بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الله اجوركم بذكرى شهادة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، هو ثامن الأئمة الاثني عشر الذين نص عليهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:علي بن موسي، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين،بن علي، بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
عاصر الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام عهد الخليفة العباسي هارون عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشد أنواع التنكيل والتعذيب والقتل بحق أبناء أهل البيت عليه السلام.
عاش الإمام الرضا(ع) المرحلة الصعبة التي مر بها والده الإمام الكاظم (ع)، ولما استشهد أبوه عليه السلام وانتهت الإمامة إليه،فقد جاء أن الرشيد قال ليحيي بن خالد البرم?ي،حين حرضه الأخير على الإمام الرضا(ع): (ي?فينا ما صنعاه بأبيه).
ومع ذلك فإن الإمام الرضا(ع) لم ي?ن ليحيي بعيداً عن الصراع العلوي مع العباسيين دون أن يصيبه الأذى وتحل به الكروب والمحن.
إن تردى الأوضاع السياسية قد انعكس على طبقات الأمة كافة، فلم يسلم منه أحد سواء العامة والجمهور أو قادة الرأي وأقطاب المجتمع والعلماء، لذا كان الرأي العام قد اتجه بش?ل قوي نحو أهل البيت عليهم السلام ، حيث أن قادة أهل البيت وأئمتهم أمثال الصادق وال?اظم والرضا عليهم السلام كانوا هم المفزع للأمة وملجأ الاستغاثة.
وقد اشتد هذا الميل لأهل البيت والتعاطف معهم وبلغ شأنه أيام الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام فكانت الثورات العلوية تتفجر وجماهير الأمة وبعض الوزراء يميلون لأهل البيت، والدولة العباسية تمر بمرحلة صراع داخلي حاد بين الأمين والمأمون، وشخصية الإمام الرضا(ع) تقوي وتتركز باعتباره الإمام من أهل البيت والأنظار تتجه نحوه والقلوب تهفو إليه.
وبعد أن انتصر المأمون على أخيه الأمين وتسلم السلطة واجه ثورات متتالية قادها العلويون، فالسياسة العباسية وظروف المطاردة والاضطهاد كانت تدفعهم إلى التحرك المسلح وإعلان الثورة والدفاع عن الحق بقوة.
كان المأمون يحمل نفس الرأي الذي يحمله آباؤه عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، فقد عاش المأمون وضعا مضطربا، عاش صراعا مريرا بينه وبين أخيه الأمين وعاش ثورات وانتفاضات علوية في طول البلاد وعرضها.
ولم يجد المأمون من المناسب استعمال العنف والتصدي للإمام الرضا عليه السلام بنفس الوسائل التي تصدي بها الرشيد للإمام موسى الكاظم عليه السلام، فقد انتهى إلى نتيجة سياسية لم يجد مناصا منها، وهي مهادنة العلويين والاعتراف لهم بحق الولاية لامتصاص النقمة وإقناع الرأي العام بالاعتدال و?سب الأنصار.
فاخترع المأمون مشروعاً سياسيا لتطويق الإمام الرضا عليه السلام وهو المبايعة له بالخلافة وولاية العهد من بعد المأمون باعتباره الإمام من أهل بيت النبوة عليهم السلام والقائد البارز والسيد العالم في عصره.
وكان الإمام الرضا عليه السلام يدرك الخطة السياسية للمأمون وأهدافه غير المعلنة، فرفض ما عرضه المأمون عدة مرات إلا أنه اضطر لقبوله بعد أن هدده المأمون بش?ل صريح وواضح بالقتل.
وكان الإمام عليه السلام يعرف ما تؤول إليه الأمور وينتهي إليه تف?ير المأمون وأوضح ذلك لخاصته.
واضطر الإمام عليه السلام تحت التهديد لقبول البيعة، ول?ي لا يتحمل شيئاً من تبعات الحكم فانه اشترط القبول الرمزي دون التدخل في شيء .. أو حتى تحمل أية مسؤولية في الدولة.
