النبي ’يدعو المسلمين لوداعه والحج معه !
في السنة العاشرة من الهجرة أوحى الله الى نبيه ’ أن وفاته اقتربت ، وأمره أن يدعو أمته ويحج معهم ويوصيهم بوصاياه: (ثم أنزل الله عز وجل عليه: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله ’ يحج في عامه هذا ، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب، واجتمعوا لحج رسول الله ’.. فخرج رسول الله ’ في أربع بقين من ذي القعدة...حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة..). (الكافي:4/245) .
ومجموع من شارك في حجة الوداع مئة ألف إلى مئة وعشرين ألفاً ، كما ذكرت الروايات ، وقد خطب فيهم النبي ’ ست خطب: خطبة في مكة يوم التروية الثامن ذي الحجة ، وخطبة في عرفات ، وخطبتان في منى يوم العيد وثاني العيد عند جمرة العقبة ، وخطبة في مسجد الخيف يوم النفر.. ثم خطبة الغدير في طريق عودته ’ عند غدير خم قرب الجحفة . قال في السيرة الحلبية:3/333:( خطب (ص) في الحج خمس خطب: الأولى يوم السابع من ذي الحجة بمكة والثانية يوم عرفة ، والثالثة يوم النحر بمنى ، والرابعة يوم القر بمنى والخامسة يوم النفر الأول بمنى أيضاً). انتهى.
ومع أن المسلمين اهتموا بحجة الوداع ، وأحاطوا بالنبي ’ وتعلموا من كلماته وحركاته وسكناته ، ورووا أحاديث كثيرةً عنه ، لكن رواة السلطة القرشية ضيعوا روعة تلك الخطب ! فرووها نتفاً وخلطوا بين مضامينها ! وسبب ذلك أن النبي ’ تعمد في وداعه لأمته أن يركز مكانة عترته من بعده ^ وخصهم بكلام كثير ، فتعمد الرواة إهماله أو إهمال أكثره ، لأنه ليس في مصلحة نظام الخلافة القرشي ، الذي أقامه زعماء القبائل بعد النبي ’ .
وقد راجعت نصوص هذه الخطب في أكثر من مائة مصدر ، فوجدتهم رووها نتفاً ، فيها التعارض والتضارب في الزمان والمكان والكلام ، ومؤشرات وأدلة على تدخلات السلطة في نصوصها ، وخوف الرواة منها ! وكل ذنب هذه الأحاديث الشريفة أن النبي ’ أمر المسلمين فيها بإطاعة أهل بيته من بعده وحذر قريشاً والصحابة من الإختلاف وشرح لهم قوله تعالى: وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ.. وأتم عليهم الحجة !
لكن رغم التعتيم القرشي بقي منها في مصادرهم ما فيه بلاغٌ لمن أراد معرفة أوامر نبيه ’ . وعندما تَجمع نُتَف الخطب تجدها منظومة كاملة من الأحكام والتوجيهات ، في حقوق الإنسان عامة والإنسان المسلم خاصة ، وفي مستقبل الأمة ومكانة العترة النبوية !
ونورد فيما يلي نماذج للأجزاء التي رووها منها ، ثم فهرساً لأسسها العامة ، والمبادئ التي تضمنتها:
في السنة العاشرة من الهجرة أوحى الله الى نبيه ’ أن وفاته اقتربت ، وأمره أن يدعو أمته ويحج معهم ويوصيهم بوصاياه: (ثم أنزل الله عز وجل عليه: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله ’ يحج في عامه هذا ، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب، واجتمعوا لحج رسول الله ’.. فخرج رسول الله ’ في أربع بقين من ذي القعدة...حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة..). (الكافي:4/245) .
ومجموع من شارك في حجة الوداع مئة ألف إلى مئة وعشرين ألفاً ، كما ذكرت الروايات ، وقد خطب فيهم النبي ’ ست خطب: خطبة في مكة يوم التروية الثامن ذي الحجة ، وخطبة في عرفات ، وخطبتان في منى يوم العيد وثاني العيد عند جمرة العقبة ، وخطبة في مسجد الخيف يوم النفر.. ثم خطبة الغدير في طريق عودته ’ عند غدير خم قرب الجحفة . قال في السيرة الحلبية:3/333:( خطب (ص) في الحج خمس خطب: الأولى يوم السابع من ذي الحجة بمكة والثانية يوم عرفة ، والثالثة يوم النحر بمنى ، والرابعة يوم القر بمنى والخامسة يوم النفر الأول بمنى أيضاً). انتهى.
ومع أن المسلمين اهتموا بحجة الوداع ، وأحاطوا بالنبي ’ وتعلموا من كلماته وحركاته وسكناته ، ورووا أحاديث كثيرةً عنه ، لكن رواة السلطة القرشية ضيعوا روعة تلك الخطب ! فرووها نتفاً وخلطوا بين مضامينها ! وسبب ذلك أن النبي ’ تعمد في وداعه لأمته أن يركز مكانة عترته من بعده ^ وخصهم بكلام كثير ، فتعمد الرواة إهماله أو إهمال أكثره ، لأنه ليس في مصلحة نظام الخلافة القرشي ، الذي أقامه زعماء القبائل بعد النبي ’ .
وقد راجعت نصوص هذه الخطب في أكثر من مائة مصدر ، فوجدتهم رووها نتفاً ، فيها التعارض والتضارب في الزمان والمكان والكلام ، ومؤشرات وأدلة على تدخلات السلطة في نصوصها ، وخوف الرواة منها ! وكل ذنب هذه الأحاديث الشريفة أن النبي ’ أمر المسلمين فيها بإطاعة أهل بيته من بعده وحذر قريشاً والصحابة من الإختلاف وشرح لهم قوله تعالى: وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ.. وأتم عليهم الحجة !
لكن رغم التعتيم القرشي بقي منها في مصادرهم ما فيه بلاغٌ لمن أراد معرفة أوامر نبيه ’ . وعندما تَجمع نُتَف الخطب تجدها منظومة كاملة من الأحكام والتوجيهات ، في حقوق الإنسان عامة والإنسان المسلم خاصة ، وفي مستقبل الأمة ومكانة العترة النبوية !
ونورد فيما يلي نماذج للأجزاء التي رووها منها ، ثم فهرساً لأسسها العامة ، والمبادئ التي تضمنتها: