة في خلق العالم والسماوات والأرضين وغيرها فهي بصراحتها تدلّ على حدوثها؛ وأيضاً الأحاديث والروايات الكثيرة في هذا الباب لا تعطي مجالاً بالتفكير في قدم الخلق.
فمنها: (الدالّ على قدمه بحدوث خلقه.... مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته (نهج البلاغة 1/350 - الاحتجاج /107 - البحار 57/29).
ومنها: قال الإمام عليّ(عليه السلام): (لم يزل ربّنا قبل الدنيا هو مدبّر الدنيا وعالم بالآخرة)(توحيد الصدوق / 232 - البحار 57/38).
ومنها: قال الإمام أبو عبد الله(عليه السلام): (الحمد للّه الذي كان قبل أن يكون كان, لم يوجد لوصفه كان, ثمّ قال: كان إذ لم يكن شيء ولم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان)(توحيد الصدوق / 28 - البحار 57/38).
ومنها: قال الإمام أبو عبد الله(عليه السلام): (... لأنّ الذي يزول ويحوّل يجوز أن يوجد ويبطل فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث... وفي جواز التغيير عليه خروجه من القدم كما أنّ في تغييره دخوله في الحدث). (توحيد الصدوق / 216 - الكافي 1/76 - الاحتجاج / 183 - البحار 57/62).
ومنها: قال الإمام الرضا(عليه السلام): (... إنّ الله تبارك وتعالى قديم، والقدم صفة دلّت العاقل على أنّه لا شيء قبله ولا شيء معه في ديموميّته، فقد بان أنّه لا شيء قبل الله ولا شيء مع الله في بقائه, وبطل قول من زعم أنّه كان قبله أو كان معه شيء, وذلك أنّه لوكان معه شيء في بقائه لم يجز أن يكون خالقاً له, لأنّه لم يزل معه فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه؟ ولو كان قبله شيء كان الأوّل ذلك الشيء لا هذا) (توحيد الصدوق / 125 - الكافي 1/120).
وغيرها من الرويات الصريحة بهذا المعنى .
وحفظكم الله بحفظه