فالمأمون ليس ذلك الشخص الذي كان زاهداً في الملك والسلطة فقد قتل أخاه الأمين من أجلها وقتل من خدموه وخدموا سلطة أبيه الرشيد أمثال طاهر بن الحسين والفضل بن سهل وآخرين ممن ساهموا في تنفيذ خطط المأمون وتثبيت دعائم وقواعد سلطته.
فكان طبيعيا أن يلقي الإمام الرضا عليه السلام مثل هذه المعاملة وهو من أ?ثر الناس خطراً وأشدهم فاعلية في مجرى حوادث المرحلة السياسية التي عاشها يضاف إلى ذلك ما كان للصراع والوشايات والوقيعة التي كانت تمارسها الحواشي وضغوط رجالات بني العباس ضد أهل البيت عليه السلام.
ومن الأسباب التي دعت المأمون إلى اغتيال الإمام أنه لم يحصل على ما أراد من توليته للعهد ، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرد العباسيين عليه ومحاولتهم القضاء عليه.
لذلك فإن التاريخ يحدثنا أن المأمون قد دسم السم إلى بعض طعام الإمام الرضا عليه السلام
(في عنب أو رمان) فاغتاله.
وقد أحس المأمون في نفسه خطورة الحدث وفداحة المصاب، وخاف تحسس العلويين وجماهير الأمة وانقلاب الرأي العام وتحر?ه ضده واتهامه بقتل الإمام عليه السلام، لذلك ?تم المأمون خبر استشهاد الإمام عليه السلام يوما وليلة، ثم استدعى محمد بن جعفر الصادق - عم الإمام الرضا - وجماعة من آل أبي طالب، فلما أحضرهم عرض عليهم جسد الإمام وأكد لهم زورا، انه مات موتا طبيعيا.
ويذكر المؤرخون أن الناس اتجهوا إلى اتهام المأمون وقالوا:لقد قتل واغتال ابن رسول الله (ص)، و?ثر اللغط والضجيج بين الناس، وهم يجتمعون حول البيت الذي فيه الجثمان، فخاف المأمون هياج الرأي العام وتحرك الناس، فطلب من عم الإمام(محمد بن جعفر) أن يخرج إلى الجماهير المحتشدة ويصرفها إلى وقت آخر، حيث أجل تشييع الجثمان الطاهر وعندما تفرق الناس،وعندما أرخي الليل سدوله، غسله الإمام محمد الجواد الذي كان قد أقدم من المدينة ، وصلى عليه ودفنه.
وه?ذا رحل الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو يردد ? يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ).آل عمران آية - 154 - .
وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً :
أرى أمية معذورين إن قتلوا *** ولا أرى لبني العباس من عذر
أربِع بطوس على قبر الزكي به *** إن كنت تربع من دين على خطر
قبران في طوس خير الناس كلّهم *** وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي *** وما على الزكي بقرب الرجس من ضرر
(عيون أخبار الشيعة)
وكانت شهادته عليه السلام في اليوم الأخير من شهر صفر سنة 203 بمدينة طوس التي دفن فيها، وتعرف اليوم بمدينة مشهد المقدسة.
ولقد وُضع عليه ضريح يزهو بهاءً وجلالاً، تعلوه على الضريح قبّة ذهبيّة تشعّ نوراً وعزّاً وسموّاً.
ويتوافد على روضته الشريفة ملايين المسلمين كلّ عام، يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها، ساكبين عند عتبته المقدّسة دموع الولاء، ومجدّدين معه العهد، وعاقدين عنده ميثاق الولاية.
اللهم صلَ على علي بن موسى الرضا المرتضى الإمام التقي النقي وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية متواصلة متواترة مترادفة ?أفضل ما صليت على أحد من أوليائك.
وبهذه المناسبة الأليمة نتتقدم بأزكى آيات التعازي إلى إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف و المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها داعين بالنصر للإسلام والعزة والكرامة للمسلمين إنه سميع
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعظم الله اجوركم بذكرى شهادة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، هو ثامن الأئمة الاثني عشر الذين نص عليهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:علي بن موسي، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين،بن علي، بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
عاصر الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام عهد الخليفة العباسي هارون عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشد أنواع التنكيل والتعذيب والقتل بحق أبناء أهل البيت عليه السلام.
عاش الإمام الرضا(ع) المرحلة الصعبة التي مر بها والده الإمام الكاظم (ع)، ولما استشهد أبوه عليه السلام وانتهت الإمامة إليه،فقد جاء أن الرشيد قال ليحيي بن خالد البرم?ي،حين حرضه الأخير على الإمام الرضا(ع): (ي?فينا ما صنعاه بأبيه).
ومع ذلك فإن الإمام الرضا(ع) لم ي?ن ليحيي بعيداً عن الصراع العلوي مع العباسيين دون أن يصيبه الأذى وتحل به الكروب والمحن.
إن تردى الأوضاع السياسية قد انعكس على طبقات الأمة كافة، فلم يسلم منه أحد سواء العامة والجمهور أو قادة الرأي وأقطاب المجتمع والعلماء، لذا كان الرأي العام قد اتجه بش?ل قوي نحو أهل البيت عليهم السلام ، حيث أن قادة أهل البيت وأئمتهم أمثال الصادق وال?اظم والرضا عليهم السلام كانوا هم المفزع للأمة وملجأ الاستغاثة.
وقد اشتد هذا الميل لأهل البيت والتعاطف معهم وبلغ شأنه أيام الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام فكانت الثورات العلوية تتفجر وجماهير الأمة وبعض الوزراء يميلون لأهل البيت، والدولة العباسية تمر بمرحلة صراع داخلي حاد بين الأمين والمأمون، وشخصية الإمام الرضا(ع) تقوي وتتركز باعتباره الإمام من أهل البيت والأنظار تتجه نحوه والقلوب تهفو إليه.
وبعد أن انتصر المأمون على أخيه الأمين وتسلم السلطة واجه ثورات متتالية قادها العلويون، فالسياسة العباسية وظروف المطاردة والاضطهاد كانت تدفعهم إلى التحرك المسلح وإعلان الثورة والدفاع عن الحق بقوة.
كان المأمون يحمل نفس الرأي الذي يحمله آباؤه عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، فقد عاش المأمون وضعا مضطربا، عاش صراعا مريرا بينه وبين أخيه الأمين وعاش ثورات وانتفاضات علوية في طول البلاد وعرضها.
ولم يجد المأمون من المناسب استعمال العنف والتصدي للإمام الرضا عليه السلام بنفس الوسائل التي تصدي بها الرشيد للإمام موسى الكاظم عليه السلام، فقد انتهى إلى نتيجة سياسية لم يجد مناصا منها، وهي مهادنة العلويين والاعتراف لهم بحق الولاية لامتصاص النقمة وإقناع الرأي العام بالاعتدال و?سب الأنصار.
فاخترع المأمون مشروعاً سياسيا لتطويق الإمام الرضا عليه السلام وهو المبايعة له بالخلافة وولاية العهد من بعد المأمون باعتباره الإمام من أهل بيت النبوة عليهم السلام والقائد البارز والسيد العالم في عصره.
وكان الإمام الرضا عليه السلام يدرك الخطة السياسية للمأمون وأهدافه غير المعلنة، فرفض ما عرضه المأمون عدة مرات إلا أنه اضطر لقبوله بعد أن هدده المأمون بش?ل صريح وواضح بالقتل.
وكان الإمام عليه السلام يعرف ما تؤول إليه الأمور وينتهي إليه تف?ير المأمون وأوضح ذلك لخاصته.
واضطر الإمام عليه السلام تحت التهديد لقبول البيعة، ول?ي لا يتحمل شيئاً من تبعات الحكم فانه اشترط القبول الرمزي دون التدخل في شيء .. أو حتى تحمل أية مسؤولية في الدولة.
فالمأمون ليس ذلك الشخص الذي كان زاهداً في الملك والسلطة فقد قتل أخاه الأمين من أجلها وقتل من خدموه وخدموا سلطة أبيه الرشيد أمثال طاهر بن الحسين والفضل بن سهل وآخرين ممن ساهموا في تنفيذ خطط المأمون وتثبيت دعائم وقواعد سلطته.
فكان طبيعيا أن يلقي الإمام الرضا عليه السلام مثل هذه المعاملة وهو من أ?ثر الناس خطراً وأشدهم فاعلية في مجرى حوادث المرحلة السياسية التي عاشها يضاف إلى ذلك ما كان للصراع والوشايات والوقيعة التي كانت تمارسها الحواشي وضغوط رجالات بني العباس ضد أهل البيت عليه السلام.
ومن الأسباب التي دعت المأمون إلى اغتيال الإمام أنه لم يحصل على ما أراد من توليته للعهد ، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرد العباسيين عليه ومحاولتهم القضاء عليه.
لذلك فإن التاريخ يحدثنا أن المأمون قد دسم السم إلى بعض طعام الإمام الرضا عليه السلام
(في عنب أو رمان) فاغتاله.
وقد أحس المأمون في نفسه خطورة الحدث وفداحة المصاب، وخاف تحسس العلويين وجماهير الأمة وانقلاب الرأي العام وتحر?ه ضده واتهامه بقتل الإمام عليه السلام، لذلك ?تم المأمون خبر استشهاد الإمام عليه السلام يوما وليلة، ثم استدعى محمد بن جعفر الصادق - عم الإمام الرضا - وجماعة من آل أبي طالب، فلما أحضرهم عرض عليهم جسد الإمام وأكد لهم زورا، انه مات موتا طبيعيا.
ويذكر المؤرخون أن الناس اتجهوا إلى اتهام المأمون وقالوا:لقد قتل واغتال ابن رسول الله (ص)، و?ثر اللغط والضجيج بين الناس، وهم يجتمعون حول البيت الذي فيه الجثمان، فخاف المأمون هياج الرأي العام وتحرك الناس، فطلب من عم الإمام(محمد بن جعفر) أن يخرج إلى الجماهير المحتشدة ويصرفها إلى وقت آخر، حيث أجل تشييع الجثمان الطاهر وعندما تفرق الناس،وعندما أرخي الليل سدوله، غسله الإمام محمد الجواد الذي كان قد أقدم من المدينة ، وصلى عليه ودفنه.
وه?ذا رحل الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو يردد ? يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ).آل عمران آية - 154 - .
وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً :
أرى أمية معذورين إن قتلوا *** ولا أرى لبني العباس من عذر
أربِع بطوس على قبر الزكي به *** إن كنت تربع من دين على خطر
قبران في طوس خير الناس كلّهم *** وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي *** وما على الزكي بقرب الرجس من ضرر
(عيون أخبار الشيعة)
وكانت شهادته عليه السلام في اليوم الأخير من شهر صفر سنة 203 بمدينة طوس التي دفن فيها، وتعرف اليوم بمدينة مشهد المقدسة.
ولقد وُضع عليه ضريح يزهو بهاءً وجلالاً، تعلوه على الضريح قبّة ذهبيّة تشعّ نوراً وعزّاً وسموّاً.
ويتوافد على روضته الشريفة ملايين المسلمين كلّ عام، يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها، ساكبين عند عتبته المقدّسة دموع الولاء، ومجدّدين معه العهد، وعاقدين عنده ميثاق الولاية.
اللهم صلَ على علي بن موسى الرضا المرتضى الإمام التقي النقي وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية متواصلة متواترة مترادفة ?أفضل ما صليت على أحد من أوليائك.
وبهذه المناسبة الأليمة نتتقدم بأزكى آيات التعازي إلى إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف و المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها داعين بالنصر للإسلام والعزة والكرامة للمسلمين إنه سميع
تعليق